بحث

المهدي الجندوبي: سلوكيات الصحفي الطالب

وثيقة من إعداد د.المهدي الجندوبي 

تابع الأحداث الجارية بصفة منتظمة: استمع إلى نشرات أخبار الإذاعات والقنوات التلفزيونية، إلى مختلف برامجها الإخبارية الأخرى، طالع ما يتوفر لديك من جرائد ومجلات محلّية وعربية وأجنبية و تصفّح مواقع الويب الإخبارية. تبادل بعض العناوين مع زملائك لتوسيع اطلاعك وتخفيف المصاريف. متابعة الأخبار خبز الصحفي اليومي...لا نخبر قبل أن نستخبر.

سلوكيات الصحفي الطالب

 

1)     تابع الأحداث الجارية بصفة منتظمة: استمع إلى نشرات أخبار الإذاعات والقنوات التلفزيونية، إلى مختلف برامجها الإخبارية الأخرى، طالع ما يتوفر لديك من جرائد ومجلات محلّية وعربية وأجنبية و تصفّح مواقع الويب الإخبارية. تبادل بعض العناوين مع زملائك لتوسيع اطلاعك وتخفيف المصاريف. متابعة الأخبار خبز الصحفي اليومي...لا نخبر قبل أن نستخبر.

2)     اجعل من اهتمامات الناس ومشاغلهم وأحاديثهم مشغلا رئيسيا بالنسبة إليك، و كن حريصا على الانتباه إليهم والاستماع إلى أفكارهم و التحدّث معهم: فهم موضوعك الرئيسي في كل مقالاتك...و هم جمهورك.
تحدّث معهم عن كل شيء...عن الحياة. تحدّث مع المعلم عن تجاربه التربوية و عن الإخفاق المدرسي و أسبابه و تحدّث مع المزارع عن الماء و الحبوب، و عن تسديد القروض و مع التاجر عن السوق و فرص الاستثمار و مع النائب البلدي عن النظافة والساحات العامة و الرسوم البلدية و تحدث مع العاطل عن العمل عن صعوبة الحياة و عن آماله في الحصول على شغل وتحدث...وتحدث...

3)     طالع كل يوم صفحات من كتاب في التاريخ، أو الأدب، أو السياسة، أو الفنون، أو الاقتصاد، أو الفقه وغيرها من المعارف التي تساعد على فهم الكون. مهمة الصحفي آن يلاحظ المجتمعات البشرية فيخبر ويشرح ويبدي رأيه في الأحداث والوقائع و الأفكار، فكيف يقوم بهذا الدور دون الاعتماد على ذكاء الآخرين؟ أليس الكتاب ذكاء الآخرين محفوظ على ورق؟                  
لا تقتصر على المطالعة باللغة العربية بحجة أنك ستكتب مقالات باللغة العربية، إذ هناك فرق جوهري بين مرحلة البحث عن المعلومات والوصول إلى المصادر ومرحلة التحرير و الصياغة النهائية.
لا تحتج بقلة الوقت لتبرير قلة مطالعاتك، فإذا كنت حقيقة مشغولا كامل اليوم يمكنك تسخير ربع ساعة كل يوم قبيل ساعات النوم و هكذا توفر لنفسك 15 دقيقة ×365 في السنة دون عناء يذكر.
المطالعة تكون أكثر افادة إذا سجلت بإيجاز بعض الملاحظات وإذا حدثت من حولك من الزملاء والأصدقاء عن مواضيع مطالعاتك. خصص كراسا لهذه المطالعات تلخص فيه بعض المعلومات والأفكار وحافظ عليه يرافق رحلتك المعرفية السنوات القادمة...
 

4)     الصحفي مطالب بالحديث عن الكون، ويبدأ الكون بالنسبة إلى قرائك من بلدك حيث كنت (راجع مفهوم القرب في قيم الخبر).
ماذا تعرف عن البلد؟ ماذا تعرف عن المجال العربي وعن العالم؟ ابدأ بالاطلاع على بعض ما كتب حول بلدك في الموسوعات، ثم خطّط لقراءة كتب في التاريخ والجغرافيا والأدب. وجه مطالعاتك حول موضوع محدد كأن تطالع مجموعة من الكتب حول كتاب الرواية في بلدك، أو الزراعة أو مدارس الفكر السياسي المعاصر، أو مذكرات شخصيات وطنية. خصص كراسا لهذه المهمة، تسجل فيه بعض الخلاصات والملاحظات و عد اليها لمراجعتها و التعليق عليها في أي وقت فراغ لاحقا. كن متأكدا أن الكثير من مقالاتك في السنوات القادمة سيكون موضوعها الدائم سياسة بلدك ومحيطه العربي والعالمي، وأدبه ومسرحه، واقتصاده، وتقاليده، وحضارته. ما تطالعه اليوم سيثري بالضرورة ما ستكتبه غدا.

5)     كن حريصا من الآن على اكتساب وتطوير أدوات العمل الصحفي وسلوكياته الرئيسية (دفتر تدوين الملاحظات، أجنده الأحداث المتوقعة، دفتر عناوين المؤسسات وغيرها من المصادر التي ستحصل عليها أثناء أعمالك الميدانية، ملفات توثيق شخصي تحفظ فيها قصاصات المقالات الجيدة التي تقتطعها من الجرائد والمجلات ويمكنك كذلك الاحتفاظ بنسخ رقمية في ملفات جهاز الكمبيوتر).

6)     إن "لعبة الصحفي الصغير"، التي تتمثل في أن تقنع نفسك أنك صحفي قبل الحصول على الوظيفة، هي أفضل مكمّل لمقررات الإعلام. حاول استغلال بعض وقت فراغك لحضور مختلف الأنشطة الثقافية التي تنتظم في الجامعة أو في المدينة: المحاضرات و العروض المسرحية و معارض الفنون التشكيلية والمؤتمرات,,,فهي فرص تثقف و تدريب في آن واحد، إذ يمكنك أن تستغلّ حضورك لإنجاز تغطيات صحفية، أو كتابة مقالات رأي تبادر بها دون طلب من أساتذتك. لا تتردد في عرض هذه المقالات على زملائك ولا تستخف بملاحظاتهم وحاول مراجعة نصوصك وإعادة كتابتها لتكون اكثر استساغة عندهم، فهم عينة من قرائك في المستقبل.

7)      مهنتك أن تروي الحياة وأداتك هي اللّغة، فلا تضيّع فرصة في تطوير قدرتك على التحرير السليم، ولا تتصور خطأ أن التحرير يقتصر على الصحافة المكتوبة. يكتب الصحافيون في الإذاعة والتلفزيون و في الصحافة الإلكترونية مثل زملائهم في الجرائد و المجلات. فأن كنت تريد إن تعمل في أي حقل من حقول الإعلام والصحافة فلا حيلة لك خارج الكتابة. لا تضيّع عليك الوقت لاستكمال تكوينك في التحرير وألزم نفسك بكتابة نص يومي حول أي موضوع يسترعي انتباهك: لخّص مقالا قرأته، أو أنقد مسرحية شاهدتها، أو حرر خبرا حول محاضرة حضرتها أو اكتب رأيك في نظام الامتحانات بالجامعة. نتعلم المشي بالمشي والكتابة بالكتابة.

8)     القواميس والموسوعات سندك في التحرير، فكن حريصا على اقتنائها كلما سمحت لك إمكانياتك وضعها على مقربة من مكتبك ولا تتردد في العودة إليها قبل وأثناء و بعد التحرير و في كل لحظة تحتاج إلى فهم او تدقيق مصطلح.

9)     تعوّد على ضبط قائمة الأعمال التي يجب انجازها في الساعات والأيام القادمة مع تحديد آجال إنهائها To do list. ألصق على جدار مكتبك أهم هذه الأعمال.

10) تحدث مع الناس...
استمع...الى غيرك.
اسأل من حولك...
اقرأ ما كتبه الآخرون...
ثم عد الى نفسك...فكّر، تأمّل، ثم اعمل رأيك الشخصي...ثم اكتب...

 

 

 

المصدر: مهدي الجندوبي وعوض هاشم، دليل كتابة الخبر فبي الصحافة والإذاعة والتلفزيون، وزارة الثقافة والاعلام بالبحرين، المنامة، 2010، 214ص.