بحث

صلاح الدين الجورشي: بين "المعرفة" و"الرأي" (ورقات من مذكرات)

"كان التحاقي بصحيفة الرأي نقلة نوعية في مسيرتي المهنية وفي ثقافتي السياسية. فمجلة المعرفة [تأسست سنة 1974] التي بدأت فيها خطواتي الأولى نحو اكتساب القدرة على الكتابة كانت أقرب إلى الصحيفة الحزبية هدفها التبشير بالدعوة، والدفاع عن جماعة في حالة تشكل. يتجلى ذلك بوضوح في اختيار المواضيع، وانتقاء الأخبار، وأسلوب الكتابة، وطريقة التعليق على الأحداث، واختيار الصور، وبالأخص تحرير الافتتاحيات التي كانت موجهة وتعكس اهتمامات المشرفين على التنظيم الذي يقف وراء المجلة. فالمعرفة كانت ناطقة باسم تيار ديني في حالة نشوء وصعود. وكان هذا التيار في تلك المرحلة يتحرك حول نواة تنظيم خفية يسمى الجماعة الاسلامية. وهو كيان حزبي غير معترف به قانونيا ولا يعرفه الا المنتمون اليه.

الهادي يحمد:الكتابة الصحفية .. مغامرة على تخوم الممنوع 2024

بقلم: هادي يحمد، كاتب صحفي (تونس)

"مغامرة" هو المصطلح الأكثر كثافة وبلاغة الذي أختاره للتعبير عن تجربتي الصحفية المتواضعة التي انطلقت منذ حوالي عشرين سنة حين تحصّلت على أول بطاقة احتراف مهنية سنة 2002. كنت أرى أن البحث عن الممنوع هو الذي يدفع العمل الصحفي،لكني اكتشفت أن الممنوع ليس فقط ما تخفيه السلطة كما كنت أعتقد ذلك وأمارسه قبل ثورة تونس سنة 2011، لكن الممنوع يتغيّر حسب الظرف، وهو أيضا ما تخفيه المصادر والأطراف الفاعلة في الحياة العامة.

الارث الصحفي بين جيلين: نداء استكتاب لحضرات الصحفيين(يات) العرب

حضرة الزميل(ة) الفاضل(ة)

تحية طيبة

 أنشأت منذ حوالي 10 سنوات مدوّنة تعليمية متخصصة في التحرير الصحفي باللغة العربية journalism writing courses وهي متاحة لعموم طلبة الاعلام العرب بصفة حرّة والى غيرهم من الصحفيين المبتدئين، و تفاجأت بنجاحها النسبي في وسط طلبة الصحافة في العالم العربي، اذ قاربت 250 الف زيارة أغلبها من الجزائر و مصر و السعودية و المغرب و تونس حسب ترتيب تنازلي.

عمر بن قفصية: وصية الى المتطلّعين من الشباب الى مهنة الصحافة.

يقول عمر بن قفصية في خاتمة كتابه "أضواء على الصحافة التونسية":

 

"...ثم أتقدّم للمتطلعين من الشباب لمهنة الصحافة و أبنائي طلبة هذا الفن، بمعهد علي باش حانبة على الأخص بهذه النصائح التي تعتبر دستورا لمن أراد أن يكون صحفيا ناجحا، حاثا اياهم على امعان النظر فيها حتى يحالفهم التوفيق في أعمالهم:

محمد قلبي: وصاياي العشر لصحفيي العصر 2000

رسالة الأحد

الصباح الأحد 14 ماي 2000

وصاياي العشر لصحافيي العصر

بحكم ثلث القرن الذي نبت على جبيني من يوم حدّثتني الأمّارة بالسوء لتنصحني بممارسة هذه المهنة، و بحكم البياض الذي صبغ به سواد الأيام، هذه الّحية المتطفّلة على ما أكتب، و بحكم اقترابي من ساعة رمي المنديل، بهذه الأحكام الثلاثة، و بها فقط، سمحت لنفسي اليوم بأن أحبّر هذه الوصايا العشر لأبنائي و أحفادي صحافيي الألفية الثالثة:

ريما نزيه صيداني، فيصل عباس، منير الماوري: دور النشر في لبنان وأمريكا تستكتب النجوم لتستقطب شهرتهم وتواجه تدنّي المبيعات.

هل أصبحت الكتابة بمثابة تقليعة تقبل عليها كل حسناء من العارضات والمذيعات؟ هل جمال "الكاتبة" واسمها الرنان أصبح يستهوي القارئ أكثر من بلاغة الكلمة وجمال المفردة؟

أن تجد خبرا عن جميلة مسلسل "باي واتش" التلفزيوني باميلا أندرسون أو الممثل الشاب بين أفليك في احدى المجلات أو الصحف ليس بالأمر المستغرب، حيث لطالما اعتبرت أخبار المشاهير مواد دسمة بالنسبة لمختلف وسائل الاعلام.

لكن ما قد يجده كثيرون غريبا هو أن تجد تحقيقا سياسيا أجراه أفليك بنفسه، أو مقالا كتبته اندرسون أو غيرهما من الأسماء الهوليودية اللاّمعة التي قلبت الصورة، فبدلا من ان يتم تناقل مستجدّات حياتهم العملية والشخصية و التعليقات حولها، أصبحوا هم من يكتبون الأخبار و التحقيقات، و المقالات في صفحات الرأي. 

كامل زهيري: الصحافة بين المنح والمنع 1980

كامل زهيري، الصحافة بين المنح والمنع، دار الموقف العربي للصحافة والنشر والتوزيع،القاهرة، 1980، 143ص.

جاء في مقدمة الكتاب:

"قضية حرية الصحافة-هي أشهر قضية مؤجلة في مصر، تؤجلها كل ثورة إلى الثورة الاّحقة، فقد أخفقت الثورات المصرية الكبرى في حلّها. لا ثورة عرابي حاولت ولا ثورة 19 استطاعت ولا ثورة 1952 حسمت. هذا ما يقوله كامل زهيري في كتابه الصحافة بين المنح والمنع، ورغم ذلك فمصر عرفت أول جريدة عربية منذ قرن ونصف(1828)، وعرفت أول كتاب عن حرية الصحافة منذ مائة عام (1876).