المصادر الشفاهية (المؤتمر الصحفي، لقاءات ينظمـهـا الصحـافيون، نشـاطـات اجتمـاعية خـاصة، زيارات منـظمـة، الخبراء، شـهـود العيــان، الخــطــب ، الملتقيات والنـدوات والايـام الاعلاميـة، الــزمـــلاء، الاستـماع للمحطات الاذاعيـة والتلفزيونيـة، الإشاعة).
المصادر المكتوبة ( الصحف و المجلات، البيـانـات الصحـفيـة، المنشــورات الـرسمـيــة، الكتــــاب، الـدوريـات العـلمـيـة، الكـرونلـوجيـات (ترتيـب الأحداث)، التـراجـم (السـير الذاتيـة )، المــوسـوعـات )
مصــادر الأخبار غير الالكترونية
وثيقة من اعداد: د.المهدي الجندوبي
تعريب: د.مصطفى حسن
تعريب: د.مصطفى حسن
المـصادر الشـفـاهيـة
المؤتمر الصحفي
لقاءات ينظمـهـا الصحـافيون
نشـاطـات اجتمـاعية خـاصة
زيارات منـظمـة
الخبراء
شـهـود العيــان
الخــطــب
الملتقيات ، النـدوات والايـام الاعلاميـة
الــزمـــلاء
الاستـماع للمحطات الاذاعيـة والتلفزيونيـة
الإشاعة
المـصـادر المـكتـوبـة
الصحافـة المكتوبة
البيـانـات الصحـفيـة
المنشــرات الـرسمـيــة
الكتــــاب
الـدوريـات العـلمـيـة
الكـرونلـوجيـات (ترتيـب الأحداث)
التـراجـم (السـير الذاتيـة )
المــوسـوعـات
تصنّف المصادر بطرق عدّة : مصادر رسمية (الحكومة ، المؤسـسات الـوطنية ، النقابات ...) مصادر غير رسمية (المواطنون ، شهود العيان ، المختصون ...) مصادر وطنية (تقرير حول الاقتصاد التونسي يعده البنك المركزي التونسي) مصادر دولية (تقرير حول الاقتصاد التونسي صادر عن البنك العالمي). سنقف في هذه الوثيقة التي تقتصر على المصادر التقليدية غير الالكترونية التي عرفت نموا سريعا مع نشأة و انتشار الانترنت، على الصنفين التاليين : المصادر الشفاهية والمصادر المكتوبة .
المـصادر الشـفـاهيـة :
المؤتمر الصحفي :
عندما يرغب احد الرؤساء أو الوزراء أو أي شخصية أخرى في الاتصال بالصحافة ، يعلن عن تنظيم مؤتمر صحفي يدعو إليها ممثلي مختلف الصحف الوطنية والأجنبية وكذلك مراسلي مختلف وكالات الأنباء الممثلة ببلاده.
و يعلن عن المؤتمر بضع ساعات (اذا كانت الإحداث التي ستتناولها طارئة وخطيرة) او بضعة أيام قبل عقدها وعندها تفوض كل مؤسسة صحفية مخبرا صحافيا لحضور هذا المؤتمر التي يلقي منظمها أثناءه كلمة وجيزة حول المسألة التي دعت إلى عقد المؤتمر ، ثم يجيب عن أسئلة الصحافيين ويسلم إليهم بيانات أعدت خصيصا لهـم .
و يمكن أن يطرح الصحافييون أسئلتهم شفاهيا أو كتابيا . ويفضل بعض المنظمين جمع أسئلة الصحافيين المكتوبة التي يرغبون في طرحهـا. وذلك في بداية الندوة او خلالها ليعدوا أجوبتهم بطريقة أفضل ، وقبل أن يطرح الصحافي أي سؤال يتعين عليه ان يعرف بنفسه فيوضح اسمه واسم المؤسسة الصحفية التي يمثلهـا.
و يشكل المؤتمر الصحفي وسيلة تستخدمها المؤسسات الوطنية والدولية لتبليغ صوتها الى الصحافة (بقصد تحسيسها بممارسة التعذيب مثلا او الدعوة للتبرع بالدم أو إثارة مشاكل المعاقين او بغية إعلام الصحافة بموقف معين اتخذه تنظيم سياسي أو نقابة ما ، أو حتى سبق حدث ما وذلك بتزويد الصحافة بالمعلومات الضرورية لتغطية الحدث المنتظر تغطية ناجحة او حصيلة زيارة رسمية أداها وفد أجنبي ...)
و طوّر العالم الانجلوسكسوني شكلا خفيفا من أشكال الندوة الصحفية بريفنق يتمثل في لقاء قصير بين مسؤول كبير آو ناطق بلسانه وبين الصحافة أثناء وقوع حدث هـام (قـمـة).
لقاءات ينظمـهـا الصحـافيون :
إذا كان المؤتمر الصحفي ينظم من قبل من يرغبون في الاتصال بالصحافة فان الصحافيين ينظمون بدورهم لقاءات مع شخصيات وطنية أو أجنبية زائرة وتبرمج هذه اللقاءات مسبقا وتتم بمبادرة من الجمعيات المهنية أو نوادي الصحافيين .
نشـاطـات اجتمـاعية خـاصة :
يدعى الصحافيون عادة إلى ولائم العشاء أو اللقاءات التي تنظمها شخصيات أو مؤسسات أو سفارات أو غيرها للاحتفال بحدث تاريخي (كالأعياد الوطنية أو الدينية) ولتكريم شخصية تمت ترقيتها منذ عهد غير بعيد او حان موعد مغادرتها لمركز عملها ...
و مثل هذه المناسبات ثرية باللقاءات وقد تمكن الصحافيون من استقاء معلومات أو جمع بعض العناصر التي تنقصهم . وكذلك من الاستماع إلى تحاليل هذا الشخص أو ذاك بخصوص هذه المسألة أو تلك.
زيارات منـظمـة :
تنظم المكاتب الصحفية بالمؤسسات العامة والخاصة الوطنية منها والدولية جولات أو زيارات منظمة (لإبراز نمو البلاد لوفد من الصحافيين الأجانب بتمكينهم من زيارة مزرعة رائدة او مصنع حديث جدا او متاحف ....)
و تمثل هذه الزيارات الميدانية فرصة ممتازة لملاقاة بعض الشخصيات ومعاينة بعض الأماكن التي يصعب دخول الجمهور إليها في العادة (مثل المراكز النووية والسجون والخطوط الأمامية لجبهات القتال...)
و مما لا ينكر ان زيارات تندرج في إطار العمل الدعائي.
و يمكن للصحفي استغلال هذه التسهيلات دون أن يخدع بالطلاء المشط الذي يمكن ان يخفي الحقيقة وينتظر المنظمون عادة من الصحافيين ان ينشروا بعد زياراتهم هذه – مجموعة من الموضوعات التي تشيد بكل ما شاهدوه وما سمعوه.
الخبراء :
إن الصحافي هو ابعد ما يكون عن دائرة المعارف المتنقلة . ومع ذلك فان طبيعة عمله تضعه غالبا أمام مفاهيم صعبة او جديدة يستنجد بها إلا أن مساهمة الأخصائيين هامة جدا وعلى هذا الأساس ينبغي أن يقيم علاقات مع عدد منهم ينتمون الى قطاعات معرفية متنوعة (كالقانون بجميع فروعه ، والمسائل المالية والاقتصاد الدولي ...)
و يمكن الاتصال بهم هاتفيا وقد يكون من المثمر أكثر أن تعمل المؤسسة الصحفية نفسها على تنمية هذه الشبكة من العلاقات مع الأخصائيين. ويتعين على المؤسسات الصحفية ووكالات الأنباء بالخصوص أن تحرص على ان يكون لها أخصائيوها تماما كما ان للمؤسسات الأخرى محاميها او أطبائها في مجال العمل.
و يجب ان نعترف بان بعض الصحافيين أصبحوا هم أنفسهم أخصائيين نتيجة لنمو الصحافة المختصة وبحكم مطالعاتهم المكثفة واحتكاكهم بأصحاب الاختصاص.
شـهـود العيــان :
لا تسمح الفرصة دائما للصحافي كي يحضر بنفسه الحدث الذي كلف بتغطيته . من ذلك انه قد يصل غالبا إلى مكان الحدث بعد وقوعه (ببضع دقائق او ببضع ساعات ماعدا بالنسبة إلى الأحداث المتوقعة) وفي هذه الحال عليه أن يعتمد على الذين حضروا منذ البداية وقوع الحدث وتطوراته (نحو المواطن الذي حضر – وهو في طريقه إلى عمله – اغتيال زعيم سياسي او انفجار قنبلة) ويمكن ان نميز بين الشهود غير المحترفين (كل إنسان حضر غرضا واقعة ما) والشهود الرسميين الذين تضطرهم مهنتهم للتحول الى مكان حدث هام (مثل رجال الشرطة وسائقي سيارات الإسعاف ورجال النجدة ورجال المطافئ و الأطباء الشرعيين ...)
و يتعين على الصحفي ان يحدد بالنسبة إلى كل واقعة مصادره التي توجد بمكان الحدث او في مكان آخر والتي تستطيع ان تساعد على جمع المعلومات . ويمثل الزملاء الذين يسبقون إلى مكان الحدث مصدرا لا يستهان به .
الخــطــب :
تمثل الخطب مصدرا رئيسيا للمعلومات . فآلاف الخطب تلقى كل يوم في العالم في إطار اجتماعات وجلسات تضم عددا من الأشخاص (جلسات عمل محدودة) او بعض الالآف منهم (اجتماعات سياسية ، تظاهرات ثقافية بارزة)
و الملاحظ ان القيمة الإعلامية للخطب متفاوتة : فهناك خطب أعدت مسبقا وحررتها مجموعات من الأخصائيين وهي تشكل وثائق مرجعية حقيقية . ويمكن بهذا العنوان ان يحتفظ بها الصحافيون وذلك بصرف النظر عن قيمتها السياسية الراهنة (تقديم الميزانية إلى مجلس النواب ، تقديم مشروع خطة التنمية الاقتصادية والاجتماعية).
و قد تجمع بعض الخطب وتنشرها في شكل كتيبات وزارات الإعلام في مختلف البلدان وتنشر المنظمات الدولية خطب أمنائها العامين كما توضع في المواقع الإخبارية التابعة للمؤسسات .
و قد يضطر الصحافي في اغلب الأحيان بحكم المهنة إلى الاستماع لخطب جوفاء ومرتجلة او محررة بعجلة بحيث تكاد تكون خالية بالتالي من العنصر الإخباري تماما (أفكار عامة مبتذلة ومكررة).
الملتقيات ، النـدوات والايـام الاعلاميـة:
تنظم المؤسسات الجامعية والاقتصادية لقاءات حول موضوع معين وتستدعي بهذه المناسبة أخصائيين يتولون عرض أبحاثهم ومناقشة الموضوع المطروح.
و يشكل لقاء الأخصائيين هذا في المكان (فندق ، قصر المؤتمرات) وفي الزمان (من يوم الى اسبوع) مناسبة يتعين على الصحافي الا تفوته.
و توزع اثناء هذه اللقاءات المبرمجة مسبقا مجموعة من الوثائق التي أعدت حول المسائل المطروحة على المشاركين وإذا كانت هذه الوثائق لا تهم الصحافي شخصيا فانه بإمكانه تسليمها حال عودته من اللقاء الى مصلحة الوثائق والمعلومات التابعة لوكالته لحفظها وللرجوع إليها عند اللزوم.
الــزمـــلاء :
يعتبر كل صحافي مصدرا إعلاميا بالنسبة إلى سائر زملائه. ومن الضروري حينئذ أن يقيم كل صحافي علاقات مهنية سليمة وذلك بغض النظر عن المؤسسة الاعلامية التي ينتمون اليها وللمنظمات النقابية والجمعيات المهنية دور هام لابد ان تضطلع به في هذا الاتجاه وذلك بإنشاء النوادي وخلق فرص التلاقي فيما بينهم وتنمية نوع من أخلاقيات المهنة لديهم.
وليس من المستبعد ان تتبادر الى أذهاننا أثناء النقاش أيضا أفكار هامة عديدة وفي هذه الحال يقوم الزملاء مقام الحافز والمنشط لأفكارنا الخاصة.
الاستـماع للمحطات الإذاعية والتلفزيونيـة :
من الممكن حاليا ان تتوفر لكل مواطن كمية ضخمة من المعلومات المتنوعة حول مختلف بلدان العالم، فالشبكة الإذاعية كثيفة جدا وتمتلك عدة دول كبرى اذاعات دولية (إذاعة موسكو ، صوت أمريكا ، إذاعة ب.ب.س البريطانية ، اذاعة فرنسا الدولية ، صوت ألمانيا ..) كما تمتلك بلدان أخرى اقل أهمية محطات دولية.
و ينبغي ان يستمع الصحافي بانتظام لبعض المحطات الأجنبية متوخيا في ذلك موقف المقارنة بين ماتذيعه هذه المحطات بالنسبة لحدث مـا.
و لهذا الغرض لابد أن يكون له جهاز إذاعي يلتقط على الموجات القصيرة (المستخدمة في الغالب للبث على المستوى الدولي) وان يكون مطلعا على مواعيد النشرات الإخبارية لأبرز المحطات وعليه أيضا ان يتابع باهتمام كبير البرامج الإخبارية (مثل أحاديث وتصريحات الشخصيات والمناقشات والتعليقات).
و يمكن ان يتم الاستماع على مستوى فردى (كما هو الشأن بالنسبة الى مراسل وكالة انباء بالخارج حيث انه يستمع بانتظام إلى الإذاعة المحلية التابعة للبلد الذي يقيم به والذي ينبغي ان يغطي ما يدور به من أحداث، كما يمكن ان يتم ذلك على مستوى المؤسسة بمقر الوكالة. وفعلا فان الوكالات مجهزة بقسم للاستماع حيث يتابع مجموعة من الصحافيين بانتظام او حسب الحاجة عددا من المحطات وينتقون أهم الأنباء لاستغلالها من جديد في نشرة الوكـالة.
الإشاعة :
الإشاعة هي خبر غير مؤكد تتناقله الأفواه ويروج بسرعة فائقة داخل المجتمع ويمكن القول بان الإشاعة تنمو في فترة التأزم خارج قنوات الاتصال الرسمية التي لا تتوصل بسبب غياب مصداقيتها الى فرض نفسها على الجمهور باعتبارها المصدر الإعلامي الوحيد.
و ظاهرة الإشاعة معروفة كثيرا بعدد من البلدان حيث تروج عدة قرارات سياسية بالشارع والمقاهي او العائلات وذلك حتى قبل الإعلان عنـهـا.
و تمثل الإشاعة الملحة نبأ يمكن ان يكتسي بعض الأهمية شريطة ان يبين صحافي الوكالة ببرقيته ان الأمر يتعلق كليا بإشاعة.
و أهم الإشاعات قد يكذبها مصدر رسمي بعد فترة معينة ناطق رسمي أو يؤكدها كليا او جزئيا.
و يجب أن يتعامل الصحافي مع الإشاعات بكثير من الحذر لان عددا كبيرا منها قد يتبين أنها خاطئة تماما . ويشكل بعضها ما يسمي عادة بكرات اختبار يطلقها محترفو السياسة ليقيموا رد فعل الجمهور إزاء هذا الخبر أو ذلك.
و تندرج الإشاعات كذلك في إطار الصراع بين أشخاص متنافسين او بين جماعات متصارعة ويقصد بها تحقير الخصم والتقليل من حظوته لدى الراى العـام.
المـصـادر المـكتـوبـة :
الصحافـة المكتوبة
الصحافي مثل كل قارئ ، يبحث عن الخبر عندما يطالع إنتاج زملائه . فالقائمة طويلة والحق يقال (الصحف اليومية والأسبوعية والشهرية والسداسية ، المحلية والدولية).
ويتعين على الصحافي – وهو يراقب الأحداث المحلية والدولية بصورة شاملة (ابرز الاتجاهات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والدينية والثقافية)- ان يتابع عن كثب المسائل المتصلة باختصاصه (الصحة ، الاقتصاد ، الشرق الأوسط المسائل العسكرية ...)
و لا يتعلق الأمر هنا طبعا بمطالعة كل شيء لان ذلك مستحيل تظرا إلى كمية المعلومات المكتوبة التي تذاع يوميا في العالم كله.
و يمكن أن تحد هذا المجهود بعض المصاعب فعدم معرفة اللغات الأجنبية يقلل من إمكانات الصحافي . ثم ان الذين يمارسون لغة أجنبية واحدة يبقون رهيني تصور الواقع العالمي مثلما يحدده مستعملو تلك اللغة . وكذا شأن من يتابعون الأحداث الصينية من خلال متابعة التقارير والتحاليل التي تقدمها الصحافة الفرنسية او الانجلوسكسونية فحسب .
وإزاء وفرة الإنتاج الصحفي ، يجب ان يقتصر الصحافي على مطالعة عدد معين من الصحف المختلفة الدورية والانتساب.
و على الصحافي ان يحدد أهم النشريات المتصلة باختصاصه ، ليتمكن من متابعة تطور الإنتاج الصحفي المنشور في مجال المسائل التي تعينه .
فالصحافي زيادة عن المعلومات التي يستقيها أثناء قراءاته ، يستأنس بالمسائل الكبرى وابرز المواضيع التي تهم اهل اختصاصه.
و ينبغي أن يندرج كل عمل صحفي في إطار الاستمرارية فيكون امتدادا لما أنجزه الزملاء من قبل ، ذلك أن الصحافي يوشك – إذا كان يجهل ما يفعله زملاؤه – ان يطرق أبوابا مفتوحة أي يعيد ما نشر وهو يتوهم انه يقول شيئا جديدا والملاحظ ان مطالعة الصحف المحلية والدولية أمر تقتضيه المهنة .
البيـانـات الصحـفيـة :
البيان الصحفي هو نص معد للصحافة ومحرر خصيصا للنشر إما كليا او جزئيا وفي هذه الحال فان المصدر هو الذي يتجه للصحافة وليس العكس . وهكذا فانه مثل الندوة الصحفية التي تنظم ببادرة من المجموعات او المؤسسات التي تريد ابلاغ الصحافة صوتها .
فكل الذين يرغبون في إبلاغ الصحافة أصواتهم في وقت معين فيما يتعلق بمسألة من المسائل ، يصدرون بيانات مفصلة تقريبا ويسلمونها الى مختلف المؤسسات الصحفية (وثيقة يمكن ان يسلمها المصدر مباشرة الى الصحفي او بواسطة البريد).
و يعتبر البيان الصحفي مصدرا إعلاميا متزايد الأهمية . وقد أدى إنشاء المكاتب الصحفية بالوزارات والمؤسسات والمنظمات السياسية والمهنية والدولية، وهي مكاتب يرأسها عادة صحافيون تحولوا الى العلاقات العامة، الى اثراء هذه البيانات التي تصدرها تلك المكاتب – بالمادة الإعلامية.
و اذا كانت بعض البيانات تكتسي أهمية بالغة بالنسبة إلى الصحافة (نحو البيان الأسبوعي لمجلس الوزراء ، والبيانات الصادرة عن كبريات البنوك أثناء إسناد القروض ...) فان عددا آخر منها هو اقل أهمية وان مضمونها الإعلامي يكاد يكون منعدما. ويعود للصحافي امر استخراج العنصر الإعلامي الذي يمكن أن يهم الجمهور من البيانات الصحفية. عليه أيضا أن يستكمل العناصر الإعلامية المستمدة من البيانات لتيسير فهمها على من ليس لهم خبرة في هذا المجال ، وإثرائها.
المنشــورات الـرسمـيــة :
تمثل الإدارة (بالمفهوم الشامل للكلمة) مصدرا هاما للمعلومات التي تعدها لحاجاتها الخاصة (العلاقة بين الإعلام والقرار).
من الواجب ان يكون الصحافيون مطلعين على أهم تقارير الدولة التي تتضمن رؤية شاملة تتعلق بمجموع النشاطات الاجتماعية او الاقتصادية والسياسية.
و تصدر هذه التقارير سنويا تقريبا مثل التقرير الخاص بالميزانية الاقتصادية المقدم في نهاية السنة الى مجلس النواب والمتمثل في تقييم سنوى لمدى تقدم تنفيذ الخطة أثناء فترة الانجاز ، وتقرير البنك المركزي.
و يتحتم على المؤسسات العامة والدواوين والوكالات والمؤسسات الأخرى ان تعد تقريرا سنويا حول نشاطاتها يتناسب حجمه مع أهمية المؤسسة . وتسمح هذه التقارير غير السرية للصحافي باكتشاف المؤسسة التي تعنيه بسرعة ومن الوقوف على كميات من المعلومـات الدقيقة المتعلقة بالمؤسسة والقطاع الذي تنـمو في إطاره المؤسسة.
و يشتمل هذا النوع من التقارير على كمية هامة من المعلومات الأساسية المتصلة بمختلف الأنشطة الاجتماعية والاقتصادية للبلاد ، كما انه يعرض التحاليل الرسمية بخصوص مختلف المسائل التي يجب على البلاد ان تواجهـهـا.
و يطلق على هذه الوثائق عادة اسم الأدبيات الرسمية (أو أدبيات الدولة) الذي لا يمكن للصحافي ان يهملها وذلك بغض النظر عن مواقفه السياسية الشخصية .
فالدولة تنظم الحياة الاقتصادية والاجتماعية والثقافية وتنشر بانتظام نصوصا رسمية مثل القوانين والأوامر والقرارات وتنشر هذه النصوص بالرائد الرسمي (الصحيفة الرسمية) التي تطبع بالمطبعة الرسمية.
و تراقب الدولة عن كثب بواسطة الدواوين والمراكز ، والوكالات والمعاهد والبنوك العامة والمؤسسات الوطنية ، بعض القطاعات الاقتصادية الهامة وهذه المؤسسات المختلفة تنتج – فضلا عن الدور الاقتصادي الجوهري الذي يمكن ان تضطلع به - كمية من المعلومات تتعلق بالقطاعات التي تتصل بنشاطاتهـا.
و قبل البدء في انجاز أي مشروع يعد أخصائيون ينتمون الى الوزارات المختلفة او الى مكاتب الدراسات العامة والخاصة مجموعة من الوثائق التي تتناول مختلف جوانب المسألة المدروسة (الجوانب الفنية والقانونية والاقتصادية ...).
و هذا الإنتاج الوثائقي من شأنه مبدئيا ان يساعد أصحاب القرار على اتخاذ القرار السليم ، والملاحظ ان جزءا كبيرا من هذه الدراسات يتسم بطابع السرية او هو لا يكاد ينشر الا بصورة محدودة للغاية. وقد يذاع بعضها كليا او جزئيا كما انه يمكن للإدارة ان تنشر ملخصا عنه ضمن نشراتها الخاصة.
و بوجه عام ، تمتلك الإدارات المركزية و الهيئات العامة والدواوين ووكالات الدولة والمؤسسات الوطنية الكبرى إدارات ومراكز دراسات مكلفة بإنتاج المعلومات ونشرها على الصعيدين الداخلي والخارجي .و يرجع لهذه الإدارات والمراكز أيضا أمر إعداد المشروعات ومد المؤسسات بالتحاليل والاختيارات الفنية الضرورية لتنميتها وتطويرها.
و تشكل الدولة والمؤسسة التي تنشئها لتغطية مختلف قطاعات النشاط الاقتصادي والاجتماعي مصدرا هاما للمعلومات الإحصائية.
الكتــــاب :
الكتاب – كما يحدد عامة – هو عبارة عن عدد هام من الأوراق المجمعة التي تحمل رموزا معدة لتقرأ . ويحدد خبراء اليونسكو عدد صفحات الكتاب بـ 49 صفحـة . ودون ذلك يعتبر كتيبا او كراسا.
و ينبغي ان يكون الصحافي على دراية بمصادر المعلومات المتعلقة بالكتاب مثل فهارس دور النشر وإدارات العلاقات العامة لدور النشر ومعارض الكتـاب ...)
و تمثل الببليوغرافيا أنجع وسيلة إعلامية واكثرها انتشارا فيما يتعلق بالكتب. والملاحظ ان الببليوغرافيا هي قائمة مؤلفات تحدد اسم الكتاب ومؤلفه وعنوانه وسنة نشره وعدد صفحاته.
و يعتبر مهنيو الكتاب (ناشرون ، مكتبيون ، مؤلفون) مسؤولون في المقام الأول عن تطوير الإعلام في مجال الكتاب . ويصدر الناشرون بانتظام فهارس يقدمون ضمنها قائمة عناوين الكتب المـتوفـرة بالسـوق.
و تتخصص بعض المجلات في ميدان الكتاب وتنشر بانتظام قائمة الكتب الجديدة إضافة الى تحاليل لعدد من الكتب وتنشر مقابلات لبعض المؤلفين كما تضبط قائمة في الكتب التي تنشرها مختلف دور النشر.
و تشكل المعارض الخاصة بالكتاب وسيلة إعلامية ناجعة وفي هذا الاتجاه تنظم كبرى عواصم العالم بصورة منتظمة معارض تتجاوز الإطار الوطني بفتحها الباب لمشاركة عدد كبير من الناشرين الأجانب.
و لا تقتصر المعارض على عرض الكتب وبيعها وإنما هي فرصة مناسبة يلتقي فيها مهنيو الكتاب بالقراء (محاضرات مناقشات حول مشاكل الكتـاب).
الـدوريـات العـلمـيـة :
تعني كلمة دورية عادة كل (ما يصدر من مطبوعات في تاريخ محدد) ويشمل هذا التحديد الصحف اليومية والأسبوعية والنشرات الصحفية الأخرى.
و يقصد بالدوريات العلمية النشرات التي يحررها أخصائيون (باحثون وجامعيون) وتكون معدة لطائفة من رجال الفـكر والأخصائيين الذيـن يطـالعـونهـا فـي غـالب الأحيان لأسباب مهـنية (المـدرسون – البـاحثـون ، أصحاب القـرار ، الطـلـبة ...)
و تنشر هذه الدوريات في الغـالب دور النشـر الكبرى ومراكز البحث والجـامعات والجمعيـات العلمية وقلما يكون مؤلفو المقالات المنشورة أشخاصا يعملون بصفة قارة مثلما هو شأن هيئة تحرير صحيفة يومية او أسبوعية ذات صبغة إخبارية عـامة.
و تصدر هذه الدوريات كل شهر أو كل ثلاثة أشهر او كل سته أشهر او كل سنة . ويشمل العدد الواحد منها على مقالات عديدة لمؤلفين مختلفين ، وعلى امتداد بضع سنوات يمكن للدورية ان تنشر بعض مئات المقالات التي تعالج مسائل مختلـفة.
و توشك هذه المادة العلمية المتناثرة والممتدة في الزمن ، أن تستغل استغلالا سيئا ذلك أن المستعمل لا يقدر على الاحتفاظ في ذاكرته بتواريخ ظهور مختلف المقالات التي تعينه والأركان التي خصصت لها ، وهو لا يستطيع أيضا متابعة الدورية باسترسال والرجوع إلى أعداد قديمة بحثا عن بعض النصوص المتصلة بموضوع معيـن.
و لمساعدة الباحثين على استغلال المادة المتوفرة استغلالا أفضل ، تصدر الدوريات سنويا فهرسا ينشر عادة بالعدد الأخير من السنة. وتصدر الدوريات ايضا فهارس تراكمية تقدم مجموع المقالات المنشورة على امتداد بعض سنوات ومرتبة بحسب الموضوع والمؤلف.
الكـرونلـوجيـات (ترتيـب الأحداث):
تعرف الكرونلوجيات بأنها : علم تحديد تواريخ الأحداث الهـامة. وهدفها تحديد تعاقب الأحداث في الزمن.
و نلاحظ في الصحافة بمناسبة حصول أحداث هامة تذكيرا بجملة من الوقائع السابقة فبمناسبة اندلاع حرب بين بلدين ، يقع التذكير عادة بتواريخ مختلف الأزمات التي سبقت هذه الحرب. كما يقع التذكير بالاغتيالات المماثلة السابقة .
و تشكل الكرونولوجيا في الغالب خبرا تكميليا يصاحب موضوعا او ملفا مخصصا لمسألة معينة إلا ان هذا الوجه من استعمال الكرونولوجيا ليس بالوحيد . ويضمّن الصحافي مقالاته معطيات كرونولوجية (مثل الإشارة إلى تواريخ مختلفة لأحداث دقيقة كتاريخ استقلال بلد ما . او اكتشاف ما او تحطيم رقم قياسي ما في مجال الرياضي ...).
و يمكن ان تساعد الملاحظة المنتبهة للكورنولوجيا ، الصحافي مساعدة ذات شأن إذ بذلك يستطيع فهم ترابط الأحداث . على ان بعضها لا يتيسر فهمه إلا على ضوء الأحداث التي سبقته.
و توفر الكرونولوجيا للصحافي لمحة عن الوضع . ويتعين عليه ان يتدرج بانتظام من الجزء إلى الكل ومن الحدث الى الكرونولوجيا والعكس أيضا صحيح .
و تساعد الكرونولوجيا الصحافي أيضا على ان يختزن بذاكرته أهم مراحل تطور بلد ما او شخص ما او مؤسسة مـا . ذلك أنها تزويده بنقاط استدلال وبأهم الأطوار والتحولات الطارئة . وتشكل نقاط الاستدلال تلك دليلا يمكن الصحافي من تحكم أفضل في عديد من الأحداث التي تميز الحياة الاجتماعية والسياسية .
و يجب أن تعالج الكرونولوجيات بعناية كبيرة فكل منها وضع اثر انتقاء عدد من الوقائع وهو انتقاء يخضع لمعايير سياسية وغير سياسية ولئن كانت الكرونولوجيا تتسم في الظاهر بالموضوعية فإنها لا تخلو من مواطن صمت خداع . فهي لا تقدر على الإفلات من توجهات اللذين يضعونها او ينشرونها سواء أكانت تلك التوجهات مقصودة أم غير مقصودة (اختيار وقائع ايجابية للإشادة بدولة مـا ، ووقائع سلبية للحط من شأن احد الأشخاص أو الأحزاب)
التـراجـم (السـير الذاتيـة ) :
تعرف السيرة الذاتية بأنها نوع من المراجع التي تستعرض سيرة بعض الأفراد . ففي حين ينبثق التاريخ من رؤية شاملة تدمج ضمن ملاحظتها معلومات اجتماعية واقتصادية وثقافية وغيرها . فان السيرة الذاتية تحكي قصة حياة الفرد وتروى سيرته الشخصية .
و توجد علاقة ثابتة بين الأفراد والمجتمع . فالمجتمع يشكل حياة الأفراد ويكيفها. إلا أن الأفراد أنفسهم يؤثرون أيضا في المجتمع بواسطة أفكارهم وإعمالهم .
و لهذا السبب تولي الصحافة في كل بلدان العالم أهمية لحياة أشخاص متميزين يمثلون ابرز الشخصيات العامة التي تؤثر في حياة المجتمع . ويمكن أن يكون لهذا الاهتمام بالسيرة الذاتية أهداف عديدة . من ذلك أن الصحافة تريد ان تعرف من خلال هذه السيرة ما يفعله احد السياسيين (أو رجال السياسة) في المستقبل القريب (دراسة سيرة رئيس جمهورية جديد لاستخراج أهم المحاور الممكنة التي تقوم عليها السياسة التي سيتبعها) ويمكن للصحافة ان تحاول فهم الماضي القريب بفضل استغلال سيرة شخصية مـا او سيرة مجموعة من الشخصيات (سيرة رؤساء توفوا او ابعدوا عن السلطة) .
وتشكل السيرة الذاتية أيضا بالنسبة إلى الصحافة وسيلة لتنمية الاهتمام الإنساني والابتعاد عن التحليل الجاف للوقائع الاجتماعية والسياسية علما بان حياة البشر تهم البشر.
المــوسـوعـات :
هي قواميس تأليفية تضبط مجموع المعارف البشرية في مختلف حقول المعرفة ولا تخاطب الموسوعات الاختصاصيين (ما عدا بالنسبة الى بعض الموسوعات المتخصصة) وهي تتجه عادة الى جمهور عريض جدا ومثقف تزوده باجوبة دقيقة حول عدد من المسائل المتعلقة بمختلف الظواهر العلمية.
و تحرر الموسوعات من قبل اختصاصيين يهتمون بنشر المعرفة وتبسيطها . ويعود إليها الباحث كما يعود إلى القاموس كلما دعت الحاجة الى ذلك.
و تعتبر الموسوعات أداة عمل قيمة بالنسبة إلى الصحافي الذي يرغب في الوقوف على حقيقة مفهوم صعب او في تدقيق معارف غامضة يمتلكها
من اليسير اكتشاف أهم الموسوعات بالتحول أمام أروقة مكتبة الجامعة ومن بينها:
بريتانكا الانجليزية britannica
وامريكانا الأمريكية americana
و اينيفرساليس الفرنسية universalis
و تميزت مؤسسة المؤسسة العربية للدراسات والنشر ببيروت بنشر العديد من الموسوعات المتخصصة نذكر منها موسوعة السياسة وموسوعة تاريخ الفن وموسوعة علم النفس والموسوعة العسكرية وغيرها.
المصدر: د.المهدي الجندوبي، صحافة الوكالة صحافة الأساس، نشر معهد الصحافة و علوم الأخبار، 1984، 110ص. (نشر باللغة الفرنسية و توجد نسخة مترجمة غير منشورة، أعدّها د.مصطفى حسن بطلب من المركز الأفريقي لتدريب الاتصاليين بتونس CAPJC).