بشير بن يحمد (1928-2021)،
أول وزير إعلام في حكومة الاستقلال التونسية، لكنه سريعا ما ترك السياسة المباشرة للتفرّغ لمشروع عمره مجلة جونفريك، التي صدرت في اعدادها الأولى في تونس ثم أجبرت على المغادرة لتستقر في فرنسا منذ الستينات من القرن الماضي، وتتحوّل إلى مجلّة النخبة السياسية والثقافية الافريقية في المجال الناطق باللغة الفرنسية. عرف بتحاليله وافتاحياته التي كانت تنشر تحت عنوان قار "هذا ما أعتقده" Ce que je crois وتمّ نشرها في أكثر من مجلّد. نشرت مذكراته بالفرنسية سنة 2021، تحت عنوان "أتحمّل مسؤوليتي" J’Assume .
Béchir Ben Yahmed, J'assume : les mémoires
du fondateur de Jeune Afrique
Rocher, Paris, 2021, 528p.
عبد القادر معالج: البشير بن يحمد يصدر جريدة لاكسيون سنة 1955 في تونس ثم مجلّة جون أفريك في باريس.
(...)
في 25 أفريل 1955 أصدر البشير بن يحمد لاكسيون "العمل" بالفرنسية غداة الحصول على الاستقلال الداخلي. إلا أنه لم يمض وقت طويل حتى بدأت الصحيفة تبتعد عن الخط السياسي للحكومة التونسية، القريب من الاتجاه الأمريكي، متخذة توجّها سياسيا غير منحاز، وكانت الصحيفة تتمتّع برواج كبير داخل تونس وخارجها خاصة في فرنسا والمغرب والجزائر.
وقد شارك في تحريرها، وهي أسبوعية، كتاب وصحافيون فرنسيون معروفون منهم جان دانيال مؤسس Le Nouvel Observateurو جان روس الكاتب المعروف و فيليكس قاراس الخ...و لم يقبل الرئيس بورقيبة ذلك الاتجاه الذي سارت فيه الجريدة، علما أن البشير بن يحمد، كان وزيرا للإعلام في الحكومة التونسية.
وأصدر الديوان السياسي للحزب الحر الدستوري في 8 سبتمبر 1958 بلاغا يدين فيه مدير الجريدة الذي اضطرّ أن ينسحب من الحكومة، ليتولّى منذ ذلك الوقت، تسيير شؤون صحيفته، وعقدت إدارة الجريدة جلسة في 11 سبتمبر 1959، حضرها الى جانب البشير بن يحمد، محمد بن إسماعيل ومحمد المصمودي عضو الديوان السياسي آنذاك وقررت توقيف الجريدة.
ولم تعد الصحيفة للصدور إلاّ في 17 أكتوبر 1960 تحت اسم أفريك أكسيون، لكن العلاقة بينها وبين الحكومة التونسية، ازدادت توترا، على إثر نشر مقال عنوانه "السلطة الفردية"، أردف بمقال آخر في العدد الموالي ركزت فيه مرة أخرى على السلطة الفردية، فطالبت الحكومة بحذف كلمة "العمل"، من عنوان الصحيفة، اذ هو اسم جريدة الحزب الحر الدستوري الجديد، و أقيل محمد المصمودي من منصبه كوزير الاعلام اعتقادا من الحكومة بأنه صاحب المقال المذكور.
وهاجرت الصحيفة الى الخارج وأصبحت تصدر منذ ذلك الحين بباريس تحت اسم جون أفريك.
المصدر: عبد القادر المعالج، محمد ابن الحسين و ستون عاما صحافة،المطبعة المركزية، تونس، 1987، ص: 23-24,