بحث

دليل كتابة الخبر

مقدمة

إذا كنت لا تسعى إلى الأخبار فالأخبار تسعى إليك، قد يكون هذا شعار المرحلة الحالية التي تشهدها صناعة الأخبار، لقد أصبحت شاشات القنوات الإخبارية متاحة في بهو البنوك و الفنادق و شريط الأخبار المسترسل اسفل الشاشة في العديد من البرامج و في صفحات مواقع الانترنت و هو أبلغ صورة تجسّم سيل الأخبار و كأنه فاض عن قنواته التقليدية و لم يعد يلتزم بأوقات صدور الجرائد و نشرات الأنباء، و انتشرت الخدمات الإخبارية عن طريق الهواتف الجوالة لتأكد أن سيل الأخبار لا ينقطع، هذه سمة من سمات روح العصر.
نشأ الخبر قبل نشأة الصحافة الحديثة التي عرفتها المجتمعات الحديثة بعد ظهور الطباعة منذ ما يزيد عن خمسة قرون. و ارتبط الخبر بمغامرة الصحافة و أصبح مادتها الأساسية، و رافق مختلف تطوراتها و تكيف مع مختلف قنواتها المكتوبة و المسموعة و المرئية.
و انتقلت صناعة الخبر من الرواة و الإخباريين و الأدباء إلى الصحفيين، و من حلقات المجالس و كتب التاريخ و الأدب إلى أعمدة الجرائد و نشرات الأخبار و خضعت عمليات جمع الأخبار و انتقاؤها و التأكد من صحتها و تحريرها و توزيعها إلى أساليب و ضوابط و طرق عمل أصبحت مع مرور الزمن قواسم مشتركة بين الصحفيين المحترفين كما تكلّفت بعض كتب الإعلام بتوثيق هذه المعارف قصد نشرها في أوساط الصحفيين المبتدئين.
لقد أصبح من الضروري لجمهور المثقفين الاطلاع على متطلّبات هذه الثقافة المهنية الاخبارية الجديدة نظرا لأهمية الوعي الإعلامي في عصر تتنافس فيه المحطات الإخبارية ذات الاتجاهات و المشارب المختلفة من أجل كسب عقل و قلب الإنسان المعاصر في الشرق و الغرب، أما أبناء المهنة من الصحفيين و المندوبين و المراسلين و المحررين في غرف الأخبار الإذاعية و التليفزيونية فقد أصبح لزاما عليهم أن يمتلكوا هذه الحرفة بصورة تامة، و بمجاراة مستمرة لما يطرأ من مستحدثات مهنية على مستوى المنهج و الأساليب و الأدوات، إنها حتمية مهنية تلقي بمسؤولية التدريب المستمر على كاهل كل من يتصدى لمهنة التعامل مع القصة الإخبارية بدءا من جمع وقائعها و مرورا بتقديمها و انتهاء بتحريرها و تفسيرها للجمهور.

إن هذا الكتاب رسالة مبسطة لهذا الفن الإخباري المهم حاول فيه المؤلفان تقديم مبادئ موجزة أساسية، ووصايا ذهبية ضرورية في التحرير الإخباري بغرض نشر هذه الثقافة بين الجمهور و مساعدة طلاّب الدراسات الإعلامية، والمهنيين و الإعلاميين في حقل الأخبار الصحفية و الإذاعية.
و قد تمّ تقديم مادة الكتاب في إطار منهج تحليلي يستخلص أهم القواعد المهنية التي استقرت عليها أهم المدارس الإعلامية المختلفة اعتمادا على خبرة المؤلفين العملية دون الدخول في تحليل نقدي قد يحيد بالهدف المرتجى من الكتاب، فالكتاب إذن قواعد مهنية مستقرة في ميدان التحرير الإخباري، كما أنه حصيلة خبرة عملية طويلة من المؤلفين بهدف الممارسة العملية لفن الكتابة الإخبارية، و في هذا السياق تمّ عرض مضمون الكتاب في ثلاثة أجزاء:
الجزء الأول يتناول العمل الصحفي بين المعرفة و الممارسة الحرفية، أما الجزء الثاني فيتناول المهارات اللازمة للتحرير الصحفي و فيه أربعة فصول و أخيرا جاء الجزء الثالث ليتناول الخبر الإذاعي و التلفزيوني و يضم أربعة فصول.
و أخيرا نتمنى أن يمثل هذا الكتاب إضافة جديدة إلى المكتبة الإعلامية و الله من وراء القصد.

المؤلفان

د.عوض هاشم
د.المهدي الجندوبي
البحرين 9-10-2008

الفهرس

المقدمة
الجزء الأول: العمل الصحفي بين المعرفة النظرية و الممارسة الحرفية
الفصل الأول:الخبر : تعريفاته، وخصائصه، وقيمه (د.المهدي الجندوبي)
الفصل الثاني: مصادر الخبر(أ.عوض هاشم)
الفصل الثالث: العمل الصحفي في المكتب وفي الميدان (د.المهدي الجندوبي)
الفصل الرابع: بيئة العمل الإخباري في الراديو والتلفزيون (أ.عوض هاشم)
الفصل الخامس: كيف غيرت تقنيات الاتصال الحديثة أساليب العمل الصحفي؟ (د.المهدي الجندوبي)
 الجزء الثاني: تحرير الخبر الصحفي (د.المهدي الجندوبي)
الفصل السادس: الأسئلة الصحفية دليل المحرر
الفصل السابع: القالب الفني للخبر
الفصل الثامن: خصائص الأسلوب الصحفي
الفصل التاسع: كتابة عناوين الأخبار
الجزء الثالث: تحرير الخبر الاذاعي و التلفزيوني (أ.عوض هاشم)
الفصل العاشر: أشكال الخبر الإذاعي والتلفزيوني و معالجته
الفصل الحادي عشر: عملية تحرير الخبر الإذاعي
الفصل الثاني عشر: نشرة الأخبار والعرض الإخباري في الراديو والتلفزيون
الفصل الثالث عشر: الوصايا الذهبية في غرفة الأخبار الإذاعية
المراجع