بحث

العمل الصحفي في الميدان


يبحث الصحفي المخبر في الميدان عن أحداث جديرة أن تروى في شكل أخبار تهم الناس وعن وقائع ومعطيات ومعلومات وتصريحات و أقوال و آراء و ردود فعل وتعليقات لشخصيات مرموقة.

ميدان الصحفي المخبر هو مسرح الحياة. يتكوّن من الطريق العام و الإدارات العامة المركزية و المحلية و الوزارات ومختلف الفروع و الهياكل التابعة لها، ومقرات المحافظات وغيرها من المؤسسات الرّسمية المتفرّعة عن السلطة التنفيذية ومؤسسة السلطة التشريعية ) مجلس الشورى و مجلس النواب ( و مختلف مؤسسات السلطة القضائية من النيابات و المحاكم الابتدائية إلى المجلس الأعلى للقضاء.
و كذلك البلديات و مختلف هياكل المجتمع المدني من أحزاب و جمعيات و منظمات وطنية و مهنية و منظمات غير حكومية و  وغيرها من الهياكل التي تنشّط الحياة العامة.




العمل الصحفي في الميدان



وثيقة من إعداد:

د.المهدي الجندوبي

يبحث الصحفي المخبر عن أحداث جديرة أن تروى في شكل أخبار تهم الناس وعن وقائع ومعطيات ومعلومات وتصريحات و أقوال و آراء و ردود فعل وتعليقات لشخصيات مرموقة.

 مسرح الحياة هو ميدانك:

ميدان الصحفي المخبر هو مسرح الحياة. يتكوّن من الطريق العام و الإدارات العامة المركزية و المحلية و الوزارات ومختلف الفروع و الهياكل التابعة لها، ومقرات المحافظات وغيرها من المؤسسات الرّسمية المتفرّعة عن السلطة التنفيذية ومؤسسة السلطة التشريعية ) مجلس الشورى و مجلس النواب ( و مختلف مؤسسات السلطة القضائية من النيابات و المحاكم الابتدائية إلى المجلس الأعلى للقضاء.
و كذلك البلديات و مختلف هياكل المجتمع المدني من أحزاب و جمعيات و منظمات وطنية و مهنية و منظمات غير حكومية و  وغيرها من الهياكل التي تنشّط الحياة العامة.
و تمثل معرفة القانون الدستوري و القانون الإداري أفضل مدخل لفهم صلاحيات وسير هذه المؤسسات و هو شرط من شروط التغطية الصحفية السليمة لنشاطاتها.

أبواب مغلقة و أخرى مفتوحة:

العمل الميداني يمرّ بالضرورة عبر العديد من العلاقات الإنسانية التي يتحتم المرور بها للوصول إلى المعلومة النهائية التي ستكون مضمون خبرك، وقد تجد تعاونا وتفهما وترحيبا بقدومك وقد تجد أبوابا مغلقة ووجوها عابسة وحرصا على التخلّص من حضورك المزعج.

عليك أن تقنع الناس، أي كل من يعترض طريقك إلى المعلومة، من السكرتير إلى الموظف السامي، بجدية سعيك وبأهمية الحديث معك وانك تستحق الوقت والعناية التي ستحظى بها، مظهرك، لباسك، آدابك في المخاطبة، حجتك يمكن أن تساعدك على هذه المهمّة، عليك أن تجمع بين الكياسة واللطف والليونة من جهة والثبات والإصرار من جهة أخرى،التأدب لا يجب أن يؤدي إلى الاستسلام والثبات لا يجب أن يؤدي إلى عدم اللياقة والتهور، تعلّم ضبط النفس في الظروف الحرجة، عندما يغلق باب في وجهك عليك أن تطرق بابا آخر.



الاتصال بالشخصيات بصفة مباشرة لا يتم دائما من المحاولة الأولى. استعمل الهاتف للحصول على موعد أو المراسلة الإلكترونية أو البريد العادي لتحديد طلبك و شرح ما تنتظره من اللقاء. اترك رسالة مكتوبة عندما تخفق في الاتصال المباشر توضح فيها موضوع اللقاء و رؤوس أقلام لأسئلة تريد طرحها و ضع رقم هاتف أو عنوان للاتصال بك.

عند اتصالك بالمؤسسات العامة و الخاصة فكّر في :
·       دائرة أو مصلحة العلاقات العامة.
·       مصلحة أو مكتب الأرشيف
·       اطلب الاطلاع على التقارير السنوية، و التقارير غير الدورية التي تعدها اللجان .
·       دائرة  الدراسات و الإحصائيات التي كثيرا ما تعد دراسات و تقارير تجهلها الصحافة أو تستغلها استغلالا محدودا أو سطحيا.
·       المواقع الإلكترونية للوزارات و المؤسسات العامة التي توضع فيها للعموم العديد من المعلومات الرسمية.
·       عندما تخفق في محاولاتك سلم رسالة باسم المسؤول الأول عن المؤسسة إلى مكتب الضبط تشرح فيها طلبك :الحصول على موعد،الحصول على ملف وثائقي...

ماذا تبحث في الميدان؟:

المعلومة التي تبحث عنها في العمل الميداني متنوعة :
·       أحداث، حوادث، أفعال قامت بها شخصيات رسمية أو مرموقة ( من فعل ماذا؟)، معلومات، وقائع، معطيات حول ظواهر اجتماعية أو علمية.
·       تصريحات لشخصيات رسمية أو ممثلة للمؤسسة أو معنية مباشرة بالحدث أو ذات اطلاع و خبرة و يمكن أن تساعد على استكمال المعلومات او على الفهم.
·       مقابلات خاطفة، شهادات، ،ردود فعل،  تعليقات، انطباعات شخصيات مرموقة و نواياها للمستقبل القريب ( من قال ماذا؟).

·       وثائق متنوعة : تقارير و دراسات، جداول إحصائية، منشورات.
·       مواعيد الأنشطة القادمة و هي أحداث متوقعة يمكنك حضورها في الأيام القادمة.
·       دعوة أو ترخيص لحضور أنشطة و زيارة إنجازات قصد المعاينة المباشرة و المعايشة.
·       أسماء شخصيات أخرى على علاقة بالموضوع، تأكد من عناوينها قصد الاتصال بها لاستكمال المعطيات. و كذلك بالنسبة إلى المصادر الأخرى   مثل الوثائق و الإدارات...

وأنت تغطي الأحداث وتجمع المعلومات ضع دائما نصب عينيك مستويات العمل الصحفي الثلاثة : الأخبار (ماذا جرى؟)، الشرح والتفسير والمساعدة على الفهم (الخلفية) والتحليل والتعليق. فكل ما يساعدك على إنجاز هذه المهمة صالح، وتمثل حصيلة هذا العمل الميداني المادة الخام الثرية والمتنوعة  التي ستصوغ منها خبرك بعد الانتقاء والترتيب.

إذا كان من البديهي أن تركز على جمع المعلومات الحديثة الأكثر آنية، فانك لا يجب أن تهمل المعطيات التي يمكن استغلالها في شكل خلفية تطوّر الخبر وتثريه وتجعله أكثر وضوحا وأسهل فهما حتى وإن لم يتوفر فيها عنصر الجدّة.

وأنت في الميدان تجمع المعلومات وتعايش الأحداث، لا يجب أن تنسى انك حاضر بالنيابة عن قارئ غائب عن الحدث لن يعلم عنه إلا ما ستقدمه له، انك لا تكتب إلى من حضروا وهم قلّة ولكنك تكتب للكثرة الغائبة. يا لها من مسؤولية!


 تشخيص الأطراف الفاعلة في الحدث:

انتبه إلى تعدد الأطراف الفاعلة في الحدث وتنوّع المعلومات حول نفس الحدث التي يمكن أن نجمعها من كل جهة أو تضاربها في بعض الأحيان. ما هي طبيعة العلاقة بين هذه الأطراف؟ التكامل أو التنافس أو التصارع.(جون هوهنبرغ، دت،    )
 استمع إلى كل الروايات و قم بالغربلة فيما بعد والتزم بالحياد قدر المستطاع حتى وإن تعاطفت مع طرف محدد، ولك مجال رحب للتعبير عن آرائك وانطباعاتك ونظرتك إلى الكون خارج الخبر في تعليق أو عامود أو افتتاحية أو خاطرة. الحياد شرط مهني لا يستقيم بدونه العمل الإخباري لان الابتعاد عنه يحجب الواقع ويحوّل الخبر الصحفي إلى خبر موجه ويحوّل العمل الصحفي إلى عمل دعائي، مهما حسنت النية.

تدوين المعلومات الميدانية:

·       خصص دفترا صغير الحجم (كنّش) لتدوين الملاحظات يرافقك في كل تنقلاتك.
·       دوّن كل ما توفّر لديك من معلومات و أنت في الميدان و لا تعوّل على الذاكرة، أن تعذّر التدوين أثناء الحصول على المعلومة، خصص بعض الوقت مباشرة بعد انتهاء الميدان لتدوين ما تحصلت عليه.
·       دوّن ما تسمعه، دوّن ما تشاهده ، دوّن الأفكار والانطباعات  التي تحصل لديك، دون الأسئلة الجديدة التي تنشأ في ذهنك والتي يمكن أن تطرحها على مصادرك في وقت لاحق.
·       انتبه إلى كتابة أسماء مصادرك ووظائفهم بطريقة سليمة، سجل رقم هاتف يمكنك من الاتصال بهم عند الضرورة، دون على حدة المعلومات ذات الصبغة العملية: أسماء و عناوين مصادر جديدة، مواعيد، وسائل نقل للوصول إلى المصادر...
·       لا تدوّن كل شيء بصفة حرفية، عليك التعود على الاختصار والاقتباس والتأليف.
·       لا تدون بصفة مسترسلة ولكن قطّع النص إلى رؤوس أقلام وإلى وحدات قصيرة واترك بياضا بينها لتسهل مراجعتها واستغلالها فيما بعد.
·       لا تستعمل الأوراق المدرسية كبيرة الحجم، بل الأفضل استعمال دفاتر صغيرة الحجم أو متوسطة، استعمل وجها واحدا لكل صفحة.
·       إن ما تدوّنه في الميدان هو الذي سيمثل المادة الخام التي ستصوغ منها خبرك، فكلما كان تدوينك دقيقا و مكتملا وواضحا، كلما كان خبرك كذلك.التدوين هو النواة الأولى للتحرير، فكلما كان ناجحا سهل تحرير الموضوع.



المصدر: د. عوض هاشم، د.المهدي الجندوبي، دليل كتابة الخبر، نشر وزارة الإعلام بالبحرين، 2010، 214 ص.