بحث

التحقيق الصحفي

يروج في الوسط المهني استعمال كلمة تحقيق للدلالة على أي عمل ميداني تجمع فيه معلومات و تصريحات لمجموعة من الشخصيات و هي مادة لا بد منها لكل تحقيق و لكنها تبقى منقوصة إذا لم تنطلق من سؤال محوري أو من قضية يسعى الصحفي عن طريق التفكير و التحليل و المعرفة الوثائقية و العمل الميداني أي الاتصال بالإطراف الفاعلة ذات العلاقة و بالخبراء، إلى التأكد من وجودها و تنمية معرفة القارئ بها أو إلى فهم أسبابها أو إلى الكشف عن جوانب بقيت مخفية فيها أو إلى تفكيك آلياتها و طرق عملها أو إلى رصد تبعاتها و تطوراتها الممكنة في المستقبل المنظور.

و تستعمل أيضا كلمة تحقيق بمعنى تقرير إخباري أو تقرير حي / استطلاع أو حتى استفتاء صحفي.و من أسباب هذا الاستعمال أن التحقيق شكل تراكمي يشتمل على أخبار و أحاديث صحفية و تقارير و يتطلب استفتاء رأي و يشترط الرأي و التحليل المعمّق و لكنه لا يقتصر على واحد من هذه الأشكال بل يدمجها كلها في نسق فكري موحّد هدفه التفسير و تعميق الفهم.





  التحقيق الصحفي


 



 

وثيقة من إعداد:
د.المهدي الجندوبي


 التحقيق البوليسي و التحقيق القضائي و التحقيق الاجتماعي و التحقيق البرلماني...ممارسات تنتمي إلى مهن و أوساط مختلفة  فما هي أوجه الاختلاف و أوجه الالتقاء بين هده الممارسات المهنية و بين التحقيق في الوسط الصحفي؟ ( الأهداف؟ طرق و أساليب العمل؟ الخلفية القانونية التي تحدد صلاحيات المحقق؟ الوسائل المسخرة؟) و هل يمكن للصحفي أن يستفيد من الأساليب المعتمدة لإنجاز التحقيق في أوساط  أخرى غير صحفية؟

التحقيق الصحفي شكل من الأشكال الصحفية الرئيسة من عائلة الأشكال الميدانية الإخبارية الإعلامية و لكن هدفه لا يقتصر على جمع الأخبار و الوقائع التي تروي الواقع و تصفه فهو بالأساس يوظف المعلومات و الوقائع لتعميق فهم  أسباب و وقوع حدث و تفسيره أو وجود ظاهرة و يركز عادة على الإجابة على سؤال لماذا؟ و هو سؤال من الأسئلة المرجعية في كل عمل صحفي و قد تجيب عنه بعض الأخيار القصيرة باختصار و قد يحتل حيزا كبيرا في التقارير الإخبارية  و لكنه في التحقيق يصبح هدفا في حدّ ذاته ينطلق منه عمل الصحفي و توظّف له كل المادة الإعلامية التي يشتمل عليها التحقيق.

و إذا كان الخبر و التقرير الإخباري يهدف إلى تسجيل الأحداث بعد التحقّق من وقوعها و التأكّد من صحتها و دقتها فأن التحقيق يشترط من الصحفي أن يحلّل الموضوع و أن يكون له رأيا شخصيا يسمح له بالنفاذ إلى أعماق المسألة وبالتحرّك بسهولة بين مواقف مختلف الأطراف الفاعلة و بإعادة ترتيب المادة الإعلامية قصد عرضها بطريقة تسمح بفهم المشكل الذي انطلق منه في بداية التحقيق بأكثر وضوح و اتساع . (Jacques Mouriquand,1994)

 و إن كان التحقيق يشترط التحليل و التفكير فهو ليس مقال رأي يسمح فيه الصحفي لنفسه بالإغراق في عالم الأفكار المجرّدة مثل التعليق فيطنب في تقديم أفكاره الشخصية و أحكامه و لكن التحقيق بالأساس شكل إعلامي إخباري يشترط الاعتماد على الأخبار و الوقائع و المعطيات التي يجب أن تتكامل مع الأفكار و التحاليل فترد الأفكار في شكل استنتاجات تسمح بها المادة الإعلامية المتوفّرة و تكون مدعومة بالوقائع و مجسّمة بالمعطيات و معتمدة على المعلومات بمختلف أشكالها. التحقيق على عكس الخبر، يصهر الرأي بالخبر و الوقائع.

التحقيق هو بالضرورة رحلة فكرية في عمق خبر أو واقعة أو ظاهرة أو قضية تعتمد فيه طريقة شبيهة بأسلوب البحث العلمي في مجال العلوم الاجتماعية و توظّف فيه كل المهارات المهنية التي تدرّب الصحفي على اعتمادها في مختلف الأشكال الصحفية الأخرى.


مصطلح التحقيق في الوسط المهني:

يروج في الوسط المهني استعمال كلمة تحقيق للدلالة على أي عمل ميداني تجمع فيه معلومات و تصريحات لمجموعة من الشخصيات و هي مادة لا بد منها لكل تحقيق و لكنها تبقى منقوصة إذا لم تنطلق من سؤال محوري أو من قضية يسعى الصحفي عن طريق التفكير و التحليل و المعرفة الوثائقية و العمل الميداني أي الاتصال بالإطراف الفاعلة ذات العلاقة و بالخبراء، إلى التأكد من وجودها و تنمية معرفة القارئ بها أو إلى فهم أسبابها أو إلى الكشف عن جوانب بقيت مخفية فيها أو إلى تفكيك آلياتها و طرق عملها أو إلى رصد تبعاتها و تطوراتها الممكنة في المستقبل المنظور.


و تستعمل أيضا كلمة تحقيق بمعنى تقرير إخباري أو تقرير حي / استطلاع أو حتى استفتاء صحفي.و من أسباب هذا الاستعمال أن التحقيق شكل تراكمي يشتمل على أخبار و أحاديث صحفية و تقارير و يتطلب استفتاء رأي و يشترط الرأي و التحليل المعمّق و لكنه لا يقتصر على واحد من هذه الأشكال بل يدمجها كلها في نسق فكري موحّد هدفه التفسير و تعميق الفهم.

و تستعمل الإنجليزية مصطلح ريبورتنج reporting  للدّلالة على عدة أشكال صحفية تشمل الخبر و التقرير و التحقيق مع إضافة كلمة ثانية لتحديد المعنى مثل   deep reporting  و interpretative reporting    و investigative reporting  . فمصطلح ريبورتنج يدل على عملية جمع الأخبار و المعلومات و الوقائع أما المصطلح المرفق فيدلّ على مدى التعمق في عملية جمع المعلومات إذ يمكن أن يقتصر الصحفي على المستوى الوصفي الذي يتمثل في الاقتصار على رواية الأحداث و نقلها كما حصل عليها و هو يعمل على سطح المنجم الاجتماعي كما يمكنه أن يتجاوز هدا المستوى الأول فيترك سطح المنجم للحفر في الطبقات السفلية التي يغطيها سطح الأحداث ليستخرج أخبارا و وقائع تسمح بتجاوز الوصف إلى الكشف و التفسير و الإبانة .

أما اللغة الفرنسية فهي تفصل بين التقرير بمختلف أنواعه و تعبر عنه بمصطلح"ريبورتاج" reportageو بين التحقيق الذي يعبر عنه مصطلح " أنكيت " enquête   و يقابلها في الإنجليزية مصطلح  inquiry.

 أصناف التحقيق الصحفي:

يصنف د.فاروق أبو زيد اعتمادا على الأدبيات الانجليزية ( فن الكتابة الصحفية، ص97، 1990) التحقيق إلى الأصناف التالية:


تحقيق الخلفية    background

ينطلق من الأحداث الجارية و يسعى إلى النفاد إلى ما وراء الخبر قصد شرحه و الكشف عن أبعاده و دلالاته. و قد يركز على إعادة تركيب تسلسل الأحداث التي سبقت الإعلان عن حدث ما فتعطي القارئ إضاءة جديدة  تتوقف عند عناصر تهملها الأخبار عادة بقصد الاختصار أو لأنها لم تتوفر عند نشر الخبر.
 ينجز هدا التحقيق في أوقات وجيزة لأنه يجب أن يواكب الأحداث الجارية و لا يمكن أن ينشر في صورة فقدان الخبر لموقعه في صفحات الجرائد.


تحقيق الاستعلام أو التحري inquiry

إذا كان تحقيق الخلفية ينطلق من نشرات الأخبار فأن تحقيق الاستعلام أقل ارتباطا بالآنية و ينطلق من الناس و يحدد مسألة تشغل الرأي العام أو فئة اجتماعية محددة و قد تكون ظاهرة اجتماعية منتشرة أو حديثة و يهدف إلى المساهمة في خلق الوعي بخطورة القضية المطروحة و تطوير الحوار الاجتماعي حول الموضوع .


تحقيق البحث أو التحقق investigation

ينطلق من رغبة الصحفي في ممارسة دور الرقيب على سير الشأن العام و يسعى إلى الكشف و فضح ممارسات تورطت فيها شخصيات عامة أو مؤسسات و إبراز مدى احترامها لأهدافها المعلنة أو للقوانين المسيرة لنشاطات المؤسسة. و يقترب الصحفي في هدا الصنف من التحقيقات من عمل الشرطة و القضاء دون أن تكون له طبعا نفس الصلاحيات القانونية.

تحقيق التوقع anticipation

تحقيق الخلفية يعود إلى ما قبل الحدث لتعميقه، أما تحقيق التوقع فهو نظرة متسائلة نحو المستقبل و تبعات الحدث في الأيام القادمة و مختلف تطوراته الممكنة حسب ما يراه كل طرف معني مباشرة بالموضوع او حسب رأي الخبراء.


تحقيق الهروب escapism

الابتعاد بالقارئ عن المواضيع المؤرقة ذات الصبغة السياسية و الاجتماعية الجدالية و دعوته إلى رحلة مريحة عبر المواضيع الخفيفة المسلية التي تقدم الوجه الزاهي و الخيالي للحياة.


و تصنف أدبيات مراجع المدرسة الفرنسية ( Jacques Mouriquand,1994 ) التحقيق الصحفي إلى الأصناف التالية :


تحقيق الأحداث الجارية غير المتوقعة

ينطلق بالضرورة من خبر معلن تداولنه الوكالات و الإذاعات و الجرائد و ينجز في وقت قصير في بضعة ساعات قد يكلف الصحفي بالموضوع صباحا و يسلمه مساء لأنه يجب أن ينشر ما دام الاهتمام الإعلامي بالموضوع متوفر.
يكون بالضرورة أقل عمقا في تناول الموضوع و يغلب عليه الهدف الإعلامي و الإخباري.



تحقيق الأحداث الجارية المتوقعة

يرصد رئيس التحرير أو الصحفي قائمة الأحداث المتوقعة التي تشمل مواعيد الانتخابات و غيرها من المواعيد السياسية الكبرى و الندوات و المهرجانات و العروض الفنية و غيرها و يقرر إنجاز تحقيق له علاقة بموضوع الحدث المتوقع يقع الشروع في إنجازه فترة طويلة قبل الحدث و لا ينشر إلا عند و وقوع الحدث.
تتميز هده التحقيقات بارتباطها الشديد بالآنية و بالمساحة المريحة من الوقت المتاح لإنجازها في صورة التخطيط السليم للإنتاج الصحفي.
يمكن أن تكون على درجة من الثراء في المعلومات و التعمق في تناول القضية المطروحة بالنظر إلى  الظروف الزمنية المريحة لأنحاز الموضوع.
و يمكن أن يغلب عليها الطابع الإخباري و الإعلامي كما يمكن أن يتجاوز ذلك إلى التفسير و الشرح.


تحقيق أخبار الجرائم و الحوادث

تحقيق صحفي مواز لتحقيق الشرطة ينطلق من آنية أحداث الجرائم و قد يتحصل الصحفي على معلومات تعلم بها الشرطة لأول مرة بعد صدور التحقيق و هي عادة منتشرة في بعض الدول الأوروبية  و في أمريكا و غير معروفة في بلدان أخرى حيث تقتصر الصحافة على نقل تصريحات الأمن و مداولات المحاكم.

التحقيق غير المتصل بالأحداث الجارية feature

يبادر الصحفي في تفاعل مبدع مع محيطه الإنساني و الاجتماعي بالانتباه إلى موضوع يشغل الناس أو يمكن أن يشغل الناس في صورة تقديمه فيقرر إنجاز تحقيق هدفه الكشف عن ظاهرة و إبرازها للعيان أو تفسير أسبابها بالاعتماد على الإنصات إلى كافة الأطراف المعنية و توظيف المعرفة المتوفرة عند الخبراء.
يمكن أن ينطلق من أحداث معزولة يربط بينها ليكتشف ظاهرة اجتماعية حقيقية لم تكن بارزة بوضوح  فيساهم في خلق وعي جديد بها عند القراء.
يقترب عمل الصحفي في هدا النوع من التحقيقات من عمل الباحث الاجتماعي و يستفيد من قراءة بحوث العلوم الاجتماعية التي يمكن أن يستمد منها مواضيع للإنجاز أو مادة  يدرجها في تحقيقاته مع بقية المصادر

تحقيق عرض الشخصية
موضوع هدا التحقيق شخصي عامة يقع التعمق في سيرتها و إبراز بعض الأوجه الخفية التي قد تعطي إضاءة جديدة لفهم الوضعية الحالية لهذه الشخصية.








مرحلة إعداد التحقيق الصحفي

اختيار الموضوع وحصر المادة المتوفرة

كل مصادر الصحفي التقليدية يمكن أن توحي بأفكار لانجاز تحقيقات. يمكن أن ننطلق من متابعة أحداث الساعة و نقرر أن خبرا ما يستحق التوقف قصد تعميق الفهم أو قصد رفع غموض أو استكمال معلومات قصد وضع هدا الخبر في إطاره العام أو السعي إلى متابعة تفاعل الأطراف الرئيسية مع حدث معين و حصر مواقفها المتعددة و المتناقضة أو بلورة نظرة مستقبلية لنتائج متوقعة للحدث حسب رأي المعنيين مباشرة بالموضوع أو الخبراء.

الأحداث المتوقّعة توحي بالكثير من مواضيع التحقيقات و تسمح بمتسع كاف من الوقت لإنجازها قبل وقوع الحدث على أن تنشر عند وقوع الحدث المتوقع أو قبل يوم قصد جلب الإنباء إلى الحدث في شكل موضوع قبلي.

التفاعل مع بقية الزملاء في مناقشات عفوية أو في اجتماعات التحرير يمكن أن يوفر بعض الأفكار لإنجاز تحقيقات. يبادر الصحفي باقتراح موضوع التحقيق على رئيس التحرير أو رئيس المصلحة كما يمكن أن يأتي الاقتراح في اجتماع التحرير و يتدخل عدة زملاء لبلورة الموضوع الذي يعهد بانجازه إلى أحد أعضاء هيئة التحرير أو إلى فريق و يتحدد عادة في هده الجلسة يوم صدور الموضوع.

التفاعل مع محيطك الإنساني...لا تنسى انك تعيش بين الناس و أن الناس مادتك الرئيسية و جمهورك.

بريد القراء المنشور و غير المنشور منجم من المواضيع التي تنتظر من ينجزها.

النشرات المتخصصة و النشرات الصادرة عن المؤسسات و المنظمات و الجمعيات...لا تستخف بشيء. بعض الأفكار البسيطة أو التافهة في الظاهر تنتظر عقل صحفي ثاقب قادر على بلورتها و إيجاد الأسئلة الأكثر طرافة لتحولها إلى مسالة قابلة على جلب اهتمام الناس.كذلك البلاغات الرسمية تحمل العديد من الأفكار.  

نماذج لكيفية اختيار مواضيع التحقيقات :

كتب الأطفال في البحرين:
قال السيد منصور سرحان، مدير إدارة المكتبات العامة في البحرين في حديث صحفي  نشرته جريدة أخبار الخليج يوم الخميس 29 يناير 2004 أن عدد الكتب التي نشرها كتاب بحرينيون سنة 2003 بلغ 83عنوانا غطت مجالات معرفية مختلفة.و أضاف أن ((نصيب الأطفال أ أربعة كتب  فقط تراوحت بين الكتب التربوية و الاجتماعية و قصائد للأطفال...)
يحول الصحفي هذا الخبر إلى تساؤلات أولية : لماذا لا تمثل كتب الأطفال في البحرين إلا نسبة 3.2 في المائة من مجموع الكتب؟ هل هذا الرقم المتدني خاص بسنة 2003 أم أن نسبة السنوات الماضية متقاربة؟ ما رأي دور النشر في الموضوع ما رأي أسرة الكتاب ؟ هل هناك كتاب محليون تخصصوا في الكتابة للطفل و حققوا بعض النجاح؟ هل تفكر في تنظيم يوم دراسي حول كتاب الطفل أو ورشة لتدريب الكتاب في مجال الكتابة للطفل؟ ما رأي التربويين؟ كم عدد كتب الأطفال التي تستوردها البحرين من الدول العربية الأخرى؟ كم عدد الأطفال في المدارس الابتدائية الذين يمثلون السوق الطبيعية لمثل هذه الكتب؟ ما رأي الأطفال في بعض الكتب الصادرة في البحرين التي اطلعوا عليها؟ هل يطلب منهم المعلمون قراءة عناوين القصص البحرينية و تلخيصها؟ ما رأي محافظي المكتبات في المدارس؟ هل يشترون بانتظام كتب الأطفال الصادرة في البحرين و يعرضونها في المكتبات؟ هل يحصلون من دور النشر على ملصقات حول كتب الأطفال الجديدة يمكن تعليقها في المدرسة؟



بونس الموظفين:
وقّع رئيس الوزراء يوم 25 أكتوبر 2004 على قرار يسمح لديوان الخدمة المدنية في البحرين بإنشاء منحة البونس التي سيتمتع بها 32000 موظف في القطاع العام. و تهدف هده المنحة إلى تشجيع الموظفين الأكثر تفان و التزام بالعمل و الأكثر ابتكار و استعداد لتطوير أساليب العمل.
يمكن للصحفي عدم الاكتفاء يهذا الخبر فيطوره إلى تحقيق فيطرح الأسئلة التالية : لمادا شعرت الحكومة بالحاجة إلى مثل هدا الإجراء و ما هي إلى حد الآن الوسائل المتاحة في الوظيفة لمكافأة الموظفين الأكثر كفاءة هل هده الوسائل  ضلت قاصرة على تمييز بين أكثر الموظفين اجتهادا؟ و كيف سيتم توزيع البونس هل كل موظف سيحصل على المنحة أم هناك من سيحرم منها و ما هي المقاييس؟

احترام المواعيد:
ألغى المجلس البلدي لمدينة المحرق بالبحرين يوم الاثنين 25 أكتوبر 2004 اجتماعا بسبب تخلف ثلاثة من أعضائه ربع ساعة بعد الوقت المحدد ( انظر    ( Gulf Daly News 26/10/2004
يمكن أن يمر هذا الحدث مثل ملايين الأحداث الأخرى مع زحمة الأخبار كما يمكن للصحفي أن ينطلق من هدا الخبر الذي يتناول حالة معينة من عدم الالتزام بالمواعيد و يطوره إلى طرح قضية أشمل : هل عدم الالتزام بالمواعيد ظاهرة منتشرة في مجالات عدة مثل الإدارة و الحياة الخاصة و العروض الفنية؟ و ما هي أسبابها ( أخلاقية، تعدد الالتزامات و صعوبة التوفيق، و سائل النقل و ازدحام المرور و مواقف السيارات)؟ و ما هي الحلول الممكنة ؟

عزوف الطلبة عن النشاطات الجامعية:
أوردت جريدة الأيام يوم الأربعاء 29 سبتمبر 2004 خبرا حول لقاء بين د.هدى الخاجة عميدة شؤون الطلبة بجامعة البحرين و مجموعة من الطلبة، أثيرت فيه عدة مسائل جامعية و (( أكدت الخاجة بأن عزوف الطلبة عن حضور النشطة الطلابية بحاجة إلى دراسة شاملة من قبل الجمعيات...))

ينطلق الصحفي من هدا التشخيص الجريء  لمسؤولة في الجامعة تقر فيه بوجود عزوف لدى الطلبة و يحوّل هذا الرأي إلى قضية لمادا يعزف الطلبة عن الأنشطة الطلابية هل أسباب هدا العزوف طبيعة الأنشطة المعروضة  و مضامينها التي قد لا تستجيب إلى اهتمامات و انتظارات الطلبة أو هل أن سبب العزوف عدم وعي الطلبة بفرص التكوين و الخبرة التي يمكن أن توفرها هذه الأنشطة لأن الطالب يحمل نظرة تقليدية للتعلم عبر المحاضرات و يجهل أن قنوات التعلم خارج الفصل لا تقلّ أهمية عن الفصل بل قد تمنحه ما يعجز الفصل عن توفيره أو أن السبب تنظيمي يتعلق بازدحام الجداول و التوقيت غير المناسب للأنشطة أو هو يعود الى قلة الأعلام السابق للنشاط؟


الإعلام و الطفل:
الإعلام و الطفل ((رؤية مستقبلية)) موضوع مؤتمر علمي نظمته الجمعية البحرينية لتنمية الطفولة من 22 إلى 24  نوفمبر 2004 و أعدت الجمعية أهداف المؤتمر و برنامجه ووزعتها على الصحافة عدة أشهر قبل وقوعه.
يمكن أن ننطلق من هذا الحدث المتوقع و ننجز تحقيقا حول هده العلاقة الجدالية بين الأعلام و الطفل. الكثير من أولياء الأمور يشتكون من مخاطر الإعلام الذي يحتل وقتا متناميا في وقت الطفل الذي يشاهد البرامج التلفزيونية و يخصص وقتا للإبحار في مواقع الويب و يرى الكثير منهم أخطارا محدقة بالأطفال (الاستهلاك الإعلامي على حساب المذاكرة، التعرض إلى برامج تحمل قيما أخلاقية مخالفة للقيم السائدة في المجتمع المحلي...) ما هو رأي أولياء الأمور هل كلهم متفقون حول هده المخاوف؟ ما هو رأي المربين ما هو رأي كبار المسؤولين في وزارة التربية الدين يضعون الخطط التعليمية ما هو رأي خبراء علم النفس التربوي و خبراء الأعلام؟ و الأطفال ما هي مواقفهم و ممارساتهم؟
هذه بعض الأسئلة التي يمكن أن ننطلق منها لنعد تحقيقا ينشر قبيل المؤتمر أو أثناء و وقوعه و يمكن الصحافة إضافة إلى المواكبة الإخبارية لوقائع المؤتمر من المساهمة بصفة طريفة في تطوير التفكير حول هده القضية.




تعليم الديمقراطية:
نشرت جريدة الميثاق بالبحرين يوم الاربعاء24 نوفمبر 2004 الخبر التالي:
((نفدت مدرسة القدس الابتدائية للبنات بإشراف مديرة المدرسة ابتسام إبراهيم المرباطي مشروع مجلس تلميذات المدرسة بإدارة المرشدة الاجتماعية فاطمة حسن غريب كوسيلة ديمقراطية لاكتشاف القيادات و العمل على تنميتها من أجل تحقيق مشاركة التلميذات في صياغة الحياة الاجتماعية داخل المدرسة و تمثيل زميلاتهن التلميذات و إيصال أصواتهن و آرائهن إلى إدارة المدرسة و قد بلغ عدد العضوات المنتخبات 14 عضوه  من الحلقة الثانية,)) انتهى الخبر الذي جاء في 60 كلمة.
و جاء في تقرير إخباري نشرته جريدة أخبار الخليج في نفس اليوم 24-11-2004:
((...بدأ المجلس في مناقشة تقرير لجنة الخدمات بخصوص الاقتراح برغبة بشأن قيام الحكومة باتخاذ الإجراءات اللازمة لتدريس مادة الديمقراطية و حقوق الإنسان بصفة إلزامية ضمن مناهج التدريس لطلاب المرحلتين الإعدادية و الثانوية بمدارس البحرين المقدم من السيد خليفة الظهراني رئيس مجلس النواب و الاقتراح برغبة بشأن تدريس مقرر حقوق الإنسان في المرحلتين الإعدادية و الثانوية المقدم من النائب جاسم الموالي)).
و قال وزير التربية في رده على تقرير لجنة الخدمات :
(( إن الوزارة مهتمة بتدريس مبادئ حقوق الإنسان و قيم الديمقراطية ضمن مقررات التربية الوطنية و في مختلف المقررات الدراسية الأخرى...ثم أن هناك برامج لا صفية و المسابقات ذات الصلة بالمواطنة و حقوق الإنسان و الديمقراطية. و قال الوزير أن تدريس الديمقراطية و حقوق الإنسان كمادتين مستقلتين يكلف الوزارة...أكثر من مليوني دينار سنويا...كما أن دلك يتطلب إطالة اليوم الدراسي و زيادة عدد ساعات الدراسة...و لدا فانه من الأفضل إدخال مفاهيم و قيم حقوق الإنسان عبر المواد الدراسية وبشكل خاص مادة التربية الإسلامية و التاريخ و التربية الوطنية)) (140 كلمة)

ما هي العلاقة بين الخبر الأول حول مجلس التلميذات في مدرسة القدس و التقرير الذي يتناول جانبا من نشاطات أعلى المؤسسات الوطنية : السلطة التنفيذية ممثلة في وزير التربية و السلطة التشريعية ممثلة في لجنة الخدمات في مجلس النواب؟
يعود إلى الصحفي أن ينتبه إلى هذه الخيوط الخفية التي تربط بين حالة معينة محددة في الزمان و المكان و الاتجاه العام أو الظاهرة، بين 14 تلميذة يمثلن زميلاتهن و يتعلمن الديمقراطية و المشاركة في حياة المؤسسة بمساعدة مرشدة اجتماعية و بين كبار رجال الدولة الدين يتناقشون حول أفضل السبل لنشر المعرفة و القيم و السلوك الديمقراطي في وسط الأطفال و الشباب لضمان انتشارها و تطويرها في مرحلة لاحقة في مجتمع الكهول. الهدف مشترك و لكن الاختلاف واضح في الوسائل. بعض النواب يريدون مقررا (درسا) مستقلا فما هي فوائد هدا الحل و الوزير يرى الحل في توظيف مواد موجودة حاليا و في أنشطة لا صفّية مقدّما حججا مثل التكلفة المالية و الجدول الدراسي.وهكذا يفتح أمام الصحفي مجال كبير للتحقيق.


التوثيق العام



في هذه المرحلة لا تتردد في جمع ملف عام يشمل كل ما يمكن أن تكون له علاقة بالموضوع، و كأنك ستنجز عرضا شاملا عن الموضوع. عليك أن تتحول في أقرب وقت إلى متخصص في الموضوع  على بينة بمختلف جوانبه:

ابحث في الصحف و المجلات و في المواقع الإلكترونية عن مواضيع مماثلة نشرت لا تهمل المجلات الأجنبية حتى و أن كانت المعطيات مختلفة عن مجتمعك لأنك يمكنك أن تقارن و المقارنة منهج يمكن من إنتاج المعرفة كما يمكنك أن تقتبس بعض الأفكار و تختبر مدى صلاحيتها في مجتمعك المحلي
.
ابحث في المكتبات عن كتب نشرت حول الموضوع أو راجع ما خصصته بعض الموسوعات

تشبه هذه المرحلة ما يسمى في مجال البحث العلمي بحصر أدبيات الموضوع أي كل ما سبق نشره. لا تتردد في تلخيص ما جمعته من مصادر متنوعة في نص تأليفي يمثل عصارة الملف الوثائقي و يساعدك على وضوح الرؤية.

 لا تقتصر على الوثائق و تحدث مع من حولك من الأصدقاء و الزملاء و الأقارب الذين يمكنهم أن يوفروا لك معلومات أو ملاحظات تفتح في ذهنك أسئلة جديدة أو تجعلك تنتبه إلى جوانب للموضوع لم تفكر فيها. سجل على دفتر ملاحظاتك أو على وريقات مستقلة أفكارك و انطباعاتك و ملاحظات و معلومات من تحدثت معهم حتى و إن بدت لك من أوّل وهلة سطحية و غير دقيقة...إنها مادة يمكنك أن تنطلق منها و تطورها.

الانتقال من الموضوع العام الى طرح المشكل وتحديد الزاوية.

إذا كانت المرحلة الأولى ذات صيغة  شاملة ( شبيهة بالمسح أو المونوغرافيا في مجال البحث) تمكّنك من الإلمام بجوانب عدّة من الموضوع عليك الآن أن تحدّد و تقتصر على جانب واحد ترى انه أكثر أهمية أو أكثر طرافة لأنه يقدم الموضوع بإضاءة جديدة أو لأنك لا تستطيع أن تحصل على معلومات كافية خارج هذا الجانب من الموضوع...هذا التحديد و هذا الحصر و هذا التقيّد بجانب غالب في الموضوع  يسمى تحديد الزاوية. و عندما تتضح زاوية الموضوع فأنّك ستهمل كل المعلومات المتعلقة بالجوانب الأخرى و تقتصر على استكمال المعلومات التي لها علاقة واضحة بالزاوية التي تم اختيارها. فلا تتردّد في التخلص من الوثائق التي جمّعتها إلى حد الآن و التي يكون موضوعها خارج الزاوية .

 لماذا هذا الوقت الضائع؟. في مرحلة أولى نجمع كل شيء و في مرحلة ثانية نقتصر على زاوية؟ لماذا لا نقرر من البداية مادا ستكون زاويتنا؟
 الإجابة هي أننا في بعض المواضيع ليس لنا الإطلاع الكافي من البداية لنمارس الاختيار و نحدّد الزاوية، لأن تحديد الزاوية هو اختيار بعد تحليل و فهم للمشكل يجعلنا نرجّح الاشتغال على جانب دون جانب. و لا  يمكن أن نختار الزاوية بصفة مبكّرة إلا عندما تكون لنا خبرة سابقة  و دراية كافية بالموضوع.

الزاوية تؤطر الموضوع و توجّه عملي في المراحل القادمة و تعطي وحدة للموضوع تجعل فهمه أسهل لدى القارئ و توفر الكثير من الوقت  في مرحلة العمل الميداني لأنني لن أجمع مادة لن أستعملها في تحرير الموضوع. و من مزايا الزاوية أيضا  أنها تمكّن من نشر عدة تحقيقات في عدّة جرائد حول نفس الموضوع دون السقوط في التكرار و الاجترار. و من الطبيعي أن طرافة الزاوية تتطلب من قبل الصحفي، قدرة على الابتكار و الإبداع الصحفي.

تحديد الزاوية لازم قبل الشروع في العمل الميداني...و لكن عليك أن تبقى على قدر كبير من المرونة قصد تعديل الزاوية إن لزم الأمر حسب ما سيتوفر لديك من أفكار و معلومات جديدة تجعلك تعدّل نظرتك إلى الموضوع. ندخل للميدان بمجموعة من الأفكار و الافتراضات و لكن لا نسقط على الواقع نظرة مسبقة متحجّرة و يجب أن نكون على استعداد للاهتداء بما يتيحه لنا العمل الميداني من أفكار و معلومات جديدة. العمل الميداني سيكون محكّا نختبر فيه أفكارنا و افتراضاتنا التي سيتأكد بعضها و سيعدّل البعض الآخر و قد نترك جانبا أفكارا أخرى نكتشف عدم صلاحيتها.

الزاوية يجب أن تكون واعدة و منتجة و مفتوحة على المستقبل أي على المرحلة الميدانية تسمح بالحصول على معلومات جديدة و طريفة و عندما تضيق الزاوية بصفة مفرطة يمكن أن تتحول إلى حاجز يعطّل تطوّر الموضوع في مرحلته الميدانية. كذلك عندما تتسع الزاوية كثيرا نميل إلى البحث عن كل شيء دون تركيز و عمق و يصعب الالتزام بالهدف الرئيسي من تحقيق : الشرح و التفسير و البحث عن الأسباب العميقة.

نماذج لزوايا يمكن اعتمادها في موضوع كتاب  الطفل في البحرين:

·         هناك سوق حقيقية لكتاب الطفل في البحرين( مجسمة في عدد الأطفال في الابتدائي و الإعدادي و في الميزانية التي تخصصها الأسرة لكتب الأطفال بصفة عامة) و لكن المدرسة الابتدائية لها موقف سلبي لأنها لا تقترح على التلاميذ عناوين كتب أطفال منشورة في البحرين فلا يتعرف عليها الأطفال و لا يطلبونها من أولياء أمورهم .

·         تملك البحرين كتابا و أدباء بالعدد الكافي يحتاجون إلى تدريب متخصص في أساليب الكتابة للطفل و يعود إلى أسرة الكتاب و لوزارة الثقافة تنظيم ورش متخصصة قصد جلب الكتاب إلى أدب الطفل.

·         هناك تقصير في مجال الإعلام و التعريف بكتب الأطفال الصادرة في البحرين تتحمل مسؤوليته عدة أطراف : المؤسسات الإعلامية (قلة الأخبار التي تعرّف بالكتب الجديدة و ندرة الأحاديث الصحفية مع الكتاب و تقصير التلفزيون و الإذاعة في التعريف بالكتب و بالكتاب...) و دور النشر لا تستعمل كل الوسائل المتاحة للتعريف بإنتاجها (ملصقات موجهة للتعليق في المدارس...) و أسرة الأدباء لا تنظم بتعاون مع وزارة التربية لقاءات بين الكتاب و الأطفال في المدارس...



ضبط خطة العمل الميداني

لا نشرع في العمل الميداني بصفة عفوية...يجب أن نرسم على الورق الخطوط العريضة لتحركاتنا في اتجاه الاتصال بالمصادر في الأيام القادمة و لو بصفة تقريبية مع إمكانية إدخال تعديلات.

داخل الزاوية ما هي الأطراف التي يجب الاتصال بها قصد الحصول على أكبر قدر ممكن من المعلومات و التجارب و التصريحات و الآراء ذات العلاقة بالموضوع؟

انتبه إلى وجوب تعدد الأطراف الفاعلة في الموضوع و ما هي طبيعة العلاقة بين هذه الأطراف؟ هل هي علاقة ندية و متوازنة تحددها صلاحيات قانونية ( السلطة التنفيذية و السلطة التشريعية) ) أو تحددها موازين قوى اجتماعية و سياسية ( العلاقة بين السلطة التنفيذية و جمعيات المجتمع المدني) أو علاقة هرمية ( وزير التربية/ مدير مدرسة/ محافظ مكتبة مدرسية) هل يسود بين الأطراف التكامل و التعاون في نطاق تقسيم الأدوار، و الثقة و الاحترام؟ أو ينتشر بينهم  الحذر و التشكك و الخوف؟  أو التنافس و التصارع أو التجاهل و التجافي؟

عندما يكون الصحفي على بينة  من هده المعطيات يستطيع أن يقيّم بطريقة سليمة و نقدية أفعال و أقوال مختلف الأطراف فيميز بين المعلومات السليمة و المعلومات المدسوسة و بين النقد و التحامل و بين التحليل المتزن و المواقف الغاضبة و بين المعرفة و الأحكام المسبقة.

. كن حريصا على الاتصال بكل الأطراف و استمع إلى كل الروايات و قم بالغربلة فيما بعد. التزم بالحياد قدر المستطاع حتى و إن تعاطفت مع طرف محدد، و لك مجال رحب للتعبير عن آرائك و انطباعاتك و نظرتك إلى الكون في تعليق أو عمود أو افتتاحية أو خاطرة. الحياد شرط مهني لا يستقيم بدونه العمل الصحفي لان الابتعاد عنه يحجب الواقع و يحوّل العمل الصحفي إلى عمل تحريضي أو دعائي، مهما حسنت النية. (Jose De Broucker, 1996)

الصحفي المحقّق مخرج مسرحية واقعية هادفة خشبتها الحياة العامة وشخصياتها الأفراد و المجموعات و المؤسسات الفاعلة و جمهورها المواطن القارئ أو المستمع أو المشاهد. هكذا يرتقي التحقيق إلى مساحة تحاور بين أطراف معنية و مؤثرة يجعلها الصحفي تتفاعل و تلتقي في التحقيق دون أن تلتقي في الحياة. فيساهم بدلك في تطوير الوعي بالمشكل المطروح.

أضبط قائمة اسمية للمؤسسات و الشخصيات الفاعلة و للخبراء ذوي العلاقة بالموضوع

ضع أمام كل طرف المعطيات المتوفرة لديك من رقم الهاتف و العنوان و البريد الإلكتروني وان لزم الأمر أسماء شخصيات يمكن أن تكون واسطة تسهل الاتصال بالمصدر. يمكنك أن تخصص بطاقة منفردة لكل طرف فاعل.

اشرع في الاتصال بمختلف الأطراف قصد الحصول على مواعيد لأجراء المقابلات و تذكر ما تعلمته في باب إعداد و إنجاز الحديث الصحفي لأن التحقيق يحتاج إلى عدة مقابلات.

حدد بالنسبة إلى كل طرف الأسئلة الرئيسة التي تنوي طرحها و طبيعة المعلومات التي تحتاج إليها و أهم الأفكار و الحجج و المواقف التي يجب جمعها أو التأكد منها حسب ما نعرفه عن تأريخ كل طرف.

أحصر بطريقة جلية ما توفر لديك إلى حد الآن من معلومات حول الموضوع و ما ينقصك قصد استكماله ميدانيا. لا فائدة لتخصيص وقت للبحث عن معلومات متوفرة لديك من مصادر وثائقية و لم تنتبه إليها لأنك لا تسيطر ذهنيا على ملفّك و اكتفيت بتكديس الوثائق دون قراءتها  و هضمها.

وصلت الآن إلى مرحلة انتقالية بين العمل المكتبي الذي مكّنك  من تصوّر التحقيق و تجميع دفعة أولى من المعلومات من مصادر وثائقية و تتهيأ للمرور إلى مرحلة ميدانية هي من أهم مراحل التحقيق الذي يصنّف في صنف الأشكال الإعلامية و لا يكتمل إلا إذا جاء ثريا بالمعلومات الحية التي تجمعها أنت دون غيرك مباشرة من مصادرها و بالوقائع و بالتصريحات الجديدة التي حصل عليها الصحفي. وفي صورة فشل العمل الميداني، يتحول التحقيق إلى مقال رأي.

إنجاز المهام الميدانية :الاتصال بالمصادر الحية

ما هي طبيعة المادة التي ستجمعها من الميدان؟

كن حريصا على تنوع المادة الإعلامية  الوثائقية  أو الحية التي ستجمعها و عليك أن تخلق الفرص الكافية للحصول على المادة التي تحتاج إليها لإنجاز التحقيق:

  • تحتاج  إلى أفكار عامة  و آراء و تحاليل ومفاهيم و مصطلحات و معارف على علاقة مباشرة بالموضوع وكن حريصا على تنوع هده الأفكار. أحصر المفاهيم و المصطلحات و دققها مستعينا بالقواميس و الموسوعات و الكتب المتخصصة و الخبراء.

  • تحتاج إلى وثائق غير متوفرة في الأرشيف و في المصادر التقليدية المتاحة لك و التي اطلعت عليها في مرحلة إعداد التحقيق و لا يمكن الحصول عليها إلا أثناء عملك الميداني و اتصالك المباشر بالمصادر

  •  تحتاج إلى العديد من التصريحات التي تمدّك بها مباشرة الشخصيات الفاعلة في الموضوع أو التي يمكن بصفة أقل أن تستخرجها من الوثائق و لكن التحقيق لا يقتصر على سرد التصريحات مثلما نرى ذلك منتشرا في عدة تحقيقات ينجها طلبة الإعلام أو تنشرها الصحافة، و هي أقرب إلى التقرير الإخباري أو إلى الاستفتاء الصحفي.

    يوجد شكل صحفي مستقل يسمى الاستفتاء الصحفي أو سبر آراء و يتمثل في تجميع رأي مجموعة من المواطنين من مختلف الفئات و الاتجاهات حول موضوع محدد و يكون عادة في شكل سؤال واحد يطرح على عدة أفراد و تنشر الإجابة بصفة مختصرة مرافقة لصورة شخصية مع ذكر الاسم و الصفة.
    و يمكن للتحقيق أن يشتمل على استفتاء و لكن لا يجب أن يقتصر على ذلك لأن مادة الاستفتاء و إن كانت مخبرة بالقدر الكافي، فهي لا تكفي للوصول إلى هدف التحقيق في التفسير و فهم أسباب المشكلة المطروحة.

  •  تحتاج إلى أخبار و أحداث و معلومات و وقائع و معطيات وطرائف غزيرة يمكنك أن تستخرجها من التصريحات أو تقتطعها من الوثائق التي تحصل عليها.
    المعلومات يمكن أن تكون كيفية/ نوعية أو كمية/ إحصائية. و لا يمكن أن نفكّر في انجاز تحقيق بالنسبة لكثير من الصحفيين دون اعتماد مجموعة من الأرقام التي تجسّم الظاهرة.


  • تحتاج أيضا إلى ملاحظات و معاينات مباشرة و مشاهد حية تقوم أنت بجمعها و تسجيلها عند تنقلك من مصدر إلى مصدر و عند تواجدك في مواقع و وضعيات مختلفة على علاقة بالموضوع و معايشتك لجانب من أوجه حياة الشخصيات التي تتحدث إليها. لديك عينان و أذنان هما أهم حواس الإنسان. و يعتبر بعض الصحافيين أن جانبا من بعض التحقيقات يمكن أن يشتمل على تقرير حي (آو استطلاع ) أو تقرير عرض شخصية لأن المعطيات حول مراحل حياة الشخصيات يمكن أن تكون مادة صالحة للتحقيق. و يمكن لهذه المادة أن تدرج في التحقيق الرئيسي أو تنشر في نصوص قصيرة ترافق التحقيق أو ترد في شكل مؤطرات ( انظر لاحقا باب التحرير و إعداد النسخة النهائية للنشر).
    لا تتردد في طلب تراخيص  أو مساعدة من مصادرك لحضور بعض الأنشطة و متابعة بعض التجارب التي يحدثك عنها مصدرك.
    إذا كنت تحقق في موضوع كتاب الطفل في البحرين يمكنك مثلا زيارة مكتبة  المدرسة للإطلاع على كتب الأطفال المخزونة في الرفوف أو ملاحظة الأطفال و هم يختارون كتبهم في المكتبة و عدم الاكتفاء بما سيقوله لك المدير أو المعلم أو حتى الأطفال عندما تتحدث معهم خارج المدرسة كما يمكنك معاينة مكتبة بعض الأسر لتلاحظ مدي تواجد أو غياب عناوين صادرة في البحرين.
    إذا كان موضوع تحقيقك تعليم الديمقراطية و حقوق الإنسان في مدارس البحرين يمكنك أن تطلب حضور جلسة من جلسات مجلس التلميذات و تروي بعض وقائعها أو تطلب من أولياء الأمور قضاء يوم رفقة عضوه من أعضاء المجلس لتتحدث عن حياتها اليومية و كيف تؤدي هده المهمة الجديدة و ما الذي تغير في الحياة اليومية لهده التلميذة أو كيف تغيرت نظرة زملائها إليها.
    إذا كان تحقيقك حول تأجيل  تطبيق قانون "النوخذة البحريني" (قائد زورق الصيد) فمن الطبيعي أن تتواجد في المواني عند خروج مراكب الصيد و عند عودتها و من الأفضل أن ترافق الصيادين في إبحارهم و لا تكتفي بالحديث مع ممثليهم في جمعية الصيادين في مكتب الجمعية أو في مقهى بالميناء.


  • تحتاج إلى صور و رسوم بيانية و كاريكاتير تنجزها أنت أو بتعاون مع زملاء آخرين في الجريدة أو تحصل عليها من مصادرك و هي مادة رئيسية تضفي على التحقيق قيمة إعلامية إضافية.

التحكّم في الوقت

انتبه إلى أجل التسليم ما هي المدّة التي تفصل التكليف و التسليم dead line: بضعة ساعات أو بضعة أسابيع.
اضبط قائمة الأيام التي تفصل يوم التكليف في اجتماع التحرير بيوم التسليم و حدد بصفة تقريبية أهم النشاطات التي ستنجزها في كل يوم.
الانتباه إلى الوقت اللاّزم لأجراء المقابلات و عدم الإفراط في اخذ مواعيد متقاربة تجعلك عاجزا على أن تكون في الموعد
من الطبيعي أن تكون المصادر أقل تنوّع في صورة ضيق الوقت و هي حالة منتشرة بالنسبة للتحقيقات الآنية من صنف تحقيق الخلفية التي يجب أن تنجز و تنشر قبل أن يقل أو ينتهي الاهتمام بالموضوع في وسائل الإعلام.
هل سيسمح للصحفي التفرغ لإنجاز التحقيق أم هو مطالب بإرجاع أعمال أخرى بصفة موازية؟

تعاون المصادر

هناك مصادر يسهل الوصول إليها و أخرى أصعب و حتى و إن كان هذا الاستعداد شديد الارتباط بقدرات الصحفي و علاقاته. ما يصعب لواحد قد يكون سهل المنال لآخر، و من الطبيعي أن المبتدئين و بصفة أخص طلبة الإعلام الذين ينجزون تحقيقات للمقررات أقل حظوة من الصحفيين المهنيين
حسب طبيعة المصدر و مدى تعاونه، إمكانية المراوحة بين الاتصال المباشر ألمواجهي و الاتصال التلفوني أو المراسلة الإلكترونية أو الفاكس.


الموارد المالية المتاحة
 يتطلب التحقيق تنقلات عديدة و مصاريف سكن في فندق إن لزم الأمر و مصاريف اتصال و لقاء مع المصادر (استهلاك في مقهى أو غداء في مطعم).فكر أيضا في مصاريف الحصول على صور إن لزم الأمر.و في صورة وجود مصاريف سجّل كل ما تنفقه و احتفظ بالمستندات.

الموارد البشرية ( عمل فردي أو فريق عمل)
هل سينجز التحقيق صحفي واحد أو يمكنه أن يتعاون مع زميل أو فريق و يطرح موضوع التنسيق و تقسيم العمل بين فريق الصحفيين من جهة و بين الصحفيين و بقية المتدخلين من جهة أخرى : الموثق، المصور، الرسام الكاريكاتوري، فني الرسوم البيانية؟




التحرير و إعداد النسخة النهائية للنشر


تحرير فقرة تلخيصية:


عد من جديد للاطلاع على المادة التي جمعتها...أفكار و معلومات و مواقف متعددة و متنوعة و متشتتة و متناقضة. عليك أن تخرج من هذه المادة الإعلامية الخام بفكرة جوهرية تلخّص و توحّد كل هذه المادة، أو الجانب الأكبر منها. هذه الفكرة عندما تنشأ في ذهنك تساعدك على فهم الموضوع فهما جديدا أكثر شمولية تتوحّد فيه المادة الإعلامية المتراكمة و تتكامل بعد أن كانت تبدو لك متناثرة. و مثلما أضاءت فهمك للموضوع، فستنتقل هذه الفكرة عبر ما تكتبه إلى القارئ و تنير فهمه هو أيضا للموضوع، فما لا تفهمه أنت بوضوح لا يمكن للقارئ أن يفهمه.

قد لا تظهر هذه الفكرة الموحّدة بسهولة، إذ عليك أن تقرأ من جديد كل ما دوّنته أثناء العمل الميداني و تتفكر في ما قرأته و استمعت إليه من مصادرك الحية، عليك أن تتأمل...و أن تبحث عن خيط رابط...و ستجده لا محالة...فلا تتسرّع في التحرير ( جاك موريكان،1994 ،ص: 93).

بعد أن تكون أغرقت في الجزئيات و هي مرحلة تحليلية تفكك فيها الموضوع، عليك أن تعود إلى نظرة شمولية. أطرح على نفسك سؤالين أو أكثر من أهم الأسئلة و حرر فقرة قصيرة تلخّص فيها أهم ما توصلت إليه في حدود الزاوية التي اخترتها لموضوعك...لا تتردد في إبراز أهم استنتاجاتك. فالصحفي الذي ينجز تحقيقا ليس مجرّد مخبر، و لكن هذه الاستنتاجات و إن كان فيها جانب من الذاتية أو من الحقيقة الشخصية، فهي يجب أن تكون مبنية على أكبر قدر من الوقائع حول الموضوع، إضافة إلى تصريحات الأطراف الرئيسية و أهل الاختصاص.

تلك هي طبيعة التحقيق...مطلوب من الصحفي أن يتدخّل بأفكاره و خبرته و اجتهاده و لكنه ملزم أيضا بالوقائع و عليه أن يمسك يحذر بهذين الطرفين : فالتحقيق ليس تقريرا إخباريا و لكنه أيضا ليس مقال رأي يدافع فيه الصحفي عن موقف شخصي. التحقيق يجمع بين الاثنين، فهو شكل تراكمي.

هذه الفقرة التلخيصية هي عصارة ما تحصلت عليه و ما اقتنعت به في نهاية رحلة إعلامية و فكرية بين أطراف القضية، و تشتمل بطريقة متناسقة على كل جوانب الموضوع طبقا للزاوية التي اخترتها، و ستكون دليلك في التحرير و تساعدك على المحافظة على وحدة النص. فالتحرير يرجعك من جديد إلى الجزئيات و إلى شتات المعلومات. فهذه الفقرة ستكون الرحم الذي ستصهر فيه كل مادتك و تساعدك على كتابة نص طويل ، لكنه متناسق متكون من أجزاء متكاملة تصب كلها في هدف واحد: تفسير المشكلة أو القضية وشرحها و تطوير معرفة القارئ بها

لا تتردد في قراءة هذه الفقرة الأم التي تختزل كل محاور موضوعك و تحتوي كل العناصر الفرعية، عدة مرات في البداية و عد إلى قراءتها من جديد أثناء التحرير، فهي دليلك الذي سيساعدك على إنتاج نص متناسق، يجنبك الابتعاد عن الزاوية.

القالب الفني لصياغة التحقيق:

درجت كتب الصحافة العربية على استعمال مصطلح القالب الفني للدلالة على الخطة أو التصميم الذي يعتمده الصحفي لترتيب و تنظيم و توزيع عناصر المادة الإعلامية التي جمعها من الوثائق و من الميدان. و من المعروف أن القالب الفني التقليدي و الأكثر انتشارا في الخبر هو الهرم المقلوب، أو الترتيب حسب الأهمية التنازلية لعناصر الخبر.

أما بالنسبة إلى كتابة التحقيق، فتنصح كتب الصحافة بالتخلي على الهرم المقلوب و تنصح باعتماد قوالب فنية أخرى مثل الهرم المعتدل الذي يرتب العناصر حسب الأهمية التصاعدية ، أي أن أكثر العناصر أهمية لا يدرج في بداية التحقيق و لكن في آخره.

يرى د.فاروق أبو زيد ( فن الكتابة الصحفية،1990 ، ص:107)، أن القالب الفني الرئيسي للتحقيق، هو الهرم المعتدل مع وجود أنماط ثلاثة، هي الأكثر استعمالا  و هي :

·         الهرم المعتدل المبني عل العرض الموضوعي الذي يقسّم فيه التحقيق إلى مجموعة من المحاور أو المواضيع الفرعية المرتبة حسب الأهمية المتنامية، كما يمكن للصحفي أن يحدد هذه المواضيع الفرعية في مجموعة من الأسئلة و يجيب عن كل سؤال في محور مستقل من التحقيق و هذا القالب كثير الانتشار في الصحافة.

·         الهرم المعتدل المبني على الوصف التفصيلي الذي يقدم فيه الصحفي مجموعة من الصور و من المشاهد الرئيسية التي تجسم فكرة أو تخلق مناخا عاما، أو انطباعا لدى القارئ ، ينطلق منه لتقديم المادة الإعلامية التي جمعها. و هكذا يراوح بين الملموس و الحسي الذي تسمح به الصورة اللفظية و المعطيات المجردة.

·         الهرم المعتدل المبني على الأسلوب القصصي، و هو مطابق للنموذج الأدبي المعتمد في القصة القصيرة التقليدية المبنية حول عقدة و التي توظف فيها عناصر التشويق، و هذا القالب أقل انتشار في الصحافة.

تعدّد المداخل:

هل يجب أن نكتب التحقيق في نص واحد مطوّل أو في مجموعة من النصوص المتكاملة في شكل ملف؟ الممارسة الصحفية تنتهج عدة طرق تتمثل في:

كتابة التحقيق في قطعة واحدة مطوّلة

كتابة مقدمة مشتركة تتصدر مجموعة من الحوارات مع الأطراف المعنية و هي عادة منتشرة في بعض جرائد المشرق العربي.

كتابة نص رئيسي مرفق بنصوص أخرى مكمّلة في شكل مؤطرات تخصص لتناول مواضيع فرعية أو حديث صحفي أو استفتاء صحفي حول مسألة من المسائل ذات العلاقة بالموضوع ، أو بوتريه لوجه أو أكثر من وجوه القضية. و من ميزات هذا الأسلوب :

·         إمكانية تنويع الزوايا في موضوع واحد، كأن نعتمد زاوية في النص الرئيسي و زوايا فرعية في النصوص المرفقة.

·         توفير مادة متوسطة الطول و تسمح بحرية تحرك للقارئ الذي تتوفر أمامه مداخل متنوعة لنفس الموضوع، فينتقل بحرية من نص إلى آخر.

·         تنويع أساليب إخراج المادة الإعلامية.






نموذج تفكيك عناصر التحقيق


عنوان التحقيق

الصحفي


اسم الجريدة و تاريخ الصدور


تلخيص مشكل التحقيق و تحديد الزاوية






تصنيف المصادر و الشخصيات المعتمدة

نوعية المصدر
ملاحظات

















 محاور التحقيق و عناصره

المحاور الكبرى
العناصر الفرعية
المحور الأول









المحور الثاني









المحور الثالث







المحور الرابع











تلخيص الاستنتاج الرئيسي للتحقيق




ملاحظات نقدية حول التحقيق











المصدر: د.المهدي الجندوبي، التحرير الصحفي، نشر قسم الإعلام، كلية الآداب، جامعة البحرين، 2010، 133ص.

المراجع العربية

جون هوهنبرغ، الصحفي المحترف، ترجمة فؤاد مويساتي، المؤسسة الأهلية للطباعة و النشر، بيروت.

د.عبد اللطيف حمزة، المدخل في فن التحرير الصحفي، دار الفكر العربي، 1956.

د.محمود أدهم، المدخل في فن الحديث الصحفي، مطبعة دار الثقافة للطباعة و النشر، القاهرة، 1982.

د.محمود أدهم، الأسس الفنية للتحرير الصحفي العام، القاهرة، 1984.

طلعت همام، مائة سؤال عن التحرير الصحفي، سلسلة موسوعة الإعلام و الصحافة، دار الفرقان، عمان، 1984.

د.فاروق أبو زيد، فن الكتابة الصحفية، عالم الكتب، القاهرة، 1990.

د.عبد العزيز شرف، الأساليب الفنية في التحرير الصحفي، دار قباء للطباعة و النشر و التوزيع، القاهرة،1999.

د.فاروق أبو زيد، مقدمة في علم الصحافة، مركز جامعة القاهرة للتعليم المفتوح، 1999

جون أولمان، التحقيق الصحفي، ترجمة ليلى زيدان، الدار الدولية للنشر و التوزيع، القاهرة، 2000

كورستين ماكدوغال. مبادئ تحرير الأخبار، ترجمة،أ.د أديب خضور. المكتبة الإعلامية.2000

د.حسن نصر، د.سناء عبد الرحمن، الخبر الصحفي، دار الكتاب الجامعي، العين،2003
بيل كوفاتش، توم روزنشتيل، المبادئ الأساسية للصحافة، ترجمة: فايزة حكيم و أحمد منيب، الدار الدولية للاستثمارات الثقافية، القاهرة، 2006.
د. إسماعيل إبراهيم، فن التحرير الصحفي بين النظرية و التطبيق، دار الفجر للنشر و التوزيع، القاهرة، 2007



المراجع الأجنبية




Jacques Mouriquand, L’ENQUETE, Les Guides du CFPJ, Paris, 1994.


José De Broucker, PRATQUE DE L’INFORMATION ET ECRITURES JOURNALISTIQUES, CFPJ, Paris,1996.


Andrew Brown, NEWSPAPERS AND THE INTERNET, in the Penguin Book of journalism, Secrets of  the press, ed. Stephen Glover, 1999, Penguin Books, London, 1999, pp: 177-185

Brian S. Brooks, George Kennedy, Daryl R.Moen, Don Ranly, TELLING THE STORY, THE CONVERGENCE OF PRINT, BROADCAST AND ONLINE MEDIA, Bedford, St Matin’s, New York, 2004.


Carole Rich, Christopher Harper, NEWS WRITING AND REPORTING, Thomson, Wadsworth, 5th edition, 2007.