الشيباني بن بلغيث ومحمد الحبيب السلامي، محمود خروف من رواد الصحافة التونسية، مكتبة علاء الدين، صفاقس-تونس، 2013، 172 ص.
جاء في المقدمة:
«عرفت الصحافة التونسية نشاطا ملحوظا مع بروز الحركة الوطنية بعد الحرب العالمية الأولى. وقد واكبت هذه الصحافة تصاعد النشاط الوطني الحزبي الذي شهد توسعا و انتشارا خلال ثلاثينات القرن العشرين ضد الاستعمار. فكانت لسان الحركة الوطنية وسلاحها البارز على اختلاف مشاربها وألوانها.
وعلى أعمدة هذه الصحافة برز عدد كبير من الشباب التونسي كصحافيين هواة ومحترفين وكان معظمهم ذوي تكوين زيتوني عربي الانتماء واللّسان. انطلقوا في تحرير الأخبار والمقالات في التاريخ والثقافة والسياسة برغبة شخصية جامحة. ويشهد على ذلك تعدد الصحف العربية خلال الفترة، ذات العناوين المتنوعة والمعبرة عن آلام المجتمع وتطلعاته في التحرير والانعتاق.
وكان اسم الشيخ محمود خروف أحد أولئك الصحفيين الذين لمعت أسماؤهم على أعمدة تلك الصحف العربية ممهورا على ما كان يكتبه، واضحا أحيانا و مختفيا أحيانا أخرى تحت اسم رمزي تبعا للظروف الأمنية، وطبيعة المواضيع المطروقة في وقت كانت فيه السلطات الاستعمارية تتابع كل حرف يكتبه التونسيون وتقاومه بالرقابة والحذف».
