أحمد حاذق العرف: الأعمال الكاملة، نشر سحر للمعرفة بدعم من وزارة الثقافة التونسية، جمع وتحقيق محمد المي، 3 أجزاء،تونس، 2018.
الجزء الأول: المسرح التونسي و عوائق التجاوز 321 ص.
.الجزء الثاني: الطليعة الأدبية المنعطفات و المنجزات 318 ص.
الجزء الثالث:بلا ضفاف صفحات من كتاب الحياة 321ص .
كتب محمد المي الذي اشرف على تجميع مقالات أحمد حاذق العرف، في مقدمة الكتاب ما يلي:
"يعتبر الناقد الكبير أحمد حاذق العرف أحد أبرز رموز الحركة الأدبية و الفكرية ببلادنا على مر عقودها الأخيرة حيث كانت مسيرته الأدبية مكللة بالعطاء المتواصل.
برز كأحد رواد حركة الطليعة الأدبية في تونس أواخر ستينات القرن العشرين وبداية سبعيناتها مدافعا عن المفاهيم الجديدة و الرؤى الطلائعية في مختلف حقول المعرفة والابداع وقد زخرت جرائد ومجلات تلك المرحلة بكتاباته المتميزة التي لفتت أنظار المبدعين في شتى مجالات الابداع سواء منها النقد المسرحي والنقد السينمائي أو النقد الأدبي أو الثقافي عموما.
توزعت مقالاته على جرائد الصباح و الملحق الثقافي لجريدة العمل والمسيرة وبلادي والاعلان والشعب والصدى والهدف والناس ومجلات الفكر والثقافة،إلخ… ومنابر إعلامية وفكرية عديدة وحتى النشريات اليومية التي كانت تصدر بمناسبة انعقاد أيام قرطاج السينمائية أو المسرحية أو مهرجان قرطاج الصيفي فضلا عن جرائد ومجلات عربية كالطريق اللبنانية والأقلام العراقية...إلخ.
كل هذا جعل الناقد الكبير أحمد حاذق العرف يراكم رصيدا هائلا من المقالات الابداعية و الفكرية التي اضطلعت بدور المتابعة و النقد زمنها ويمكن أن تدل الآن على ما حدث في وقت وزمان ما ببلادنا لتعطي فكرة للأجيال اللاحقة عن المخزون الثقافي ببلادنا و عن إيقاع الحياة الفكرية و الأدبية بها. يمكن لمقالات العرف أن تدلنا على السقف الذي توصل إليه النقد الثقافي في تونس على امتداد نصف قرن من الابداع في تونس.لعل أبرز ما يلفت الانتباه إلى جهود الرجل، هو التنوع والقدرة على مقاربة المواضيع بشكل يصف الظاهرة ويشخص الأزمة ويقترح الحلول قصد التجاوز لتحقيق الاضافة المرجوة من خلال الكتابة، ذلك أن الكتابة عنده لي تسجيلا لموقف أو توقفا عند ظاهرة بقدر ما هي وسيلة لتغيير الواقع وفرض البدائل.
لقد صنفت كتاباته الأولى تحت يافطة الطليعة ويمكن وصفها بالكتابات المقاومة والرافضة لذلك تطغى عليها الصبغة السجالية الحجاجية لأنها تقويض المستقر وفرض البدائل وهو ما جعل من كتاباته تتميز بالارباك وتحدث الرجة ساعة صدورها. ورغم أهمية ما أنجز وما كتب العرف، فان تلك الكتابات ظلت موزّعة مبثوثة في الجرائد والمجلات التي ذكرنا بعضها ولم تجمع ولم يوثقها العرف نفسه لا في قائمة ولا في فهارس وهو ما أوجد صعوبة في جمعها وترتيبها و تصنيفها لولا ذاكرته التي أسعفتنا بنذكر ما أمكن تذكره ولا نجزم أننا قد جمعناها كلها ولم نغفل منها بعضها، بل ان بعض الجرائد التي اختفت في وقت ما، لم نجد أعدادها الكاملة سواء في قسم الدوريات بالمكتبة الوطنية أو الأرشيف الوطني أو المركز الوطني للتوثيق مثل جريدة الهدف التي تراس تحريرها الأستاذ محمد المصمولي الذي لا يمتلك بدوره أرشيفها، كما لم نتمكن من أحد أعداد مجلة ثقافة التي كانت تصدر عن دار الثقافة ابن خلدون التي صودرت بسبب قصة كتبها العرف...الخ."
(...)
أحمد حاذق العرف بريشة الرسامة أمينة بالطيب 2018 |