بحث

بــرقــيــة وكالات الأنباء

وثيقة من إعداد: د.المهدي الجندوبي

تعريب: د.مصطفى حسن

 تحتوي البرقية من الناحية الشكلية كما يحررها صحافيو وكالات الأنباء العالمية والوطنية على عدد من العناصر الثابتة.وإذا كانت هناك اتجاهات عامة تبرز من خلال ممارسة مختلف الوكالات في العالم لتكوّن تقاليد خاصة لصحافة الوكالة وتتجاوز الحدود الوطنية فانه يجب ألا نقلل من قيمة الخصائص التحريرية التي تتميز بها كل وكالة.

 فكل وكالة فخورة بتجربتها الخاصة و كثيرا ما تقوم الوكالات بوضع أدلة مهنية لمساعدة متدربيها من الصحافيين (كتاب أسلوب).



 وقد تبدو بعض الأساليب الشكلية المنتهجة صارمة غير أن الأمر يتعلق بترا ث جماعي لا يستطيع صحافي الوكالة تغييره بقرار فردى. فالأساليب التحريرية الفردية التي يمكن أن تجد مكانا على مستوى صحيفة يومية آو أسبوعية لا تقبل بالوكالة وهكذا فان التغييرات لا يمكن أن تنفذ على مستوى المؤسسة إلا بقرار تتخذ ه رئاسة التحرير.

1) السـطـر الأوّل مـن الـبـرقـيـة :

يبدو هذا السطر في شكل أرقام وحروف كثيرا ما تكون غير مفهومة من قبل المشترك وفعلا فان الأمر يتعلق بإشارات خاصة بالوكالة معدّة لتصنيف البرقية ضمن تدفق إنتاج الوكالة .
ولا يمثل هذا السطر أهمية خاصة بالنسبة إلى المشترك لكنه يكتسي أهمية بالغة بالنسبة إلى تنظيم العمل داخل الوكالة ( ترقيم البرقية، رمزها الإعلامي بالنسبة إلى الوكالات التي تستخدم الكمبيوتر،عدد كلماتها، صبغتها الاستعجالية : 1) النبأ الخاطف (فلاش) . 2) النشرة (أو المسبق) . 3) النبأ العاجل . 4) برقية عادية .

2) عـنـوان الـبـرقـيـة :

يتكون من كلمة مفتاحية آو من جملة تفيد بإيجاز الموضوع الذى ستعرضه البرقية .
تقتصر بعض الوكالات على الكلمات المفاتيح بينما يكتفي بعضها الآخر بالعنوان، ويذهب صنف ثالث إلى الجمع بين الكلمات المفاتيح و العنوان ،من ذلك مثلا ما ورد بإحدى برقيات أسيوسيتد بريس(اْب) : (الشرق الأدنى ) (كلمة مفتاح تحدد المنطقة المعنية بالخبر)"اتضح بان أغلبية الدول الأعضاء بالأمم المتحدة تؤيد تنظيم دورة خاصة بفلسطين " فهذه جملة عنوان تلخّص البرقية .

وتتسم عناوين البرقيات على مستوى الأسلوب ، بالبعد عن التصنّع الذى يلاحظ في عناوين مقالات الصحف اليومية و الأسبوعية .
وعنوان البرقية معدّ للمشتركين الذين لا يستعملونه كما هو في نشراتهم ، ومن المفروض أن يمكنهم من تحديد الموضوع الرئيسي بسرعة ودقة .

ولا يجب ان يغيب عن ذهن صحافي الوكالة وهو يحرر عنوانا ان المشترك يتقبّل سيلا من البرقيات التي قد تكتسي كلّها في نظره نفس الأهمية .وهو يعتمد على العناوين في مرحلة أولى من مراحل انتقاء البرقيات .
ان العناوين الرديئة التي لا تتطابق مع المحتوى الحقيقي للخبر ، من شاْنها ان توقع المشترك في الخطأ وتفوّت عليه فرصة الوقوف على البرقيات المهمة او أنها تضيّع عليه وقته بجرّه إلى قراءة برقيات خارج اهتماماته.
   
3) تـاريـخ الـبـرقـيـة :

يتمثل في ذكر المدينة التي جمع وحرّر الخبر بها . ويمكن أن تكون المدينة التي جدّ بها الحدث. وهذا يعني ان صحافي الوكالة موجود فعلا بالمكان الذى جدّ به الحدث الذى يرويه (مراسل وكالة وات بصفاقس "بالجنوب التونسي " الذى حضر الخطاب الذى ألقاه الوزير الأول بصفاقس ذاتها). وبهذا الاعتبار فانه يؤرخ برقيته بذكر "صفاقس" ويرسلها الى مقر الوكالة بالعاصمة تونس ومن هناك يعاد إرسالها إلى مشتركي الوكالة .
وهكذا فان الإشارة إلى مدينة صفاقس تبقى في الصبغة النهائية للبرقية التي تصل الى المشتركين .

ويتيسر للصحافي ان ينقل خبرا حول حدث وقع على بعد بضع مئات أو آلاف الكيلومترات من المدينة التي يوجد بها . وفي هذا الحال يتعين ان يستند حتما الى احد المصادر (حسب إذاعة طرابلس الملتقطة بالعاصمة التونسية مثلا وعلى هذا الأساس تكون إذاعة طرابلس مصدر الخبر الذى يتعلق بنشاط تمّ بطرابلس. إلا أن صحافي الوكالة لم يكن له اى اتصال مباشر بالمكان الذى وقع به الحدث. ذلك أن أوّل اتصال له بالحدث كان بتونس وذلك بفضل الاستماع الى الإذاعة الليبية . وهكذا يؤرخ برقيته انطلاقا من تونس المكان الذى يوجد به أثناء جمع الخبر حتى وان كان محتوى الخبر المنقول لا يتصل مطلقا بتونس .

ومباشرة بعد ذكر اسم المدينة يعيّن اليوم والشهر ( اللذين بث فيهما الخبر في اتجاه المشترك ) متبعين باسم الوكالة او رمزها وهو ما تفعله وكالة رويتر الانجليزية و.ف.ب الفرنسية .
وفي هذا الصدد تقتصر وكالة اب (الامريكية ) على ذكر اسم المدينة ورمز الوكالة اما التاريخ فانه يورد بمكان آخر، وتعين وكالة وات (التونسية ) مباشرة بعد اسم المدينة، اليوم والشهر والسنة فالرمز و.ا.ت، ويتعلق التاريخ المنصوص عليه بمطلع البرقية باليوم الذى بث فيه الخبر ويمكن ان يتناسب هذا مع تاريخ حصول الحدث (وهي الحالة الأكثر انتشارا باعتبار ان الوكالات لا تغطي عادة الا الوقائع الأحدث عهدا . غير انه يصادف ان يكون الحدث قد جد البارحة وفي هذه الحال هناك فرق واضح بين تاريخ البث وتاريخ حصول الحدث.

ويمكّن رمز الوكالة، المشترك الذى يتلقى خدمات وكالات مختلفة، من التعرف بسرعة على البرقية ومصدرها .

و كثيرا ما تنصّ وكالة وات بالنسبة الى الأحداث الدولية على اسمين اثنين هما :

وات واسم الوكالة العالمية التي نقلت عنها نقلا كليا او جزئيا البرقية (افب / وات،رويترز /وات) وتعتبر هذه الإشارة المزدوجة في الحقيقة عن مسؤولية مزدوجة إزاء المشترك ).

وعندما تنقل بعض الوكالات عرضا أخبارا عن وكالات أخرى فانه بإمكانها الاقتصار على ذكر المصدر ضمن نص البرقية ذاته دون الاضطرار إلى ذكر اسم الوكالة المصدر زيادة عن اسمها الخاص (حسب وكالة أنباء الشرق الأوسط (مصر) .

4)مقدمة البرقية :

تبداْ بعد التاريخ مباشرة الفقرة الأولى من البرقية المسماة عادة المقدمة. فالمقدمة هي فقرة يتراوح طولها بين ثلاثة او خمسة اسطر (بين 20 و 40كلمة)يضع فيها صحافيو الوكالة في الأغلب ما يلي :

     اْ) المعلومات الأكثر حداثة (آخر تطورات الحدث)
    ب)أهم المعلومات حسب مضمونها ( من بين التي تشتمل عليها البرقية )
    ج)عناصر الخبر التي تستجيب أكثر الى اهتمامات المشتركين بالوكالة وذلك بالنظر الى موقعهم الجغراسياسي وقطاع نشاطهم المهني ومشاغلهم، وفي هذه الحال يتحدث الاختصاصيون عن قانون القرب بحيث يتاْثر الناس بالأحداث التي ترويها الصحافة بالقياس مع المسافة المعنوية والمسافة المادية التي توجد بين الواقعة وأشخاصهم ذاتها (حصول حادث بأحد الإحياء يشغل بال سكّان هذا الحي حتى وان كان بسيطا أكثر مما يشغلهم حادث أكثر خطورة جدّ بمكان آخر ).

تجيب المقدمة بصورة عامة عن الأسئلة الأساسية التي يمكن تقديمها في شكل سلسلتين على النحو التالي:

من فعل او قال ماذا متى و أين ؟ 

وماذا متى و أين ؟.

الحالة الأولى تسمى مقدمة "من" لأنها تدور حول شخصية وتـجيب على السؤال من ؟ (تغطية نشاط شخصية عامة).

ويميّز المقدمة في الحالة الثانية المسمات "مقدّمة ماذا؟"، الجواب على السؤال "ماذا؟" (عرض واقعة لا تتصل بالضرورة بأحد الأشخاص : زلزال، صدور تقرير ...
   
ويمكن اعتبار هذه السلسلة من الأسئلة نواة أساسية للتحرير الإخباري. وينبغي على صحافي الوكالة أن يدرك أنها بمثابة المعيار الذى يمكنه من التثبت قبل الشروع في التحرير التحرير من امتلاكه للعناصر الأساسية المكوّنة للخبر.

ان قلة الخبرة لدى الصحافيين الشبان يفضي بهم إلى نسيان الإجابة على احد هذه الأسئلة حتى وان كانوا واعين بأهميتها (كاْن يغفلوا تحديد المكان (أين) او الزمان (متى؟...)وهكذا فان الإجابة الآلية على هذه الأسئلة لا يمكن اكتسابها إلا عن طريق الممارسة التحريرية المستمرة والطويلة .

وتذكر الوكالات أيضا في مقدمة البرقية المصدر الذى استمد منه الخبر (حسب اذاعة كابول، من مصدر امني ...) ويمثل تحديد المصدر احد التقاليد التي رسخت لدى صحافي الوكالة . فالصحافيي عندما ينسب الخبر إلى مصدر ما فانه يؤكد بذلك دوره كوسيط بين المصدر و الأطراف الفاعلة المعنية بالحدث من جهة والمشترك من جهة أخرى .
ويعتقد بعض صحافيي الوكالة انهم يوفرون لأنفسهم بهذه الطريقة نصيبا اكبر من الموضوعية باعتبار أنهم لا "يختلقون " ما يكتبون (لا رأى للصحافي فيما يكتبه ) .

و بإيجاز يمكن القول بان هؤلاء الصحافيين يرون انه يكفي ان يتجردوا كمحررين للخبر حتى يضمنوا مزيدا من الموضوعية لما ينقلونه من اخبار.ان ذكر المصدر يحمّله درجة من المسؤولية و لكنه لا يجرّد الصحفي من دوره في وجوب التأكد من صحة الخبر.

وعندما يكون صحافيو الوكالة شاهدي عيان مباشرين للحدث يمكنهم أن يأخذوا على عاتقهم مسؤولية الوقائع التي شاهدودوها من دون الحاجة الى مصدر.

و الملاحظ ان الاستعمال الأكثر انتشارا هو تحديد المصدر منذ الفقرة الأولى من البرقية (مقدمة البرقية) غير انه يمكن ايضا ان نفعل ذلك مباشرة بعد المقدمة في بداية الفقرة الثانية من البرقية.

و يستحسن الا يقع تأخير ذكر المصدر لان ذلك من شأنه ان يؤدي إلى عدم الانتباه إلى وجوده في صلب نص البرقية . وهو ما تفعله بعض الوكالات التي تذكر المصدر في الفقرة الثالثة أو حتى فيما يليها من الفقرات، ويؤدي الانشغال المستمر للمهنيين فيما يتعلق بمصدرة برقياتهم – الى ابتداع جملة من التعابير التي تبين المصدر بطريقة دقيقة نسبيا ، وتقرب أحيانا من الكليشيهات التي يصعب التخلّص منها.

ويعتبر معظم صحافيو الوكالة مقدمة البرقية بانها نواتها الأساسية. إذ انه يمكن ان تشكل بمفردها خبرا قابلا للنشر في شكل نبأ موجز (ينبغي على الصحيفة التي تتلقى برقية ان تكون قادرة على حذف الفقرات الثلاث او الأربع الأخيرة منها ، و ألا تحتفظ إلا بالمقدمة دون أن تكون في حاجة إلى إعادة تحريرها).

فالمقدمة ينبغي أن تحمل للمشترك بسرعة ووضوح خبرا او عنصرا من خبر أكثر تعقيدا.

و يجب تجنّب إثقال المقدمة على مستوى الفقرة الأولى من البرقية بحشد من العناصر دفعه واحدة الأمر الذي قد يغيب العنصر الرئيسي ويؤدي إلى الغموض.
لذا فان التدرب على تحرير مقدمة البرقية يمكن ان يعتبر اهم التمارين التي يقوم بها المحررون في الوكالة. و في هذا الصدد يقول صحافيو الوكالة القدامى : عندما توفّق في اختيار المقدمة الجيدة ، يمكنك ان تعتبر انك أنهيت تحرير الخبر كاملا.

و قد اكسب استعمال الكمبيوتر في الوكالات مقدمة البرقية دورا متزايد الأهمية باعتبار ان الصحافيين الذين يتلقون خدمة الوكالة يقيّمون أهمية البرقيات بالاعتماد على قراءة المقدمة في شاشة الكمبيوتر ثم يستحضرون نص البرقية كاملا متى رأوا أن مقدمتها مثيرة للاهتمام.

نموذج برقية مع لوحة مفاتيح تشرح كل مكوّناتها

و.ا.ت / ب – 66 (1)

لبـنــان :
المبادرة الايطالية والضغوط الخارجية (2) . روما 14/09/83 (وات/المجمع (3)

تعرض السيد بتينوكراكسي الوزير الاول الاشتراكي الايطالي (4) في الاسبوع الماضي (5) الى عدة ضغوط القصد منها حمله على التخلي عن المبادرة التي كان سيتخذها بلبنان (6) وكذلك على تأجيل الزيارة التي كان سيقوم بها السيد وليد جنبلاط الزعيم الدرزي ورئيس الحزب التقدمي اللبناني (7) الى روما ، هذا مانقلته الوكالة الكويتية للانباء " كونـا " (8) عن برقية صادرة بروما (9) .
و اضافت الوكالة (11) نقلا عن مصدر ايطالي موثوق به (12) ان تلك الضغوط مسلطة بالخصوص على الوزير الاول الايطالي من قبل الحكومة الامريكية التي عبرت عن "عميق اسفها " عقب المكالمة الهاتفية التي جرت بين السيدين كراكسي وجنبلاط.
و لم تكن الولايات المتحدة حسب نفس المصدر مرتاحة ايضا لتصريحات الوزير الايطالي للشؤون الخارجية السيد جوليو اندريوتي التي كان ابرز فيها الدور السوري في كل مجهود سلمي بالمنطقة مؤكدا ان المسألة الفلسطينية تحتل مرتبة اساسية ضمن قائمة الاهتمامات الايطالية . (يتبع)(14)
(15) و.ا.ت / كونا / ب س هـ / 412
 و.ا.ت / ب – 67 (1)

لبنـان :
(16) المبادرة الايطالية والضغوط ... (اثنان انتهى)
(17) رئيس الحكومة الايطالية تعرض ايضا حسب نفس المصدر للضغوط " الشديدة وغير المنتظرة " المسلطة من قبل الرئيس الفرنسي فرنسوا ميتران الذي طالب " بالايقاف الفوري لمساعي الحكومة الايطالية الرامية الى التصرف المفرد في لبنـان " .
و من جهة اخرى افادت الوكالة نقلا عن نفس المصدر بان الاحزاب السياسية الداخلية المكونة (18) لحكومة الائتلاف وفضت من ناحيتها مساندة مخططات الوزير الاول الايطالي منحازة بصفة " غير متبصرة " حسب نفس المصدر – الى الاطروحات الامريكية.
غير ان السيد كراكسي مصمم رغم الضغوط على مواصلة (19) مجهوداته لصالح تسوية الازمة اللبنانية ، حسب نفس المصدر .
(14) و.ا.ت / كونـا / ب س هـ / 1415

(1) السطر الأول من البرقية يتضمن إشارات فنية متغيرة بتغير الوكالة المرسلة.
ففي هذا المثال يتضمن هذا السطر الإشارات التالية : الأحرف الأولى لأسم الوكالة المرسلة (وات) والمصلحة التي منها صدرت البرقية (علما بان المصلحة " ب " هي مصلحة الأخبار الدولية باللغة الفرنسية) فالعدد الترتيبي للبرقية (و يتعلق الأمر هنا بالبرقية السادسة والستين الصادرة عن " وات" من هذه المصلحة اثناء يوم 14/09/83.
(2)عنوان البرقية المتكون من كلمة مفتاح هي لبنان باعتباره بلدا معنيا بالخبر متبوعة بجملة عنوان تلخص الخبر.
(3)تاريخ البرقية : ذكر اسم المدينة التي منها نقل الخبر الرئيسي (روما) متلو بتعيـيـن اليوم والشهر والسنة و الأحرف الأولى لاسم الوكالة المرسلة (وات – مجمع البلدان غير المنحازة).
(4)الفاعل الرئيسي في الخبر المنقول (قدّم للقارئ وفقا لوظيفته السياسية الإجابة عن السؤال من ؟
(5)الجواب عن السؤال : متى وقع الخبر المنقول المتعلق بالضغوط المسلطة على الوزير الاول الايطالي
(6)الجواب على السؤال : ماذا ؟ (الضغوط المسلطة على الوزير الأول الايطالي).
(7)الفاعل الثاني في الخبر قدم وفقا لوظيفته السياسية.
(8)مصدر الخبر المنقول من قبل وات : ويتعلّق بنقل برقية أوردتها الوكالة الكويتية كونا-
(9)الجواب عن السؤال أين ؟
(10)المقدمـة (الفقرة الأولى من البرقية)
(11)تذكير محرر وات بمصدره ويتعلق دائما بعناصر مأخوذة عن الوكالة الكويتية كونا
(12)مصدر الوكالة الكويتية قدم بصورة جزئية ووصف بأنه " موثوق به " .
(13)الفقرة الثـانية من البرقيـة
(14)ملاحظة (يتبع) لتنبيه المشترك الى ان البرقية ثانية مكمّلة للأولى ستبث في وقت وشيـك.
(15)السطر الأخير من البرقية يحمل الإشارات الفنية التالية : الأحرف الأولى لاسم الوكالة (وات) – مصدر وكالة (وات) بالنسبة الى هذه البرقية (الوكالة الكويتية كونا) ثم الأحرف الأولى لاسم محرر البرقية بوكالة (وات) (ب.س.هـ) وزمن إصدار البرقية.
(16)عنوان البرقية المكرر جزئيا والمتبوع ببيان العدد الرتبي للبرقية ضمن سلسلة البرقيات المتعلقة بخبر واحد: ويتعلق الأمر هنا بالجزء الثاني من السلسلة المتكوّنة من برقيتين، ثم بعد العدد الرتبي مباشرة هناك إشارة تفيد بأن الأمر يتعلق بآخر برقية من المجموعة : وعلى هذا الأساس ينبغي الا ينتظر المشترك جزءا ثالثا.
(17)و (18) و(19) الفقرات الأولى والثانية والثالثة من البرقية الثانية . وهي لا تشتمل على مقدمة.




5) جسم البـرقـيـة :

هو مجموعة الفقرات التي تكوّن إضافة إلى المقدمة، البرقية وينبغي الاّ تشمل البرقية على أكثر من أربع أو خمس فقرات (بحيث يتراوح عدد كلماتها بين 150 و250 في أقصى الحالات).
وتحمل كل فقرة عنصرا إخباريا رئيسيا ومجموعة من العناصر الثانوية التي تكمّل العنصر الرئيسي وتوضحه .
وترتب مختلف الفقرات على مستوى نفس البرقية بطريقة تدريجية تنازلية وحسب نظام درجت تسميته في المهنة و في كتب الصحافة بالهرم المقلوب الذي يمكّن الصحافي من وضع العنصر الأهم بمقدمة البرقية وإرجاء العناصر الأقل أهمية إلى الفقرات الأخرى.

وتبدو البرقية في أكثر الأحيان في شكل نص يحتوى على عدد محدود من الفقرات وخلافا لمقالات الصحف والمجلات لا يشتمل نص البرقية على عناوين فرعية كما انه لا وجود سؤال متبوع بجواب فيما يتعلق بالأحاديث الصحفية التي تنشر في صورة تقارير.

غير ان هناك برقيات خالية تماما من النص تقدّم معلومات على شكل خام مثل برقيات تسعيرة البورصة  أو السوق المالية وأسعار المواد والعملات...والنتائج الرياضية (الترتيب في مسابقة او مباراة،الزمن،النقاط،عدد الميداليات ).ونتائج الانتخابات (فرز الأصوات بمكاتب التصويت، النتائج الجملية بحسب كل مترشح وجهة...) الخ...

6)السطر الأخير من البرقية :

انه يتضمن هو الآخر اشارت تقنية تماما كما هو شاْن السطر الأول : الأحرف الأولى لاسم صحافي الوكالة الذى حرر البرقية (او لاسم الصحافي الذى أعاد تحريرها اذا كان الأمر كذلك)، تحديد ساعة إصدار البرقية وتعيين اليوم من السنة الخ...

7)البرقيات المتسلسلة:

 البر قيات على العموم نصوص مستقلة بذاتها فلكل برقية عنوانها الخاص ومقدمة وهي تغطي خبرا معينا .
ويمكن ان تغطي عدة برقيات مستقلة نفس الحدث والعلاقة بين مختلف هذه البرقيات تقوم على الموضوع.
غير انه يصادف أيضا ان يستدعي نفس الحدث (لنفس الموضوع) أكثر من برقية واحدة (ملخص خطاب هام بثلاث او أربع برقيات). وفي هذه الحال تحرر الوكالة سلسلة من البرقيات المترابطة في موضوعها و في تحريرها لأنها ستنشر في نص واحد من قبل الجرائد. وهنا لابد من الحرص على احترام المواصفات الشكلية التالية :

أ‌)البرقيات التي تكوّن سلسلة يتصدّرها عدد ترتيبي يوضّح التعاقب المنطقي لمختلف البرقيات المكونة لنفس السلسلة.
" كاسترو يدعو الولايات المتحدة الى مضاعفة مساعدتها وخفض منفقات التسلح (1).
" كاسترو يدعو الولايات المتحدة .. (2).
" كاسترو يدعو الولايات المتحدة .. (3). (انتهى)

ب)يجب أن تذكر في آخر كل برقية من البرقيات التي تكوّن السلسلة عبارة " يتبع " وهي عبارة معدة لجلب انتباه المشترك الى ان برقية او عدة برقيات مكملة للبرقية التي يتلقاها سوف تصله في وقت لاحق.
و من الهام ان نعرف ان البرقيات التي تنتمي الى نفس السلسلة لا ترسل الى المشتركين بالضرورة بصورة متتابعة . وعلى هذا الأساس يمكن ان تتخللها برقيات لا صلة لها بموضوع البرقيات السابقة.

ج) ان صحافيي الوكالة ليسوا مجبورين على إعادة تحديد تاريخ كل برقية من برقيات المجموعة مباشرة بعد العنوان الذي كرر كليا او جزئيا وذلك بإيراده في مختلف البرقيات المكونة للسلسلة . وإنما يمكنهم الاكتفاء بتاريخ البرقية الأولى مع تكرار اسم المدينة حيث استقي الخبر بالنسبة ان البرقيات الأخرى (مثال الوكالة الفرنسية ف.ب) هذا وتقتصر بعض الوكالات على تاريخ البرقية الأولى من المجموعة .
د) و تشترك برقيات السلسلة الواحدة في المقدمة وهي مقدمة البرقية الأولى من السلسلة.اما البرقيات الأخرى من نفس السلسلة فليس لها مقدمة .وهي تشكل على المستوى التحريري امتدادا مباشرا للبرقيات التي سبقتها في السلسلة.
و يمكن القول بكل بساطة ان البرقيات المتسلسلة تشكل في الواقع برقية طويلة مجزأة الى جزأين او عدة أجزاء لتيسير إرسال النص.

ص)تحدد بعض الوكالات منذ البرقية الأولى عدد البرقيات التي تكون مجموعة واحدة،و يمكّن هذا العمل المشترك من تقدير حجم الموضوعات مسبقا بالنسبة الى المجموعة التي ينتظرها(وهو أيضا عمل ذو فائدة كبيرة لسكرتير تحرير الصحف اليومية ).

8)التكملة و الإلغاء والتصحيح :

يصادف ان يتحصل صحافي الوكالة بعد ان حرر برقيته و أرسلها على عناصر جديدة تكمّلها.وعندها يمكنه ان يحرر برقية ثانية مستقلة عن الأولى أو أن يحرر تكملة لها.وفي هذا الحال يحرر برقية بدون مقدمة معدة لتستعمل كتكملة مباشرة للبرقية الصادرة التي تعالج نفس الموضوع.ويمكن ان تكون هناك تكملة واحدة او عدة نصوص مكمّلة على إن الأفضل هو الاّ يلجاْ إلى التكملة الا نادرا.

ومن جهة أخرى قد يحصل صحافي الوكالة بعد ان حرر و أرسل برقيته على عناصر جديدة تكمّلها.وعندها يمكنه ان يحرر برقية ثانية مستقلة عن الأولى أو أن يحرر تكملة لها. وفي هذه الحال يحرر برقية ثانية بدون مقدمة معدة لتستعمل كتكملة مباشرة للبرقية الصادرة التي تعالج نفس الموضوع. ويمكن ان تكون هناك تكملة واحدة او عدة نصوص مكمّلة على ان الأفضل هو الاّ يلجاْ إلى التكملة الاّ نادرا.

ومن جهة أخرى قد يتفطّن صحافي الوكالة بعد إصدار البرقية إلى ان بعض العناصر التي حررها كاذبة او جزئيا. فعندما تكون لديه عناصر يطمئن أكثر إلى صحتها يحرر برقية أخرى في نفس الموضوع معدة لتعويض البرقية الكاذبة. وفي هذه الحال تستعمل بعض الوكالات عبارة :" تلغي وتعوّض " لتنبيه المشترك الى التغيير الذي ينبغي عليه إدخاله وعندما يتعلق الأمر فقط بسهو و خطأ جزئي يحرر الصحافي برقيات تصحيحية تقتصر على لفت انتباه المشترك الى اسم لم يكتب بوضوح او الى رقم خاطئ تسلل الى نص البرقية (" الرجاء قراءة السطر الرابع بالفقرة الثانية من البرقية كما يلي ...)
و هكذا ويجب تلافي الإكثار من التصحيحات والإلغاءات التي توشك عندما تتكرر أن تزعج المشتركين . غير انه يجب الاّ نتردد في الإقدام على ذلك عند الضرورة.
   

9) النبأ الخاطف (فلاش) ، النشرة (المسبق) والخبر العـاجل :

البرقية مثلما يدلّ عليها اسمها هي خبر يجب ان يصل في اقرب وقت ممكن إلى المشتركين الا ان الوكالات سعيا منها إلى إكساب عملية إرسال بعض البرقيات مزيدا من السرعة ترتب برقياتها وفقا لدرجة استعجاليتها وتميز عامة على هذا الأساس أربعة مستويات.

النبأ الخاطف (فلاش) النشرة النبأ المسبق ، النبأ العـاجل والبـرقية العـادية.
و يتضمن النبأ الخـاطف (فلاش) عددا محدودا جدا من الكلمات ويقدم خبرا هاما جدا (وفاة رئيس دولة ، اعلان حرب ، زلزال الخ ...) والنبأ الخاطف هو برقية في شكلها الأبسط بحيث تتشكّل من مجموعة من الكلمات التي لا عنوان لها ولا مقدمة وترفق عند تقبلها بانطلاق جرس لتنبيه المشترك إلى أهمية الخبر الذي وقع بثه على المبرقة الكـاتبة أو شاشة الكمبيوتر.
و يكون هذا النوع من البرقيات متبوعا دائما في الدقائق التالية من إصداره بمجموعة من البرقيات القصيرة التي تتوسّع في محتوى الخبر المنقول بواسطة النبأ الخاطف (الفلاش). ويمكن ان يتكون تعاقب البرقيات هذا من نشرات و أنباء عاجلة . والنبأ الخاطف (الفلاش) الأولوية المطلقة من حيث الإرسال.

النشرة (المسبق) والنبأ العـاجل :

عندما لا تقتضي استعجالية الخبر إرسال نبأ خاطف فانه يعمد الى المستوى الأدنى المباشرة من الاستعجالية وهنا تأتي النشرة (او المسبق) في المرتبة الثانية. اما النبأ العاجل فيحتل المرتبة الثالثة ، وهكذا فان النشرة والنبأ العـاجل يمثلان أنصاف برقيات تتكون على الأقل من المقدمة.
   
و بعد سلسلة من النشرات و الأنباء العاجلة التي تعالج نفس الموضوع يحرر صحافي الوكالة موضوعا تأليفيا تكرر فيه وتستكمل كل العناصر التي تم بثها بصورة مبعثرة فيما يتصل بواقعة معينة طور التغطية على امتداد عدة ساعات.
   
و يجب الإشارة الى ان عددا كبيرا من صحافيي الوكالة اصطلحوا في الواقع على ثلاث درجات من الاستعجالية وهي : النبأ الخاطف (الفلاش) ، النشرة (المسبق) او النبأ العاجل والبرقية العادية وقد شاع هذا الاستعمال لدى وكالات الأنباء العربية.
و يعود الى صحافي الوكالة امر تقدير الخبر المنقول ودرجة استعجالية البرقية التي تنقل هذا الخبر حق قدرهما ويكون حجم البرقية مناسبا عكسية لاستعجاليتها ، هذا ويجب للتمكن من إبلاغ الخبر بسرعة ان نختصر إلى أقصى درجة الوقت اللازم للتحرير والنقل.

10) البرقية العاديـة :

تمثل البرقية العادية بحجمها الذي يصل في أقصى الحالات الى ما بين 200 و250 كلمة نوع البرقية الأكثر استعمالا من قبل صحافيي الوكالة.
فهي بالنسبة إليهم المجال الذي في إطاره هم مدعوون الى ممارسة مختلف الأشكال الصحفية . ولا يمكننا – والحق يقال – ان نتحدث عن أشكال خاصة بصحافة الوكالة لكن الصحافيين المدربين على الأشكال الرئيسية للتحرير الصحفي (كالحديث الصحفي والريبورتاج والتحقيق والتعليق و التحليل والتقرير الصحفي) يكيّفون هذه الأشكال وفقا لمتطلبات صحافة الوكالة.

                               


المصدر: د.المهدي الجندوبي، صحافة الوكالة صحافة الأساس، نشر معهد الصحافة و علوم الأخبار، 1984، 110ص. (نشر باللغة الفرنسية و توجد نسخة مترجمة غير منشورة، أعدّها د.مصطفى حسن بطلب من المركز الأفريقي لتدريب الاتصاليين بتونس CAPJC)


 Harold Evans. THE ACTIVIE NEWSROOM IPI MANUAL ON TECHNIQUES OF NEWS-EDITING, SUB-EDITING AND PHOTO EDITING. International Press Institul, Zurich 1961, 139 p.

Slavoj Haskovec
Jaroslav First, INTRODUCTION TO NEWS AGENCY JOURNALISM. International organisation of journalists. Prague 1972, 139 p.


William L.Rivers. THE MASS MEDIA. Second edition. Harper Row. 1975. 644p.

Slavoj Haskovec. THE NEWS AGENCY IN THE SYSTEM OF MASS MEDIA, International Organisation of Journalists. Prague, 1980, 65p.

Agence France Presse, MANUEL DE L’AGENCIER, 1982, 237p.

P.Unnikrishnan
K.Thomas Oommen, A MANUAL FOR NEWS AGENCY REPORTERS. Indiac institute of mass communication. New Dlchi. 1980. 140p.


Agence REUTER, WRITING FOR REUTERS WORLD SERVICE guide professionnel rédigé par l’agence Reuter à l’intention de ses employés 45p .ss date.

 André Boyer, LE TRAITEMENT DES DEPECHES D’AGENCE (55p). LES DEPECHES D’AGENCE D’INFORMAITONS TELEGRAPHIQUES (36p).
LES FORMES DE L’INFORMATIONET LA VARIETE DES NOUVELLES (40p)