بحث

ألف خبر... لكتابة خبر

هل تريد أن تتعلم كتابة الأخبار؟
عليك تطبيق النصيحة العربية القديمة التي وجهت إلى شاعر شاب قيل له أن يحفظ ألف بيت قبل نظم الشعر. أحفظ أنت ألف خبر تقتطعها من صفحات الأخبار الوطنية والدولية التي تنشرها الجرائد اليومية.






ألف خبر... لكتابة خبر

هل تريد أن تتعلم كتابة الأخبار؟

عليك تطبيق النصيحة العربية القديمة التي وجهت إلى شاعر شاب قيل له أن يحفظ ألف بيت قبل نظم الشعر. أحفظ أنت ألف خبر تقتطعها من صفحات الأخبار الوطنية والدولية التي تنشرها الجرائد اليومية وانتبه إلى :
1.     المقاييس التي وقع اعتمادها لنشر هذه الأخبار والتي تكوّن القيمة الإخبارية الآنية والجدة، والأهمية والقرب، الخ...

2.     مدى إجابة كل خبر على الأسئلة الصحفية المرجعية : من؟ماذا؟ متى؟ أين؟ كيف؟ لماذا؟

3.     ترتيب عناصر الخبر، واحترام تصميم الأهمية التنازلية لعناصر الخبر وهو ما درج على تسميته الهرم المقلوب. تعوّد على تفكيك هذه العناصر بعد قراءة الخبر وصغها من جديد في أسلوب تلغرافي.

4.     توقف بصفة خاصة في مستوى المقدمة. بماذا تخبرنا مقدمة الخبر؟ ما هي الأسئلة المرجعية التي تجيب عنها؟ هل ذكر المصدر؟ من هو؟ و ما هي الصيغة التي ذكر بها. سجّلها و أحفظها. تأكد من أن بعض المعطيات اللازمة والتي لم ترد في المقدمة وقع إدراجها في الفقرة الثانية التي تكمل المقدمة.

5.      العناصر الإخبارية الجديدة والآنية التي يأتي بها الخبر و التي تبرر نشره، وبين عناصر الخلفية التي تثري الخبر وتضعه في نسق اشمل من الأحداث السابقة وتمد القارئ بمعطيات ومعارف تساعد على الفهم.

عندما تتعود على تقييم  ونقد كل خبر تقرؤه أو تستمع إليه اعتمادا على هذه الشبكة النظرية من المقاييس فانك بصفة غير مباشرة تنشئ وترسّخ في ذهنك نموذجا إخباريا، يسهّل عليك تحرير الأخبار.
  يمكنك أيضا أن تنجز التمارين التالية مع الالتزام بالمراحل المذكورة:

1.    اختر خبرا جيدا واقرأه عدة مرات

2.    اتركه جانبا وخذ ورقة بيضاء وحاول كتابة الخبر نفسه اعتمادا على التذكر
 
3.    عد من جديد إلى الخبر الأصلي وقارنه بما كتبته أنت.

4.    كرر هذا التمرين أكثر من مرّة.

5.    اقترح صياغة جديدة للأخبار التي تعتبرها غير سليمة.

ويمكنك أن تصيب عصفورين بحجر واحد، أنجز هذه التمارين معتمدا على أخبار اليوم، فانك من ناحية تتابع الأخبار الوطنية والدولية  ومن ناحية أخري تتعلم تحرير الأخبار وأنت تقتفي خطوات صحفيين مهنيين.

فهل يمكن للمطرب أن يغني أغنية خاصة به قبل أن يكون قد قلد من سبقه من المطربين؟ هل يمكن للروائي أن يكتب رواية قبل أن يكون قد قرأ المئات من روائع الأدب؟ وهل يمكن للشاعر أن يقول الشعر قبل حفظ ألف بيت؟ كذلك  كيف يمكن للصحفي الشاب أن يحذق فن كتابة الأخبار دون الاقتداء بمن سبقوه؟


المصدر: د. عوض هاشم، د.المهدي الجندوبي، دليل كتابة الخبر، نشر وزارة الإعلام بالبحرين، 2010، 214 ص.