بحث

علاقة تفاعلية مع الجمهور


تشترك وسائل الاتصال الجماهيرية التقليدية في طبيعة تعاملها مع المتلقي الذي بقي في أغلب الأحيان طرفا سلبيا في عملية الاتصال يكتفي بالتلقي هذا بالإضافة إلى صعوبة تحديد ملامحه من جهة الباث.

وأحدثت تقنيات الإعلام و الاتصال الحديثة نقلة نوعية حقيقية في طبيعة العلاقة بين الباث و المتلقي، فبينما يعتمد الاتصال الجماهيري التقليدي نموذج البث في اتجاه واحد من الواحد الى الكل أي من المؤسسة المنتجة للرسالة الى الجمهور العريض، مكنت وسائل الاتصال الحديثة من الانتقال الى نموذج الكل الى الكل،أي أن كل باث أصبح متلق و كل متلق اصبح باثا. و تتعدد أشكال التفاعل الممكنة المتاحة فعليا في الكثير من المواقع الاخبارية.


 


علاقة تفاعلية مع الجمهور

وثيقة من إعداد:

د.المهدي الجندوبي


تشترك وسائل الاتصال الجماهيرية التقليدية في طبيعة تعاملها مع المتلقي الذي بقي في أغلب الأحيان طرفا سلبيا في عملية الاتصال يكتفي بالتلقي هذا بالإضافة إلى صعوبة تحديد ملامحه من جهة الباث. و لكن هذا لا ينفي أن وسائل الاتصال الجماهيري حاولت بدرجات متفاوتة الاقتراب من هذا اللغز بوسائل مختلفة نذكر منها:

·       صفحات بريد القراء

·       صفحات رأي مفتوحة لعامة الناس و تم استغلال هذه الصفحات من قبل أكثر الأفراد اهتماما بالمشاركة في الحياة العامة (مناضلون و ناشطون، مثقفون و خبراء..)

·       استفتاءات سريعة على قارعة الطريق، تسمح بطرح سؤال على مجموعة من المواطنين و نشر تصريحاتهم مرفقة عادة بصورة شخصية و أصبح هذا الاسلوب في حد ذاته شكلا صحفيا مميزا.

·       تعيين رقيب داخلي يتلقى شكاوي و ملاحظات المواطنين حول الأداء الاعلامي للمؤسسة قصد الاستماع الى ملاحظات الناس و محاولة الاجابة عنها و الاعتذار في صورة الخطأ و عرفت في البلدان الاسكندنافية تحت اسمOmbudsman  ثم انتقلت الى بلدان أخرى.

·       للإذاعة و التليفزيون فرص أكثر لتشريك المواطنين في البرامج المباشرة أو المسجلة عن طريق الهاتف أو الحضور في الاستيديو.

·       تحرص المؤسسات على انجاز دراسات جمهور تسمح بتشخيص ملامح القراء أو المستمعين و المشاهدين و الاطلاع على أفضلياتهم و تقييمهم للمادة الإعلامية.

أحدثت تقنيات الإعلام و الاتصال الحديثة نقلة نوعية حقيقية في طبيعة العلاقة بين الباث و المتلقي، فبينما يعتمد الاتصال الجماهيري التقليدي نموذج البث في اتجاه واحد من الواحد الى الكل أي من المؤسسة المنتجة للرسالة الى الجمهور العريض، مكنت وسائل الاتصال الحديثة من الانتقال الى نموذج الكل الى الكل،أي أن كل باث أصبح متلق و كل متلق اصبح باثا. و تتعدد أشكال التفاعل الممكنة المتاحة فعليا في الكثير من المواقع الاخبارية، نذكر منها:

·       انتشرت بين الصحفيين الذين يكتبون مقالات الرأي و الأعمدة عادة تتمثل في ادراج عنوان بريدهم الالكتروني الشخصي في آخر الموضوع و هي طبعا دعوة ضمنية للتحاور مع القراء.

·       يمكن لكل متصفح أثناء تصفحه موقعا إخباريا و فور اطلاعه على موضوع، تحرير رد فعله و ابداء تعليقه أو اضافته عن طريق صفحة بريد الكتروني يوفرها الموقع.

·       بعض المواقع مثل موقع جريدة الشرق الأوسط اليومية السعودية التي تصدر في لندن و موقع القناة التليفزيونية العربية تسمح لكل قارىء باضافة تعليقه مباشرة في آخر الموضوع و هكذا يستطيع كل متصفح أن يطلع على ردود فعل القراء بعد اطلاعه على ما كتبه الصحفي. بينما تحيل مواقع أخرى القراء الى منتدى يمكنهم أن يدخلوا فيه ردود فعلهم ( جريدة السفير اللبنانية).

·       لم يعد يكتفي بعض الصحفيين بردود الفعل أي بتعليق القراء بعد اطلاعهم على الموضوع فأصبحوا يناقشون الموضوع فبل نشره و هي تجربة تنجزها الجريدة اليومية الفرنسية ليبراسيون، اذ يخصص كاتب العمود يوميا نصف ساعة لمناقشة الموضوع الذي ينوي نشره، عن طريق المحادثة الالكترونية تشات التي يشارك فيها كل من يرغب في ذلك من القراء.
كما تعلن بعض الجرائد في منتدى عن موضوع الملف القادم الذي ستتناوله الجريدة و تطلب من القراء تقديم آرائهم و تجاربهم فيتحول المنتدى الى مصدر من مصادر الصحفي المكلف بإعداد الملف.

·       تدرج كل المواقع الإخبارية استفتاءات الكترونية تطرح فيها سؤالا عن موقف القارئ من أحداث الساعة و يمكن لكل متصفح المشاركة في الاستفتاء و الاطلاع على النتائج.

·       تشجع بعض المواقع الاخبارية المواطنين على مدها بالأخبارو هي تجربة تقوم بها حاليا جريدة الوسط البحرينية التي خصصت في موقعها رابطا يحمل عنوان ((ارسل خيرا)) و بمجرد الضغط عليه تفتح رسالة الكترونية لكتابة الخبر. و في هذه الحالة يتحول كل مواطن إلى مخبر صحفي.

·       تسمح كل المواقع الإخبارية حاليا بإمكانية إرسال نسخة من موضوع إلى صديق أو أكثر و هكذا يمكن لكل قارئ أن يشترك مع قراء آخرين في القراءة و هو في نفس الوقت يضمن فرص توزيع جديدة للموضوع.


المصدر:
د.المهدي الجندوبي، كيف غيّر الإعلام الجديد أساليب العمل الصحفي؟، المجلة التونسية لعلوم الاتصال،عدد 51-52، 2010 ، ص: 61-72.