زياد كريشان صحفي عمل بمجلة ريالتي-حقائق مطلع الثمانينات وهو رئيس تحرير جريدة المغرب اليومية التي أسسها عمر صحابو سنة 1981 (أسبوعية تصدر باللغتين العربية والفرنسية)، وكان زياد كريشان قد عمل بها منذ تأسيسها.
شهادةجون أفريك حول زياد كريشان
المغرب: خميس 27 نوفمبر 2014
| بقلم: زياد كريشان
عندما انطلقت «المغرب» في تجربة صحفية جديدة بعد الثورة يوم 23 أوت 2011 لم نكن ندري ما ستخبئه الأقدار لنا ولتونس ولا أن عددنا الألف بعد حوالي ثلاث سنوات ونصف من النشاط سيقع بين الدورتين الرئاسيتين لتونس...
لقد بدأت «المغرب» رحلتها في هذه الحياة في ربيع سنة 1981 على يد مؤسسها الأستاذ عمر صحابو وثلة من الصحفيين والمثقفين... ولقد استمرت هذه المغامرة مع تقطعات وحجز أعداد ومحاكمات كان آخرها حجز عدد 26 ديسمبر 1990 وتلفيق تهمة مزيفة لمدير «المغرب» آنذاك عمر صحابو قضى بموجبها 14 شهرا في السجن وتوقفت تلك التجربة الرائدة التي جمعت بين عوالم الصحافة والثقافة والفكر والنضال الديمقراطي..
وكان أن احتجبت تلك التجربة الفريدة في الصحافة المستقلة طيلة 21 سنة ومع رحيل الاستبداد وهبوب ريح الحرية كان لا بد لـ«المغرب» أن تعود مع مؤسسها وثلة من رفاقه في الثمانينات وعلى رأسنا عميدنا وأخونا الأكبر الأستاذ الهاشمي الطرودي أو «الشيخ» كما يسميه كل أصدقائه وزملائه..
وتكوّن فريق مخضرم من «القدامى» كشيحة قحّة وحمادي الرديسي والمنجي الغريبي وعبد العزيز المزوغي ومحمد الحامي وكاتب هذه الأسطر والتحقت بنا أجيال من الصحفيين وكتبة الأعمدة والمثقفون الذين قرأتم ما جاءت به أقلامهم طيلة هذه الأعداد.. وككل جسم حي شهدت «المغرب» تطورات بخروج البعض ومجيء البعض الآخر.. وكل المغامرات كانت مصحوبة بالألفة والحزن على مفارقة بعض أعضاء العائلة، لأننا عائلة في «المغرب»، وعلى رأس هذه المغادرات قرار المؤسس عمر صحابو اعتزال العمل الإعلامي والتفرّغ للنشاط السياسي منذ ماي 2013 وكذا بعض المحللين السياسيين اللامعين الذين أرادوا والإسهام المباشر في الحياة السياسية التونسية وقدم إلى «المغرب» أفواج من الإعلاميين والمثقفين سواء ممن بدؤوا معنا أول تجربة مهنية أو راكموا زادا وقدموا به إلينا...
وخلال هذه المسيرة تغيرت أيضا هيكلة الإدارة العامة للمؤسسة الناشرة لـ«المغرب» (المغرب الكبير ميديا) حيث تولى السيد المنصف السلامي رئاسة هذه المؤسسة منذ بداية سنة 2013 وساهم بصفة فعّالة بمعيّة مجلس الإدارة في الحفاظ على استقلالية «المغرب» والنأي بها عن كل ضغوط المال والسياسة لتواصل تجربتها كما بدأتها جريدة رأي تسعى لتحقق أرقى المستويات المهنية مع الانخراط التام في القضايا الأساسية لتونس من أجل ديمقراطية كاملة غير منقوصة ولا مبتورة...
لقد اعتقدت بعض الأطراف السياسية أن «المغرب» عادت إلى الحياة من جديد خدمة لـ«أجندات» فلان أو علاّن.. ولم نكن نريد دفع هذه التهم بالكلام بل أردنا أن نقيم البرهان والحجة على استقلاليتنا بالعمل اليومي المضني والدؤوب.. وبتمرين يومي وجماعي لكل الصحافيات والصحفيين العاملين بـ«المغرب» على الاحترام الفعلي، لا اللفظي، لأخلاقيات المهنية ولنبل ممارستها حتى نسهم في حدود إمكانياتنا في إرساء مشهد إعلامي يقوم على الحرفية والأخلاق والصدقية والالتزام... وذلك بالطبع لا ينفي الأخطاء.. فالخطأ من صميم الحياة ولكن لا تقدم دون الإقرار به وإصلاحه..
اليوم نكمل مسيرة الألف الأولى... ونبدأ على بركة الله مسيرة الألف الثانية وكالعادة ستتجدد «المغرب» مع قرّائها ومع صحفييها وكتّابها وستتجدد مساحات النضال الإعلامي والفكري والديمقراطي في تونس.. لا نعدكم بالمستحيل.. نعدكم فقط ببذل كل شيء لانجازه...