محمد حسنين هيكل، بين الصحافة والسياسة، الطبعة الأولى، دار الشروق، القاهرة، 1984، 430 ص.
مذكرات الصحفي المصري محمد حسنين هيكل، المهنية مع إضاءات حول علاقته الشخصية بالزعيم جمال عبد الناصر قبل تورة الضباط الأحرار سنة 1952 وبعدها، وتوليه إدارة جريدة الأهرام لعدة سنوات.
"كثرة الكلام تسيء للمقام"
هناك قضية أخري وهي أن المشاعر حساسة مؤثرة بعد تجربة "الانتخابات النيابية" -فهناك من فاجأتهم النتائج- وهناك من لم يتأقلموا بعد عليها حتي من بين الفائزين بها، وتكفي ساعة أو نصف ساعة في مشاهدة وقائع الجلسات.
ثم إن هناك حالة وجع عام في البلد يزيد من حدته أن هناك من يتصورونها فرصة للانقضاض، أو الانفلات إلي الأهواء، ويفاقم من هذا الوجع أن المرجعيات التقليدية كلها لم تتغير، بل إنها جميعا مسرفة في الكلام، لا تعرف أن "كثرة الكلام تسيء للمقام"، وإذا أضيف ذلك إلي عشرات الصحف الجديدة والفضائيات الملونة، بما فيه أن هناك كل ليلة أكثر من خمسين برنامجا حواريا - فإن الصخب شديد، والمناقشة الجادة في الدستور أو غيره تكاد تكون استحالة عملية ونفسية وفكرية، ولا يمكن لبلد أن يكتب ميثاق حياته، ويرسم خريطة طريقه في مثل هذا المناخ!!
حسنين هيكل
حوار الأخبار 14-2-2012