بحث

التقرير الإخباري

يشتمل التقرير الإخباري بصفة مكبّرة على كل مقوّمات الخبر بصفة مصغرة، فالتقرير هو خبر مطوّر.و من المفيد قبل دراسة التقرير  مراجعة أساسيات الخبر لفهم أوجه الشبه و أوجه الاختلاف بين الخبر و التقرير الإخباري.  

و ينطلق  التقرير مثل الخبر من أكثر العناصر آنية و لكنه يخصص قسما كبيرا،  قد يكون القسم الأكبر لإيراد معلومات و معارف في شكل خلفية لها علاقة بالعناصر الآنية و تهدف إلى إضفاء إضاءة على الأحداث و مساعدة القارئ على فهم مدى ارتباط آخر التطورات بما سبقها من تسلسل للوقائع. 



 

التقرير الإخباري



وثيقة من إعداد:

د.المهدي الجندوبي

يشتمل التقرير الإخباري بصفة مكبّرة على كل ما يشتمل عليه الخبر بصفة مصغرة، فالتقرير هو خبر مطوّر.
و من المفيد قبل دراسة التقرير مراجعة أساسيات الخبر لفهم أوجه الشبه و أوجه الاختلاف بين الخبر و التقرير الإخباري.

يشتمل الخبر عادة على طرف فاعل رئيسي واحد (من؟)بينما تتعدد الأطراف الفاعلة عادة في التقرير الذي يحمل تصريحات و أفعال عدة شخصيات تنتمي إلى مؤسسة واحدة أو إلى مؤسسات مختلفة معنيّة بالموضوع.

و يشتمل الخبر عادة على عنصر إخباري رئيسي وحيد (ماذا؟)  يمكن أن يتفرع إلى عناصر ثانوية، بينما يشتمل التقرير الإخباري على العديد من العناصر الرئيسية المتقاربة في الأهمية و التي تتفرع بدورها إلى عناصر فرعية.

و يجيب الخبر على كل الأسئلة المرجعية الستة التي يعتمدها كل صحفي عند التحرير الخبر أو يقتصر على بعضها. و يمكن أن تكون إجابته عن السؤالين ( كيف ؟ ) و ( لماذا ؟) مختصرة أو معدومة تماما فيقتصر الخبر على الإجابة عن الحد الأدنى من الأسئلة المرجعية التي لا يستقيم بدونها كل خبر و هي ( من؟ مادا؟ متى؟ أين؟ ).

 أما التقرير الإخباري فهو يفسح المجال واسعا للإجابة عن سؤال ( كيف ؟ ) و  (لماذا؟ ) مع إمكانية أن يركّز التقرير على الإجابة  على سؤال ( كيف؟ ) التي تسمح بوصف وقع الحدث أو على سؤال ( لماذا ؟ ) التي تسعى إلى تفسير أسباب وقوع الحدث و شرحها، و ذلك  حسب المادة المتوفرة.

و من المقوّمات الرئيسية للخبر الآنية أي المعلومات التي وقعت حديثا حسب تسلسلها الزمني، أو التي تم الكشف عنها لأول مرة في الخبر و قد يشتمل على خلفية مقتضبة تحمل معلومات قديمة على علاقة بالعناصر الآنية و في كثير من الأحيان قد يقتصر الخبر على العناصر الآنية دون خلفية بالمرة.

 أما التقرير فهو على العكس من ذلك ينطلق مثل الخبر من أكثر العناصر آنية و لكنه يخصص قسما كبيرا،  قد يكون القسم الأكبر لإيراد معلومات و معارف في شكل خلفية لها علاقة بالعناصر الآنية و تهدف إلى إضفاء إضاءة على الأحداث و مساعدة القارئ على فهم مدى ارتباط آخر التطورات بما سبقها من تسلسل للوقائع.

بعض المواضيع الإخبارية تنشر على أساس أنها تقارير و لكنها في الواقع شبيهة بالتقارير نظرا إلى طول النصوص و تعدد المعلومات و تنوع المصادر و لكنها تبقى مشدودة أكثر إلى الخبر و لم تكتمل فيها مقومات التقرير الإخباري مثل الخبر المطوّل الذي يتجاوز في حجمه 200 كلمة و لكنه مثل الخبر البسيط يدور عادة حول طرف فاعل وحيد و مصدر واحد أو أكثر و تغلب عليه المعلومات الآنية.

و كذلك الخبر المركّب الذي يتميّز بطوله و بتعدّد الأطراف الفاعلة و تعدّد المصادر ( في أغلب الأحيان تحرير نص جديد من أخبار متشابهة و متكاملة صدرت عن أكثر من وكالة أنباء) و تبقى المعلومات ذات صبغة آنية عادة.


من الإخبار إلى التفسير

ينقل أستاذ الصحافة كورتيس ماكدوغال في كتابه مبادئ تحرير الأخبار الذي ترجمة د.أديب خضور سنة 2000، عن رئيس تحرير صحيفة Christian Science Monitor
"النشر الفوري للأخبار في الصحف ليس كافيا، بالرغم من أن معظم الصحف اكتفت بذلك لبعض الوقت. الأخبار يجب أن توضّح و تشرح و تفسّر و تستكمل و تدمج بالأخبار الأخرى...كذلك فان الأخبار الراهنة تزداد تعقيدا و لهذا فان محرري الصحيفة يجب أن تزداد أهليتهم و جدارتهم و خبرتهم. يجب أن يكونوا مختصين في موضوعات مختلفة. القصص العالمية الضخمة لم يعد من الممكن تغطيتها كما هو الحال في تغطية حادث بسيط."

و يقول د.كرم شلبي، في معجم المصطلحات الإعلامية: "لا يقدّم التقرير الصحفي نتيجة الحادثة فقط، و إنما يعطي تفاصيل الظروف الزمنية المؤدية إليها، فهو لا ينقل مثلا نتيجة مؤتمر فحسب و إنما تطوراته أيضا..."

لا يقتصر التقرير على تقديم المعلومات مثل الخبر و مجرد الإعلان عن وقوعها و لكنه يسعى إلى تمكين القارئ من فهمها فيرتقى الصحفي إلى مستوى أعلى من العمل الصحفي و هو التفسير.

هناك 3 مستويات من التفسير:
التفسير التعريفي
شبيه بالشرح القاموسي كأن توضح ما معنى ثقب الأوزون أو ما معنى سلاح تدمير شامل أو ما معنى شعر حر

التفسير الوصفي
يقدم آليات و أساليب عمل و هياكل مثل : طريقة عمل مجلس الأمن أو نظام التأمين ذد التعطل أو جامعة الدول العربية.

"فسر" في المعجم العربي

المقاربة المعجمية تسمح بتوضيح أوّلي لكلمة "فسر" التي يشرحها لسان العرب لابن منظور، دار صادر بيروت 1997 مج 5 ص 129

"فسر: الفسر، البيان

فسر الشيء يفسره (بالكسر) و يفسره (بالضم)، فسرا و فسره: أبانه

التفسير و التأويل و المعنى واحد

الفسر: كشف المغطى

و التفسير كشف المراد عن اللفظ المشكّل

و التأويل: رد أحد المحتملين إلى ما يطابق الظاهر

و استفسرته كذا أي سألته أن يفسره لي

و الفسر: نظر الطبيب إلى الماء

و قيل التفسرة: البول الذي يستدلّ به على المرض و ينظر فيه الأطباء يستدلون بلونه على علة العليل"





التفسير المنطقي
يوظف المفاهيم و النظريات و المعرفة و يقدم العلاقة بين الأسباب و النتائج
يحاول توظيف المعارف الإنسانية لفهم الظاهرة التي يدور حولها الخبر و يمكن حسب الحاجة الاعتماد على التاريخ و العلوم السياسية أو علم الاقتصاد أو علم الاجتماع و يمكن ربط الظاهرة بأكثر من حقل معرفي واحد.
أسباب ثقب الأوزون ( العلاقة بين ارتفاع استهلاك الطاقة و ثقب الأوزون )
أسباب التنمية التي حققتها بعض بلدان آسيا؟

و يمكن المزج بين هذه المستويات في تفسير واحد كما يمكن الاقتصار على مستوى دون آخر.
قد يؤدي الجهد التفسيري الذي يقوم به الصحفي إلى السقوط في إبداء الرأي الشخصي و هذا مستوى ثالث من مستويات العمل الصحفي الذي يتمثل في الإخبار و التفسير و إبداء الرأي و الحكم على الأحداث و تقييمها.

و لكن التفسير لا يهدف إلى فرض الآراء الشخصية على القارئ بل على العكس من ذلك فهو يسعى إلى إعطاء القارئ المعلومات و الأفكار التي تسمح له بتشكيل رأي شخصي. لذلك يجب على الصحفي أن يحذر حتى لا يخلط بين المساعدة على الفهم و بين توجيه القارئ و حصره في رؤية تعبر عن ذاتية الصحفي.

و لتجنب الانحياز و الاكتفاء عن إبداء الآراء عوضا عن أداء مهمة التفسير يحتاج الصحفي إلى منهج فكري صارم يمارس فيه النقد الذاتي قصد تصحيح ميولاته و تجاوز أفكاره المسبقة كما يحتاج إلى استقلالية واضحة إزاء المصادر و إزاء الأطراف الفاعلة المعنية مباشرة بالموضوع أو التي يمكن أن تكون لها مصلحة في الموضوع. (Willam Rivers, 1975)


ماذا يمكن أن يدور في عقل القارئ بعد سرد الخبر لأول مرة؟
هل تم فهم الخبر هل هناك جوانب بقيت غامضة؟ هل أدخل الخبر حيرة عند القارئ أو أنشأ عنده شعور بعدم الرضا؟
هل هناك رغبة في الحصول على معلومات إضافية؟
هل هناك علاقة بين مضمون الخبر و الحياة اليومية للقارئ؟
هل هناك علاقة بين مضمون الخبر و تجربة القارئ السابقة و مخزون معارفه؟

كل هذه الأسئلة تفتح باب الإضافة و تتطلب جهدا تفسيريا يتمثّل في الانتقال من وصف الخبر( الإجابة على سؤال كيف) إلى تفسير أسباب وقوع الحدث (الإجابة على سؤال لماذا؟). و يهدف التفسير إلى إعطاء الفرد أدوات لفهم موضوع أو ظاهرة أو مشكل.
( Donald Ferguson and others, 1997)
     
 يأخذ التفسير أوجها عدة نذكر منها:

·       ربط الحدث المعزول بسلسلة أخرى من الأحداث الموازية و التي تسمح بإعطاء صورة أشمل ما هو أكثر من الخبر ما هو أشمل من الخبر ( أخبار وقعت في زمن متقارب و لكن في مؤسسات مختلفة أو أماكن متعددة أو مجالات أخرى...)

·       الإثراء عن طريق تعدد الأطراف الفاعلة المعنية بالموضوع 

·       الإثراء عن طريق تعدد المصادر

·       العمق أي الانتقال من الظاهر الذي يطفو على السطح إلى ما هو خفي عن العيان ( "ما وراء الخبر")

·       "وصف الأحداث الجارية بالتفصيل و تطوراتها و نتائجها و ملابساتها..."(د.عبد العزيز شرف، 1999)

·       العمق الزمني أي عدم الاكتفاء بالحاضر بالآني الذي نثمنه في الخبر و نقتصر عليه و لكن التقرير يحتاج إلى العودة إلى الوراء لأن الماضي يسمح بفهم الحاضر و يضيئه.
هنا نلمس أهمية المتابعة أي رصد التسلسل الزمني للأحداث بضعة أيام أو أشهر قبل اليوم الذي نحرر فيه التقرير ( ضبط كرونوجيا الحدث ) والرجوع إلى الأرشيف الذي يوثق الحدث في كل أبعاده


الخلفية أداة لإثراء التقرير و تعميقه

 يحمل كل تقرير معلومات رئيسية تستجيب إلى قيم الآنية أو الحالية وهي السبب في تحرير التقرير ونشره وبعبر عنه عادة بالخبر الساخن أو خبر آخر ساعة. و لا يقتصر الصحفي على المعلومات الآنية فيدرج في التقرير معلومات لا تتسم بالجدة و لكنها على صلة بموضوع الخبر قصد إثرائه وتسهيل فهمه من القارئ (كورستين ماكدوغال،2000).

 وهذا النوع من العناصر الإخبارية المضافة تسمى في المهنة خلفية الخبر، والملاحظ أن عناصر هذه الخلفية لا تشكل في حد ذاتها الأحداث الجارية لكنها وثيقة الارتباط بأحدث ما يجد.وتتمثل وظيفتها في تدقيقها وتوضيحها.

ويفترض من بعض الأحداث أن تكون معروفة  فالصحافي يظن أن القارئ يعرفها في حين أن العكس هو الصحيح  فالقارئ ينسى بسرعة ويخلط بين التواريخ. والأفضل أن يذكر الصحافي حتى التواريخ المشهورة (وفي هذا الصدد يتعين على الصحافي أن يوضح أن 25 يوليو/جويلية 1957 هو تاريخ الإعلان عن قيام النظام الجمهوري بتونس، وان 23 يوليو 1952 هو تاريخ الثورة التي مكنت الضباط الأحرار من الارتقاء إلى الحكم بمصر مثلا ...). وفي هذا السياق ينبغي أن يتجنب الصحافي الاقتصار على التعبيرات الغامضة مثل اليوم التاريخي أو المشهـود.

ولا تقتصر الخلفية على ربط الأحداث الآنية بأحداث سابقة و لكنها تشمل أيضا تبسيط المـفاهيـم الصعبـة  إذ تستدعي الأحداث السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والعلمية أو العسكرية باطراد استعمال مفاهيم معقدة لا يعرفها في الغالب إلا جمهور محدود ويتعين على الصحافي كلما استعمل مفاهيم قد لا يدرك الجمهور العريض معانيها أن يخصص ضمن خبره بعض الكلمات أو الجمل لتوضيح تلك المفاهيم .

 فعندما يتحدث عن طريقة الري قطرة قطرة في إطار عرض حول الري يقدم بإحدى الندوات مثلا فان الصحافي مدعو أن يبين أن الأمر يتعلق بطريقة من طرق الري التي تهدف الحد من إهدار الثروة المائية وذلك باعتماد طريقة تستخدم فيها أنابيب مثقوبة على مستوى النبات الذي تصله قطرات الماء على هذا النحو.
وكذلك الشأن عندما يتناول الخبر عبارة الحركة السريالية الواردة على لسان محاضر في ندوة أدبية على الصحافي أن بعرّف السريالية باعتبارها مدرسة أدبية نشأت بين الحربين.



أساليب دمج الخلفية في التقرير

 تم سابقا التمييز بين العنصر الرئيسي والآني للحدث والعنصر التكميلي للخلفية الخبرية فالأول يشكل واجهة الخبر والثاني خلفيته والسؤال المطروح هنا هو: كيف سيقع إدخال الخلفية  ضمن نص الخبر ؟ هناك طرق عدة ممكنة منها : القوسان، والجملة الاعتراضية، والفقرة المستقلة.

 القوسان: إدخال بين قوسين عنصر ثانوي مكمل للعنصر الرئيسي الذي تعرضه الجملة . " الجمهورية التونسية (1300كم من السواحل) تمتلك إمكانات ضخمة في مجال الصيد البحري.

 الجملة الاعتراضية : " إن لتونس – وهي بلد مغربي تمتد سواحله على 1300 كم – إمكانات ضخمة في مجال الصيد البحري " فالعنصر الرئيسي الذي تعلنه هذه الجملة هو الآتي : لتونس إمكانات ضخمة في مجال الصيد البحري " أما العنصر الثانوي المعترض بين عناصر الجملة الأساسية والمكمل للعنـصر الرئيسي فـهـو: "تونس بلد مغربي له سواحل تمتد على 1300 كم ".

الخلفية في فقرة مستقلة:   تخصيص أكثر من فقرة لمعلومات خلفية الخبر 

القالب الفني للتقرير الإخباري

عند كتابة الخبر، ترتب العناصر الإخبارية حسب قالب الهرم المقلوب و هو القالب المعهود دوليا بعد أن اعتمدته وكالات الأنباء وجعلت منه نموذجا وحيدا للخبر القصير أما التقرير الإخباري فهو يتيح تنوعا اكبر للقوالب المعتمدة لتصميم مادة التقرير و تسلسل عناصره.(يمكن مراجعة الإطار المخصص لتقديم القوالب الفنية و الخطط في الكتاب)

يرتب التقرير الإخباري العناصر بطرق عدة نستعرض بعضها في ما يلي و نحيل القارئ إلى الإطار المخصص لتقديم القوالب الفنية و الخطط المناسبة للمواضيع الاخبارية.

الهرم المقلوب

بعض التقارير تبقى متمسّكة بأسلوب الهرم المقلوب المعتمد في الخبر.

الهرم المقلوب المتدرج

ترتب العناصر الرئيسية بطريقة تنازلية من الأهم إلى الأقل أهمية حسب القالب الخبر المعهود و لكن يتبع مباشرة كل عنصر رئيسي تفصيلات و جزئيات تسمح بتطويره و إثرائه


الهرم المعتدل

على العكس من الهرم المقلوب، قد تعتمد بعض التقارير قالب الهرم المعتدل أي أنها تبدأ الموضوع بعناصر ثانوية و تؤجل ذكر العناصر الهامة داخل التقرير على أن العناصر الثانوية التي تم وضعها في صدارة التقرير يجب اختيارها بذكاء لتكون ذات دلالة و ليست جزئيات عديمة الأهمية

المزج بين الهرم المعتدل و الهرم المقلوب في النص الواحد

يبدأ التقرير بمعلومات ثانوية و لكنها ذات دلالة و تليها معلومات هامة ثم من جديد يتم إدراج عناصر إخبارية حسب نظام تنازلي أي الأهم ثم الأقل أهمية

خطة التفريع أو تسلسل العناصر المتساوية أو العرض الموضوعي

يتم تقسيم الموضوع إلى عناصر رئيسة ثلاثة أو أكثر متساوية الأهمية مثل أغصان الشجرة التي تتفرع من الجسم الواحد و ينتقل القارئ من عنصر إلى آخر إلى أن يكتمل التقرير.

و لا يتم الانتقال إلى العنصر اللاّحق إلا في صورة استكمال كل العناصر الفرعية للموضوع الواحد على أن تستقل كل فقرة بعنصر موحد و متماسك.

 و يتم تفريع كل عنصر رئيسي إلى عناصر ثانوية تماما مثلما ينقسم الغصن الواحد إلى فروع تم إلى أوراق.


الأجزاء الرئيسية المكوّنة للتقرير

إذا كان الخبر يتكون من مقدمة و جسم فان التقرير إذا اكتملت مقوماته يتكون من مقدمة و جسم و خاتمة و نستعرض لاحقا بعض الأساليب الممكنة لصياغة مختلف أجزاء التقرير مثلما أوردها كورتيس ماكدوغال في كتابه الذي عّربه د.أديب خضور ( كورتيس ماكدوغال، 2000)



المقدمة
Lead

يقترح ( كورتيس ماكدوغال، 2000) التصنيف التالي لأسايب صياغة المقدمة:

·       إخبارية تقليدية  تبرز عنصرا واحدا من الخبر news peg

·       إخبارية متعددة العناصر عندما تكون العناصر متساوية الأهمية  crowded lead 

·       إشارة أدبية مستوحاة من المخزون الأدبي أو الأسطوري  literary allusion

·       حالة خاصة من الواقع أو طرفة أو قصة ذات دلالة ، وجه لشخصية نموذجية لظاهرة عامة أو تعيش مشكلا يقع تعميمه في جسم الموضوع (حالة لتلميذ معوق يذهب إلى مدرسة شملتها تجربة دمج المعوقين)

·       حكمة أو مقولة مأثورة أو مثل شعبي في علاقة مع الموضوع مع إمكانية تعديلها جزئيا، مثل:  أنا أفكر فأنا موجود لديكارت تعوض أنا أفكر بفعل آخر مناسب للموضوع  epigram lead

·       محاكاة لعبارة معروفة أو لعنوان فلم أو مثل تتمثل المحاكاة في تغيير جزئي لمضمون المقولة و الحفاظ على سياقها و وتركيبتها مع إمكانية الميل إلى السخرية الخفيفة عند وجود فارق كبير في وجه الشبه بين الوضعية الإعلامية التي يذكرها الموضوع و الإحالة الأدبية أو الفنية الأصلية ( عوضا عن عنوان المسلسل الشهور ليالي الحلمية استعمال الجزء الأول من العنوان ليالي مع ذكر منطقة أخرى )  parody lead

·       وقائع هامة يقع إبرازها لشد الانتباه مثل قرابة مائة قتيل كل سنة حصيلة حوادث الطرقات في البحرين لتبرير الحديث عن خطورة حوادث الطرقات تكون شديدة الاختصار punch lead  و تقتصر على الوقائع من غير ذكر الأشخاص و تسمى blind lead  و يتم استكمال العناصر لوضع الوقائع في إطارها الإخباري التقليدي في الفقرة التي تلي المقدمة مباشرة.

·       مقدمة السؤال الذي يفتتح به الصحفي الموضوع  question lead

·       المقدمة الوصفية ( الفضاء أو وجه إنساني  descriptive

·       مقدمة التضاد أو المفارقة  contrast lead

·       مقدمة التسلسل الزمني و التتابع  sequence lead

·       المقدمة التشويقية أو الاهتمام المؤجل  suspended interest

·       مقدمة الخطاب المباشر التي يخاطب فيها القرّاء و تستعمل : أنا، انتم...   direct adress

جسم الموضوع
Body

فقرة انتقالية
هدفها الربط بين الطرفة أو الحالة الخاصة أو المقولة المأثورة و بين المشكلة العامة التي يتناولها الموضوع الصحفي مثل الربط بين حالة التلميذ المعوق و بين موضوع دمج المعوقين في الوسط المدرسي كأن نقول أنه واحد من بين أكثر من 250 معوق يعيشون تجربة الدمج و منها ننطلق للحديث عن أهم مقومات هذه التجربة.

فقرة تلخيصية Nut Graph

هدفها توجيه القارئ إلى أهم العناصر التي يتناولها الموضوع و تمثل تسبقة عن المضمون
حسب طبيعة الموضوع و القالب الفني أو الخطة المعتمدة لترتيب عناصر الموضوع  يمكن أن تكون الفقرة التلخيصية على أوجه عدة:

·       متعددة العناصر و كل عنصر يمثل موضوعا متفرعا عن الموضوع العام، على أن يقع تفصيل كل عنصر في فقرة مستقلة أو أكثر

·       فقرة تلخيصية ثنائية تقدم عنصرين متضادين مثل ايجابيات و سلبيات أو قبل و بعد أو مع و ضد

·       فقرة تلخيصية تعتمد ثلاثية تحليلية :المشكل، الأسباب، الحلول على أن يقع الرجوع في مختلف فقرات جسم الموضوع  إلى كل عنصر على حدة. كما يمكن الاقتصار على ثنائية المشكل و الحل أو المشكل و الأسباب و يترك الحل بإيجاز للخاتمة.



فقرات جسم الموضوع

يمكن حسب طبيعة الفقرة التلخيصية أن يأخذ جسم التقرير الصيغ التالية:

·       عندما تكون الفقرة التلخيصية متعددة العناصر،تخصص فقرة أو أكثر في جسم التقرير لتفصيل و تطوير كل عنصر من العناصر الفرعية حسب ترتيبها المعلن في الفقرة التلخيصية

·       عند اعتماد خطّة الثنائية أو التضاد تخصّص مجموعة أولى من الفقرات لتطوير عنصر التضاد الأول ( ايجابيات ) و مجموعة من الفقرات لتطوير عنصر التضاد الثاني (سلبيات)

·       عند اعتماد الخطّة التحليلية ثلاثية العناصر: المشكل، الأسباب، الحل، تخصص فقرة أو أكثر لتفصيل كل واحد من هذه العناصر حسب التسلسل المنطقي:

فقرة أو أكثر لوصف المشكل أو المسالة التي يتناولها التقرير و يحاول الصحفي فيها الإجابة على سؤال كيف؟  و إبراز أهميته و مدى انتشاره و حجمه و تبعاته بهدف جعل القارئ ينتبه إلى أحقية الاهتمام بهذا الموضوع.

فقرة أو أكثر تعالج الأسباب الممكنة أو جذور المشكل محاولة الإجابة على سؤال لماذا نشا المشكل مع إمكانية إدراج خلفية تاريخية أو معرفة ذات بعد اقتصادي و اجتماعي و سياسي و كل مادة تساعد على فهم الأسباب.

فقرة أو أكثر تعالج الحلول و تقدّم التجارب الايجابية التي حاولت مجابهة المشكل أو تدعو إلى إصلاحات هيكلية أو قوانين و إجراءات جديدة أو تمويلات أو سلوكيات جديدة مطلوبة.


الخاتمة
Ending, Kicker

حوصلة شديدة الاختصار لجوهر الموضوع مع إبراز أهم استنتاج.

في صورة عدم التعرّض إلى الحلول في جسم التقرير يمكن تخصيص الخاتمة إلى عنصر الحل

عود على بدء عندما تشير الخاتمة إلى طرفة المقدمة أو إلى الحالة الخاصة التي تم افتتاح الموضوع بها و توحي هذه الخاتمة بشكل الدائرة و انتهاء الموضوع بالعودة إلى بدايته. و يساعد الشكل الدائري على حصر الموضوع و خلق شعور بالاكتمال و الشمولية. و يمكن أن يكون العود على بدأ في علاقة مع عنصر العنوان. Circle kicker

خاتمة إخبارية موجهة إلى المستقبل في علاقة مع أحداث متوقعة في مرحلة لاحقة.


المصدر: د.المهدي الجندوبي، التحرير الصحفي، نشر قسم الإعلام، كلية الآداب، جامعة البحرين، 2010، 133ص.


شبكة لتفكيك عناصر التقرير الإخباري

1. تلخيص الحدث الآني الرئيسي الذي يبرر نشر التقرير









4. تسلسل عناصر جسم التقرير
2. تشخيص الأطراف الفاعلة
و المصادر










3. عناصر خلفية التقرير








4.ملاحظات حول المقدمة





5.ملاحظات حول الخاتمة







المصدر: د.المهدي الجندوبي، التحرير الصحفي، نشر قسم الإعلام، كلية الآداب، جامعة البحرين، 2010، 133ص.


نموذج تقرير اخباري نشرته وكالة تونس افريقيا للأنباء (وات).


انطلق التقرير من حدث آني، و هو مصادقة لجنة ضمن مجلس النواب على تحوير القانون الانتخابي بطلب من الحكومة، و توسّع التقرير في الموضوع مقدما مواقف اهم الأطراف الفاعلة في الشأن العام التونسي بتوازن، و ذكر الموقف الحكومي الرسمي على لسان الوزير المكلف بالعلاقة مع المجلس، الذي قدم مشروع الحكومة و دافع على ترفيع سقف العتبة الانتخابية، أي الحد الأدنى من الأصوات التي يجب أن تحصل عليها كل قائمة لتدخل في حسبة توزيع المقاعد

وقدّم التقرير مختلف الأطياف السياسية داخل المجلس من مساند و رافض، و تعرّض الى رأي جمعيات من المجتمع المدني، و الى موقف خبراء جامعيين في القانون الدستوري، كما وفّر التقرير مادة إعلامية في شكل خلفية لشرح التحويرات الجديدة و لحوصلة موضوع "العتبة الانتخابية" الذي سبق ان تم النقاش فيه منذ سنوات.


اعتمد خطّة الفقرة التلخيصية التي وردت في المقدمة وقدّمت ملامح الموضوع إجمالا، ثم تم تفريعه الى عناصر وتم شرح كل عنصر قي جسم التقرير.

نموذج تقرير اخباري نشرته وكالة تونس افريقيا للأنباء (وات).

لجنة مجلس النواب تقر العتبة الانتخابية ب 5 بالمائة

تونس 17 نوفمبر 2018(تحرير وات/ هندة الذهيبي) -

نص التقرير

ملاحظات

أثار موضوع الترفيع في العتبة الانتخابية من 3 إلى 5 بالمائة والذي تم التصويت لفائدته في لجنة الحقوق والحريات بالبرلمان، يوم 15 نوفمبر 2018، جدلا بين مختلف الفاعلين السياسيين في البلاد ومنظمات المجتمع المدني المهتمة بالشأن السياسي والانتخابي، بين من اعتبر هذه النسبة "إقصاء للمعارضة وللأحزاب الصغرى من المشهد السياسي ومن الحضور في مجلس نواب الشعب "ومن اعتبرها "ضرورة لتجميع الأصوات وتجنب التشتت السياسي والحزبي".

المقدمة آنية انطلقت من حصاد الأحداث الجارية.

اعتمدت تقنية التلخيص لأهم العناصر التي سيقع تفصيلها في جسم التقرير

فقد لاحظ النائب عن ائتلاف الجبهة الشعبية بالبرلمان، زياد لخضر (معارضة)، أن الحديث عن تنقيح العتبة الانتخابية في هذه المرحلة، ليس أمرا صائبا، مرجّحا أن يكون اقتراح تغيير العتبة الانتخابية "ردة فعل تعكس انزعاج الحكومة من الصوت العالي للمعارضة" التي أصبحت ممثلة في مجلس النواب عن طريق آلية أكبر البقايا.

واعتبر أن الترفيع في العتبة الانتخابية إلى 5 بالمائة هو محاولة لتغييب صوت المعارضة، مشيرا إلى أنه "كان من الأجدى، قبل الزيادة في نسبة العتبة، النظر في كيفية إدارة الأحزاب وكيفية تمويلها والنظر في الوضع السياسي العام الذي تتنافس فيه". وقال إن "إقصاء المعارضة الحقيقية من الوجود في البرلمان غير ممكن"، مذكّرا بأنه "حتى في أحلك أيام الدكتاتورية، كانت المعارضة موجودة ومسموعة وتعبّر عن رأيها ".

جسم الموضوع:

العنصر الأول وموقف الطرف الفاعل الأول ممثلا كتلة معارضة.

من جهته بيّن عضو كتلة حركة النهضة، الحبيب خضر (الائتلاف الحاكم) أن "هذه المبادرة التي تقدمت بها الحكومة، باقتراح من رئاسة الجمهورية، تهدف إلى تجميع الأصوات وتجنّب التشتت في المشهد الحزبي والسياسي"، مشيرا إلى الفارق في الأصوات لن يكون ذا شأن كبير، سواء كانت نسبة العتبة الإنتخابية 3 أو 5 بالمائة. وأكّد أن الترفيع في نسبة هذه العتبة "يعكس التوجه نحو تنظيم العمل الحزبي وترشيده أكثر وحثّ الأحزاب الصغرى على البحث عن المشترك في ما بينها والإلتقاء في مشهد متوازن، مما سييسّر مقروئية هذا المشهد على المواطن التونسي".


وقال إن كل التجارب في جميع البلدان التي مرّت بثورات، "تشير إلى حدوث انفجار حزبي في البداية، ولكن بعد سنوات تبدأ الأحزاب والفاعلون السياسيون في التفكير في عقلنة المشهد الحزبي والسياسي"، مضيفا أن تعديل العتبة الانتخابية "خطوة أولى في اتجاه عقلنة هذا المشهد ودفع الفاعلين السياسيين إلى الالتقاء والبحث عن المشترك في ما بينها".

العنصر الثاني:

موقف الطرف الفاعل الثاني باسم كتلة الموالاة ضمن المجلس، ساند الموقف الحكومي.

وقد بيّن الوزير لدى رئيس الحكومة المكلّف بالعلاقة مع مجلس نوّاب الشعب، إياد الدهماني، أن مشروع القانون الأساسي المتعلّق بتنقيح وإتمام القانون الأساسي عدد 16 لسنة 2014 المؤرخ في 26 ماي 2014 والمتعلق بالإنتخابات والإستفتاء، جاء تلبية لعديد الدعوات من جميع الأطراف.

وأكّد بمناسبة الاستماع له من قبل لجنة الحقوق والحريات، أنه "تم الاتفاق على ضرورة عدم المساس بالثوابت المرتبطة بالمبادئ الدستورية وبالنظام السياسي، وبعدم تغيير القواعد الإنتخابية بصورة جذرية، قبل أقل من سنة من تنظيم الانتخابات وهو ما تطلّب تقديم تعديل بسيط وجزئي لا يمسّ بجوهر النظام الانتخابي ويتمثّل في اعتماد العتبة بنسبة 5 بالمائة بهدف ترشيد الأصوات وتفادي تشتتها"، موضحا أن اقتراح عتبة 5 بالمائة مردّه الابتعاد عن الحسابات السياسية وتحقيق النجاعة والمردودية الكاملة.

العنصر الثالث:

الطرف الفاعل الرسمي صاحب مشروع التنقيح الذي تم اقراره، شارحا موقف الحكومة.

يذكر أن "العتبة الانتخابية" هي الحد الأدنى من الأصوات التي يشترط القانون الحصول عليها من قبل الحزب أو القائمة، ليكون له حق المشاركة في الحصول على أحد المقاعد المتنافس عليها في الانتخابات.

خلفية مقتضبة تشرح مفهوم "العتبة الانتخابية"، وهو الموضوع الرئيسي للتقرير.

ولئن أكّدت الحكومة على جدوى هذا التعديل، فإن الجمعيات الناشطة في مجال الانتخابات، على غرار الجمعية التونسية من أجل نزاهة وديمقراطية الانتخابات "عتيد" ومنظمة البوصلة وجمعية "مراقبون"، كانت ندّدت، في بيانات لها، بهذا التعديل واعتبرت أنه "يمثّل خطرا على الحياة السياسية وعلى تعددية المشهد السياسي في تونس عقب الثورة وانتصارا للأحزاب الكبرى على حساب الأحزاب الصغرى والمتوسطة وإقصاء للمستقلين".

فقد عبّرت جمعية "عتيد" عن استغرابها الشديد للتمشي الذي ذهبت إليه لجنة الحقوق والحريات واستنكرت عدم تركيز السلطة التشريعية على الأولويات الحقيقية لإصلاح المنظومة الإنتخابية القانونية والمؤسساتية والإقتصار فقط على اقتراح مسألة العتبة، معتبرة أن هذا الأمر "يثير عدة تساؤلات".

ولاحظت أن "إقرار عتبة بـ5 في المائة سيكون له تأثير سلبي على مستقبل الإنتقال الديمقراطي"، موضحة أنها نسبة عالية وفيها "ضرب للتعددية الحزبية وإقصاء صريح لفئة هامة من المستقلّين والأحزاب". وقالت إن هذا التعديل يرمي إلى الإستئثار بالسلطة من طرف الأحزاب الكبرى، بغض النظر عن التمثيلية الحقيقية، من خلال اعتماد الأصوات المتحصّل عليها في الانتخابات القادمة.

بدورها شددت منظمة "مراقبون" على رفضها هذا التعديل، إذ اعتبرت العضو المؤسس في المنظمة، رجاء جبري، أن المسار الانتخابي، من حيث المبدأ، قد انطلق بمجرد فتح هيئة الانتخابات باب التسجيل، مشيرة إلى أنه من المفروض ألا يقع تغيير القانون الانتخابي إلا قبل سنة من تاريخ تنظيم الانتخابات التي يفترض أن تجرى في أكتوبر 2018 وبالتالي فإن هذا التعديل "غير دستوري وغير قانوني"، مشيرة إلى أنه كان من الأجدى سد الشغورات بالهيئة العليا المستقلة للانتخابات وانتخاب رئيس جديد لها استعدادا للاستحقاق الانتخابي القادم. واعتبرت أن الاهتمام بمسألة العتبة الانتخابية فقط يعكس رغبة الأحزاب الكبرى في الهيمنة على المشهد البرلماني في الوقت الذي اختارت فيه تونس النظام البرلماني كنظام للحكم، مشيرة إلى أن هذا الخيار من شأنه أن يؤدي إلى إقصاء التعددية والمستقلين والأحزاب ذات التمثيلية الصغيرة والتي تثري المشهد السياسي.

العنصر الرابع:

الطرف الفاعل من ضمن المجتمع المدني.

"ائتلاف صمود" الذي يضم خبراء في القانون الدستوري، على غرار الصادق بلعيد وأمين محفوظ، نبّه أيضا إلى "خطورة" مشروع التنقيح. واعتبر أن هذا التغيير "لا يُرجى منه تحسين منظومة الحوكمة أو ترشيد المشهد السياسي بقدر ما يهدف إلى الإستفراد بالحكم وإجهاض المسار الديمقراطي"، وفق بيان أصدره الإئتلاف يوم 17 نوفمبر 2018.

ولاحظ "صمود" أن التنقيح المقترح يشكّل "عقبة حقيقية للتداول السلمي على السلطة، بما أنه يضخّم خاصة تمثيلية الحزب المتحصل على النسبة الأكبر من أصوات الناخبين حتى وإن لم تتجاوز 6 أو 7 بالمائة من الجسم الانتخابي وهو يمهّد بالتالي إلى هيمنة حركة النهضة لمدة عقود على المشهد السياسي"، وفق هذا الائتلاف.

وكان أستاذ القانون الدستوري، أمين محفوظ، قال في تصريح سابق، إنّ الترفيع في العتبة أو الحط منها لا يخدمان ما يُطمح له من تغيير في نظام الاقتراع، مشيرا إلى أنّ مبادرة الحكومة لتنقيح القانون الانتخابي "أعدت في رئاسة الجمهورية وكانت مخيبة للآمال".

من جهته أشار أستاذ القانون الدستوري، الصادق بلعيد إلى أنّه "كلّما تم الترفيع في العتبة الانتخابية، أصبحت حظوظ الأحزاب المتوسطة والصغيرة في الانتخابات ضئيلة". ودعا إلى "عقلنة العملية الانتخابية والتمثيلية، عبر وجود حدّ أدنى من الوعي السياسي والأخلاقي"،

العنصر الخامس:

الموقف الأكاديمي على لسان خبراء قانون دستوري

وفي توافق مع هذه الآراء، أكد عضو الهيئة العليا المستقلة للانتخابات، فاروق بوعسكر، أن نسبة 3 في المئة هي النسبة الأمثل التي يتوجّب اعتمادها كعتبة انتخابية في تونس. ولاحظ في جلسة استماع لأعضاء من هيئة الانتخابات بلجنة الحقوق والحريات بمجلس نواب الشعب، في إطار مناقشتها لمشروع القانون الأساسي المتعلق بتنقيح وإتمام القانون الأساسي المتعلق بالانتخابات والاستفتاء، أن اقتراح الحكومة لعتبة 5 بالمائة، قد يتسبب في ضياع أصوات الناخبين، مشددا على أن دولاً أخرى اعتمدت نسب عتبة أرفع من نسبة 3 في المائة، على غرار بولونيا التي قال إنها اعتمدت نسبة عتبة بـ 5 بالمائة في انتخابات سنة 1993، مما تسبّب في ضياع حوالي 34 في المائة من أصوات الناخبين

العنصر السادس:

موقف هيئة دستورية معنية مباشرة بتطبيق القانون الانتخابي، على لسان أحد أعضائها.

يذكر أن مشروع القانون الذي قدّمته الحكومة، ينص في فصله الأول على إلغاء أحكام الفقرة الثالثة من الفصل 110 من القانون الأساسي عدد 16 لسنة 2014 المؤرخ في 26 ماي 2014 المتعلق بالانتخابات والاستفتاء وتعوضها بالأحكام التالية: "لا تحتسب الأوراق البيضاء والأصوات الراجعة للقائمات التي تحصلت على أقل من 5 بالمائة من الأصوات المصرّح بها على مستوى الدائرة في احتساب الحاصل الانتخابي".

وينص الفصل الثاني المعدل على أنه "لا تدخل في توزيع المقاعد القائمات المترشحة التي تحصلت على اقل من 5 بالمائة من الأصوات المصرح بها على مستوى الدائرة" أما الفصل الثالث فينص على أنه "يتعين لصرف المنحة العمومية التقديرية المنصوص عليها بالفقرة الأولى من الفصل 78 من القانون الأساسي عدد 16 لسنة 2014 المؤرخ في 26 ماي 2014، بعنوان استرجاع مصاريف انتخابية بالنسبة إلى الانتخابات التشريعية، الحصول على ما لا يقل عن 5 بالمائة من الأصوات المصرّح بها بالدائرة الانتخابية".

خلفية تشرح التحويرات القانونية الجديدة التي تمّ إقرارها.


ملاحظات حول تقرير اخباري يعالج ظاهرة سياسية واجتماعية.


كيف تصبح المرأة الصينية قوة سياسية؟

بي بي سي مكتب بيجينغ

الأحد، 28 أكتوبر/ تشرين الأول، 2012.


نص التقرير

ملاحظات

لا تبد لين شوانغ بحذائها القتالي وشعرها المربوط لأعلى في ربطة ذيل حصان، شبيهة بالرجال الذين يتبوأون المراكز القيادية في الحزب الشيوعي الصيني، ولكن هذا لم يمنعها من قضاء أربع سنوات من عمرها لتصبح عضو في الحزب، على أمل تحسين فرصها الوظيفية.

ولين، التي تتحدث الإنجليزية بطلاقة، طالبة بجامعة بكين وتدرس تخصص الصفوة وهو العلاقات الخارجية، وهي أيضا عضو نشط بمنظمة الشباب الشيوعي وتمتلك حماسة سياسية شديدة، وعندما كانت تدرس أحد الفصول الدراسية في نيويورك هذا العام كانت ضمن الفريق الموجود يوم زيارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما لجامعة كولومبيا. قالت مبتسمة "إنه لمن الرائع أن تكون قريبا من الرئيس."

تقول لين "أنا لا أعرف الكثير عن الثقافة السياسية الصينية، ولكني أعتقد أنها مجال ذكوري"، وهي ترغب أن تعمل في إحدى المنظمات غير الهادفة للربح، ربما واحدة من اللائي يحاربن العنف المنزلي.


المقدمة وصفية descriptive

تخصص لتقديم المصدر الأول للتقرير وهو وجه نسائي من الصين مع الاعتماد على جزئية تصف فيها المظهر الخارجي لطالبة العلوم السياسية.


تواصل الفقرات التالية في أسلوب شبيه بالبروفايل ونعلم أن الطلبة ليس لها طموح الوصول الى مسؤوليات سياسية عليا رغم انخراطها في الحزب الحاكم ودراستها لتخصص العلاقات الدولية.

وليس من الصعب ملاحظة أن لين وقريناتها من المتفوقات ربما يحاولن الابتعاد دوما عن النظام السياسي الصيني، فالقيادات النسائية قليلة الانتشار في المجتمع الصيني التقليدي الذي يعلي قيم الذكورة، وأشهر النساء في التاريخ الصيني كانت الإمبراطورة الأرملة تسي شي وكذلك جيانغ تشينغ زوجة ماو زيدونغ، وكانتا تشاركان الرجال في السلطة.


التوسّع في الموضوع والانتقال من الحالة الخاصة للطالبة لين شوان الى ظاهرة "التمكين" أي حضور المرأة في مراكز القيادة السياسية.

ولا يبدو أن هذا الاتجاه سيتغير قريبا، فالشائعات تدور حول اللجنة الدائمة الجديدة للمكتب السياسي للحزب، وهي الهيئة التي تقف على رأس هرم السلطة في الصين، وسيتم إعادة هيكلتها داخليا بالرجال بعد أن يتم إطلاقها الشهر المقبل.

وتشير الشائعات إلى ان ليو ياندونج هي السيدة الوحيدة التي يتوقع أن تحظى بمقعد في اللجنة، ولا يتوقع الكثيرون في كل الأحوال أنها ستحدث فارقا كبيرا بكونها أول امرأة تحظى بعضوية اللجنة الدائمة.

وحتى لو استطاعت ليو تحطيم الحاجز الزجاجي في هيمنة الذكور، فإن هذا لن يؤثر على الشابة لين شوانج التي قالت "لقد نظرت إلى تجربة ليو ووالدها الذي كان أحد كوادر الحزب."

كانت لين محبطة من هذا، فمرة أخرى يصبح نجاح واحدة من النساء القويات في الصين من خلال صلاتها العائلية، فقد كان والد ليو ياندونج هو ليو رويلونغ والذي كان مسؤولا زراعيا رفيع المستوى خلال الثورة الثقافية الصينية.

حيث تؤمن لين بأن نجاح ليو يانجدونغ كان سيصبح أكثر تميزا إذا كانت مجرد مواطنة عادية، وتقول "كان هذا سيجعلني أشعر أنه لاتزال هناك فرصة وأنه لايزال ممكنا للبنات العاديات أمثالي أن يحلمن هذا النوع من الأحلام، وأن الباب لايزال مفتوحا أمامنا حتى لو لم يكن آباؤنا من ذوي العلاقات الواسعة."



خلفية من الأحداث الجارية تتعلق بحظوظ سيدة لدخول المكتب السياسي للحزب الحاكم قريبا.

ومن الغريب حقا في بلد تتولى فيه النساء مقاليد الأمور التجارية والأكاديمية، أن تحقق القليل من النساء النجاح في الحكومة.

فحسب جاو زياجوان أستاذة السياسة والإدارة العامة بجامعة زهيجيانغ أنه في عام 1975 احتلت الصين الترتيب الثاني عشر في القياس الدولي للمشاركة السياسية النسائية، واليوم تحتل الترتيب الرابع والستين في القائمة نفسها.

وعلى الرغم من تأكيد القواعد الأساسية على تخصيص حصة نسائية من مقاعد البرلمان الصيني تصل إلى 22 في المئة، فإن النساء حصلن على 21,3 في المئة فقط من المقاعد في الدورة البرلمانية هذا العام. وتعزو جاو سبب هذا إلى حقيقة أن حصة النساء ليست إلزامية.

وتصيف شارحة أن ترقية الكوادر النسائية تتم من قبل الحكومة بناء على توصيات الرؤساء.


المصدر الثاني في التقرير : أستاذة السياسة و الإدارة.

تقديم خلفية حول نسبة النساء في مراكز قيادية.

في حين علقت ريتا هونج فاينتشر المعلقة في قضايا المرأة في الصين في مسألة أن تصبح مسؤولا قويا في الصين "عليك إقامة حفلات وتكوين شبكة علاقات و توزيع الكثير من البايجيو (وهو خمر الأرز الصيني)، وفي المقابل ترغب الكثير من النساء في البقاء في المنزل وتكوين أسرة على البقاء في المكاتب."

وتؤكد فاينتشر إنه سيكون من الصعب على المرأة أن تخوض مثل هذه الأمور من الشرب والإسراف مثل زملائها الرجال دون أن يكون هناك حكم غير عادل عليها من قبل المجتمع.


المصدر الثالث للتقرير: معلّقة في قضايا المرأة

وتميل الكثير من النساء في المعتاد إلى نمط الحياة المتواضعة، والعناية بعائلاتهن بعد أن ينتهي يوم العمل، ومع أن الكثير من أنماط التنشئة الاجتماعية تقاوم فكرة الإفراط في تعاطي الخمور، فإنه ليس سرا كبيرا أن العديد من المسؤولين الصينيين يتباهون بأعداد عشيقاتهم كدليل على البراعة.

حيث استطاع ليو شيجون وزير السكك الحديدية السابق الاحتفاظ بأكثر من 18 زوجة أخرى أو من يطلق عليهم "إيرناي" قبل إقالته بسبب هذا التورط، وهذا الشهر تم طرد السياسي بو شيلاي من الحزب الشيوعي بسبب تورطه في علاقات جنسية متعددة مع العديد من النساء حسب الإيضاحات الحكومية الرسمية على مسألة إقالته.


خلفية في شكل ملاحظة اجتماعية.






خلفية في شكل أحداث سابقة. أحداث سابقة

وتوضح جاو أستاذة العلوم السياسية أن الغرض من الدعاية التي تثيرها الحكومة حول ليو يانجدونغ هو ابراز اهتمامها بدعم المرأة.


المصدر الرابع: أستاذة العلوم السياسية.

ولكن الطالبة الشابة لين شوانج ، تبحث عن تغيير حقيقي وتقول موضحة "إنهم إذا قرروا تعزيز حصة المرأة أو الاهتمام بحقوق المرأة عندها سأحب الحزب الشيوعي أكثر من أي وقت مضى."

وربما عندما يحدث هذا فإنه سيكون دافعا لهذه الشابة والكثيرات مثلها لربط حياتهن بالحزب الشيوعي العريق في ذكوريته.


الخاتمة تعود الى الطلبة لين شوانج التي انطلق بها التقرير. حسب نمط يوحي بالدائرة ويساهم في إضفاء وحدة موضوعية مستحسنة عند الكتابة ("عود على بدأ").

Circle kicker