بحث

الخطة التحليلية أو خطة مشكل+أسباب+حلول

تسمح الخطة التحليلية بتناول موضوع بأسلوب معمّق يحاكي التمشّي العلمي في تشخيص مشكل و وصفه ليكون موضوع بحث محدّد (الإجابة على سؤال ماذا و كيف) ثمّ الانتقال إلى مستوى التساؤل عن أسباب وجود المشكل و تشكّله (الإجابة على سؤال لماذا؟)  وصولا إلى تقديم حلول لتجاوز المشكل أو تقليص مخاطره
و يمكن اعتماد هذه الخطّة في مقال الرأي و في التحليل كما يمكن حسب طبيعة المواضيع اعتمادها في كتابة التقارير الإخبارية و التحقيقات



الخطة التحليلية أو خطة مشكل+أسباب+حلول

وثيقة من إعداد:

د.المهدي الجندوبي


تسمح الخطة التحليلية بتناول موضوع بأسلوب معمّق يحاكي التمشّي العلمي في تشخيص مشكل و وصفه ليكون موضوع بحث محدّد (الإجابة على سؤال ماذا و كيف) ثمّ الانتقال إلى مستوى التساؤل عن أسباب وجود المشكل و تشكّله (الإجابة على سؤال لماذا؟)، وصولا إلى تقديم حلول لتجاوز المشكل أو تقليص مخاطره.
و يمكن اعتماد هذه الخطّة في مقال الرأي و في التحليل كما يمكن حسب طبيعة المواضيع اعتمادها في كتابة التقارير الإخبارية و التحقيقات.
 
المقدمة
الدخول في الموضوع بطرق مختلفة
-خبر يسمح بربط الموضوع بالآنية أو تصريح
-حدث متوقع يبرر إثارة الموضوع
-وقائع و معطيات أو رقم ذا دلالة يسمح بشد الانتباه
-حكمة أو مقولة مشهورة أو صيغة أدبية
-طرفة
-مشهد من الواقع أو من اثر أدبي يوحي بالموضوع

جسم الموضوع

العنصر الأول: تشخيص المشكل
الإجابة على سؤال كيف؟
وصف المشكل و التوقف عند مختلف  مظاهره و مؤشراته و جعله قريبا من وعي و إدراك القارئ 
تعريف المشكل مع الانتباه إلى المراوحة بين البعد المجرّد و الملموس و تقديم أمثلة مناسبة تجسّم المشكل أو جانبا منه.
اختيار بعض الأرقام المعبّرة حول حجم المشكل و مدى انتشاره
ذكر أحداث ووقائع أو تصريحات لأطراف فاعلة أو لخبراء على علاقة بالمشكل
إمكانية وصف بنية المشكل و تعداد أجزائه  و جوانبه المختلفة و تفريعه
تصنيف المشكل و تعداد مستوياته و تعدد الشرائح و الفئات المساهمة في المشكل أو المعنية به.
ذكر سلوكيات و مواقف الناس التي تنتج عن المشكل و تبرر وجوده الفعلي
ذكر وثائق رسمية أو تقارير أو إنتاج فكري و أدبي يشير إلى المشكل و يثبت وجوده
يهدف التشخيص إلى إقناع القارئ أن المشكل موجود فعلا و ليس مجرد ادّعاء أو تخمين و تحسيس القارئ أن المشكل يستحق العناية و يتطلب العلاج

العنصر الثاني: الأسباب
الإجابة على سؤال لماذا؟ لماذا يوجد المشكل و لماذا ينتشر؟
عدم الاقتصار على سبب واحد و البحث في الكتب و الموسوعات و عند الخبراء و المتخصصين أو كل من له دراية أو تجربة في علاقة مع المشكل عن عدّة أسباب
المعارف مفاتيح رئيسية لفهم المشكل في بعده التاريخي و الاجتماعي و الثقافي و الاقتصادي و السياسي و الإنساني و غيرها من الاضاءات الممكنة.

العنصر الثالث: الحلول
ما العمل؟ و غدا على المدى القريب و المتوسط و البعيد، ما هي طرق و أساليب معالجة المشكل
هناك من بادر بمجابهة المشكل سواء من الناحية الفكرية لإيجاد العلاج أو من الناحية التطبيقية ما هي حصيلة التجارب محليا و دوليا لمقاومة المشكل؟
على سبيل المثال:
قد نرى وجوب جهد إعلامي توعوي لمقاومة سلوكيات سلبية فما هي أشكال هذا الجهد؟
قد ندعو إلى سنّ قوانين جديدة مناسبة أو تغييرات لازمة في الإجراءات الإدارية
قد نرى حاجة إلى تطوير المؤسسات المعنية بالمشكل أو المخصصات المالية  المرصودة
قد ندعو إلى نظرة جديدة للمشكل و إلى ثقافة مناسبة تسمح بوعي جديد بالمشكل و حلوله


الخاتمة
حوصلة شديدة الاختصار لجوهر الموضوع مع إبراز أهم استنتاج.

في صورة عدم التعرّض إلى الحلول في جسم التقرير يمكن تخصيص الخاتمة إلى عنصر الحل  بإيجاز.

عود على بدء عندما تشير الخاتمة إلى طرفة المقدمة أو إلى الحالة الخاصة التي تم افتتاح الموضوع بها و توحي هذه الخاتمة بشكل الدائرة و انتهاء الموضوع بالعودة إلى بدايته. و يساعد الشكل الدائري على حصر الموضوع و خلق شعور بالاكتمال و الشمولية. و يمكن أن يكون العود على بدأ في علاقة مع عنصر العنوان. Circle kicker

خاتمة إخبارية موجّهة إلى المستقبل في علاقة مع أحداث متوقعة أو تداعيات و تطوّرات في مرحلة لاحقة.

المقدمة

 إمكانية إدراج فقرة تلخيصية تعلن عن العناصر

العنصر الأول: تشخيص المشكل
1
2

العنصر الثاني: الأسباب

3
4

العنصر الثالث: الحلول

5
6
الخاتمة



نماذج من الصحافة العربية اعتمدت خطة: مشكل+أسباب+حلول

خلافنا علي الحدود وليس الوجود‏!‏
بقلم: عبدالله عبدالسلام الأهرام 2-2-2013

أشياء كثيرة يجب أن تحرق لكن ليست القاهرة‏,‏ هكذا تحدث عيسي الدباغ بطل رواية السمان والخريف لنجيب محفوظ‏,‏ عندما شاهد بعينيه الدمار‏,‏ الذي لحق بالعاصمة خلال حريق‏26‏ يناير‏.1952
مقدمة:
الدخول في الموضوع باستحضار صورة أدبية
لو كان الدباغ حيا, ورأي أو سمع عن الحرائق التي تتجول في بر مصر الآن, دون حسيب أو رقيب, لما تردد في القول بسخرية: لقد تطور المصريون كثيرا. كانت حرائقهم تقتصر علي المباني والمنشآت, الآن امتدت إلي الأفكار والمباديء. إنهم يحرقون ما بينهم من مشترك وطني وإنساني, ويتصارعون علي الهوية: مدني وديني.. ليبرالي وإسلامي.. مسلم ومسيحي.. فهل هم شعب واحد أم شعوب متعددة؟
.
لقد عشنا عقودا علي مقولة ان الصراع مع إسرائيل صراع وجود لا حدود, لكن المقولة لم تعد تتردد حاليا, لأن مياها كثيرة جرت في النهر, جعلت العرب يتنازلون عن أمور عديدة لإسرائيل, لاتتعلق بالوجود فقط بل والحدود أيضا.
فقرة انتقالية تسمح بالربط بين المرجع الأدبي الساق في المقدمة و موضوع المقال: صراعات مصر
يبدو لي أن تلك المقولة, تجد الآن في مصر أرضا خصبة, فصناعة الأعداء لا الخصوم, تجري علي قدم وساق بين فرقاء الساحات السياسية والاعلامية والدينية. ويخجل المرء كثيرا عندما يري رجالا كان يعدهم من الذين يحملون هذا الوطن عند الشدة, وقد دخلوا في معارك طائفية وتحريضية ضد زعماء وقيادات علي الجانب الآخر.

وما تشويه تيار سياسي كامل, كاليسار, علي تغريدة لأحد قيادات الحرية والعدالة ببعيد, كما أن وصم جبهة الإنقاذ علي ألسنة شيوخ وشخصيات في التيار الإسلامي, بأنها جبهة الفتنة, يشي بأن أصحاب تلك التصريحات لا يعرفون شيئا عن الديمقراطية. ولا نخترع جديدا إذا قلنا إن دور المعارضة في أي بلد ديمقراطي هو العمل بكل السبل السلمية علي هز الأرض تحت أقدام الحزب الحاكم لكي تتولي السلطة مكانه, وإذا لم تفعل ذلك فليس لها من اسمها نصيب.

في المقابل, فإن تصوير أنصار التيار الإسلامي علي أنهم لا ينتمون لعصرنا بل لعالم يعود لألف سنة أو يزيد, وأن بعضهم لا هم له سوي تتبع عورات الناس ومحاولة تقويمها بالقوة, وأنهم أيضا لا يؤمنون بصندوق الانتخابات سوي لمرة واحدة ثم يقيمون حكما عضودا لا مكان فيه لمن يختلف معهم.. كل ذلك يدخل في إطار صراع الوجود لا الحدود, الذي ينفي الآخر, ولا يعترف بإنسانيته من الأساس.

تشخيص المشكل (الصراع بين المصريين) و التوقف عند مظاهره المختلفة في التيار الديني و في اليسار
أسباب كثيرة أوصلتنا إلي ما نحن فيه, بعضها يعود إلي حالة التجريف الذي تعرضنا ثقافيا واجتماعيا وسياسيا, بحيث لم يعد لدينا في الأغلب- سوي أشباه سياسيين ومفكرين وإعلاميين وصحفيين وعلماء دين, ومع ذلك, فهم يتطاولون في الادعاء والاستعلاء, لأنه لا توجد آلية فرز تفصل الغث منهم عن الثمين, والصالح عن الطالح.
لكن الاستمراء في إلقاء اللوم من جانب النظام الحاكم علي النظام السابق في كل أزماتنا لم يعد مجديا. ولنتذكر أن أوباما الذي ورث عام2008 تركة اقتصادية مثقلة بالركود والبطالة والديون لم يجرؤ بعد6 أشهر من حكمه علي القاء اللوم علي إدارة بوش, ببساطة لأنه تولي السلطة, وأصبح المسئول.
في أي دولة ديمقراطية محترمة, الفرق بين الحزب المعارض والحزب الحاكم, أن الأول يمضي وقته في الكلام وانتقاد الحكومة. أما الحاكم, فإن الفعل بيده, يستطيع أن يغير وينفذ بدلا من إضاعة وقته في الكلام واتهام المعارضة بعدم النضج.
لقد كان حاكم نظام يوليو يتربع علي عرشه سنوات طويلة لأن أجهزة احتكار القمع( شرطة وجيش) وقفت معه ظالما أو مظلوما.

أسباب المشكل
الآن تغير الوضع.. لأن ثورة قامت, وألغت اللعبة القديمة, وهناك حاجة لقواعد لعبة جديدة, أحد أهم بنودها, أن يقتنع الفرقاء, وأولهم من هم بالحكم, أن أحدا لا يمكنه إلغاء الآخر مهما كانت خلافاته معه, ولا أن يمحو هويته مهما كانت كراهيته لها.

من بين البنود أيضا أن يقدم الرئيس نفسه, باعتباره رئيسا لكل المصريين, وليس لمعسكر أو تيار في مواجهة آخر, كما يحدث كثيرا حاليا. وهذا لن يتحقق إلا إذا تخلص الرئيس من فكرة: أنه مادام لديك أغلبية50%+ واحد, فلك أن تفعل ما تشاء, لأن هناك ما يسمي بالديمقراطية التوافقية زمن الأزمات, ولو أن فصيلا يمثل1% فقط, لوجب الاستماع إلي آرائه ومحاولة تلبيتها.

الحلول
وحسب كتاب التدريبات العسكرية, فإن هناك ما يسمي بـ بيان علي المعلم, أي لا بد من قائد يقوم بالتنفيذ ثم يتبعه الآخرون.. ولن يكون هذا القائد سوي الرئيس, الذي من المفروض أن يبدأ بنفسه حتي نقتنع جميعا بأنه رئيس كل المصريين.

الخاتمة

http://www.ahram.org.eg/Inner.aspx?ContentID=197960&typeid=10



عكاز الدولة‏!‏
بقلم: عبدالله عبدالسلام
 الأهرام 23-9-2010

ماهي العلاقة بين ارتفاع أسعار الطماطم ومشلكة الكتاب الخارجي وأزمة مدينتي؟ إن الدولة حاضرة وبقوة وإن الحديث عن اللامركزية ودور المجتمع المدني والقطاع الخاص المتزايد في المجتمع مجرد تصريحات ليس إلا‏.‏
مقدمة في شكل سؤال يطرح مشكل تضخم الدولة

فكل شيء يبدأ وينتهي عند الدولة, تماما كما كان الأمر علي مدي مئات إن لم يكن آلاف السنين.
وقد راكم المسئولون خلال السنوات القليلة الماضية تلالا من التصريحات عن سلطات وصلاحيات كثيرة انتقلت إلي المحافظات والمحليات وربما القري والنجوع وعن تنامي قدرات ودور المجتمع المدني وجمعياته المنتشرة في طول البلاد وعرضها وأيضا عن أن نسبة مشاركة القطاع الخاص في الاقتصاد تزيد علي70%. فماذا عن المحصلة؟

مزيد من تغول الدولة في أمور يجب ألا تنشغل بها وتركز جل وقتها وجهدها للتعامل معها. فما هي علاقة وزير التعليم بالفجالة؟ ومنذ متي كان يتم مواجهة مشكلة الكتب الخارجية بمنع بيعها بالقوة الجبرية؟ وكيف وصل الحال إلي درجة أن يعقد رئيس الوزراء اجتماعا مع وزيري التعليم والتنمية الاقتصادية لبحث وصول الكتب إلي المدارس خاصة كتب الصفين السادس والثالث الابتدائيين؟

وما ينطبق علي الكتاب الخارجي يسري علي أمور كثيرة. فقد أصبحت الدولة مثل رب أسرة يمسك بكل شئونها ولايعطي أفرادها الفرصة لتحمل المسئولية لكنه مع ذلك يشتكي مر الشكوي من سلبيتهم وعدم مشاركتهم في تحمل الأعباء.


تشخيص المشكل و إبراز عدة مظاهر تجسم تضخم الدولة

ولذلك ليس غريبا أن تجد النقاش في أي شيء يتحول سريعا إلي الدولة وماذا ستفعل في هذه القضية أو تلك, فليس لدينا فضاء عام يسمح للناس بالحركة والتصرف بفردية أو جماعية بعيدا عن مظلة الدولة. وليس غريبا أن تقرأ عن مطالبات من قيادات في أندية أو نقابات لمسئولين بالتدخل لحل مسائل هي من أخص خصوصيات العمل الأهلي.

وبالطبع, فإن المسئولين يسعدهم كثيرا الظهور بمظهر حلال المشاكل ومسكن الأزمات دون إدراك العواقب الخطيرة خاصة علي المجتمع الذي لم يعد يمكنه التحرك إلا بعكاز الدولة.

المشكلة أن تنفيذ هذا التصور لدور الدولة علي أرض الواقع يتزايد بدرجة مخيفة بحيث لم يعد كثيرون سواء كانوا أفرادا أو تنظيمات مدنية يرون لأنفسهم دورا إلا ذلك الذي تحدده الدولة أو يحظي علي الأقل برضاها. إنها كالبحر إذا خرج السمك منه فهذه هي النهاية.


أسباب المشكل لماذا تضخمت الدولة؟

في الخارج يختلفون حول وظيفة الدولة: هل هي الانتاج والتوزيع أم الاشراف والمراقبة؟ عندنا تقوم الدولة بكل شيء من تطهير مصرف زراعي إلي اقامة المحطات النووية.

الخاتمة: الحل
المقارنة مع الخارج توحي بالحل

 http://www.ahram.org.eg/300/2010/09/25/11/40565.aspx


عبد الباري عطوان
موقع رأي اليوم 15-11-2013
عنوان تلخيصي يحيط بجوانب الموضوع التي سيقع تحليلها لا حقا و يساعد على توجيه القارئ و هو ينتقل بين فقرات النص

مقدمة غلب عليها الطابع الإخباري : تعلن عن الموضوع و تلخصه
من تابع الخطابين اللذين القاهما السيد حسن نصر الله زعيم حزب الله اللبناني بمناسبة ذكرى عاشوراء يلمس ثقة غير مسبوقة بالنفس، واطمئنان واضح للمستقبل، سواء في لبنان او سورية.
في جميع خطابات السيد نصر الله التي القاها في العامين الماضيين، ومنذ اندلاع الازمة السورية على وجه التحديد، كان الرجل في حال دفاع عن النفس، يغرق في التفسير والتبرير لمواقفه، وتفنيد حجج الخصوم واتهاماتهم، سواء اللبنانيين منهم او غير اللبنانيين، لكنه في خطابيه الآخيرين كان بمثابة “قلب الهجوم” يوجه سهامه الى الغير دون خوف او قلق، فقد هاجم المملكة العربية السعودية بالاسم دون مواربة، وتحدى كل دول الخليج الداعمة للمعارضة المسلحة في سورية ولم ينسى ان يغمز في قناة السيد سعد الحريري رئيس الوزراء اللبناني الاسبق، ومن قبله الرئيس ميشال سليمان.
العنصر الأول:
تشخيص مؤشرات و مظاهر الثقة في النفس
أو الإجابة على سؤال: كيف يثق السيد حسن نصر الله في نفسه
مؤشرات الثقة بالنفس التي تحدثنا عنها يمكن اختصارها بالنقاط التالية:
اولا: ظهر السيد نصر الله علنا وسط انصاره في الضاحيه الجنوبية “مرتين” في يومين وخاطبهم مباشرة، وليس من خلال شاشة تلفزيونية مثلما جرت العادة في الغالبية الساحقة من خطاباته السابقة.
ثانيا: اكد بكل قوة ووضوح على استمرار وجود قوات حزبه في سورية، واستمرار قتالها الى جانب الرئيس بشار الاسد، دون اي اعتذار او بحث عن تبريرات، وقال “ان هذا الوجود هو بهدف الدفاع عن لبنان والدفاع عن فلسطين، وعن سورية حضن المقاومة”.
ثالثا: ادار ظهره للحكومة اللبنانية والرئيس سليمان، ووضع جميع بيضه، وبطريقة علنية صارمة في سلة النظام السوري وحلفائه اللبنانيين عندما اكد انه لن يقايض وجود قواته في سورية مقابل مجموعة مقاعد في الحكومة، ووصف من يتحدث عن انسحاب الحزب من سورية كشرط لتشكيل الحكومة اللبنانية في المرحلة بطرح شروطا “تعجيرية”.
العنصر الثاني: أسباب الثقة او الإجابة على سؤال لماذا يستطيع السيد حسن نصر الله أن يثق في نفسه
وتعود اسباب هذه الثقة لدى زعيم حزب الله الى عوامل سورية، واخرى عربية، وثالثة اقليمية دولية:
* على الصعيد الميداني السوري تحقق القوات النظامية تقدما ملحوظا على الارض خاصة في منطقة حلب، حيث استعادت اكثر من 14 قرية وموقعا في ريفها، وافادت التقارير الاخبارية الجمعة عن مقتل خمسة قياديين ميدانيين رئيسيين في الوية مقاتلة بينهم اربعة في منطقة حلب وحدها، ابرزهم العقيد يوسف العباس القيادي في لواء التوحيد كما اصيب عبد القادر صالح قائد اللواء نفسه في غارات لطائرات النظام.
* على الصعيد العربي والاقليمي، تعاني فصائل المعارضة السورية من انقسامات حادة، وتتشرذم الى اكثر من الف كتيبة ولواء، تنفجر صراعات دموية فيما بينها حول النفوذ، ومن المفارقة ان هذا الصراع هو انعكاس بطريقة او باخرى لصراعات الدول الداعمة لها، فالصراع بين كل من المملكة العربية السعودية وقطر، او السعودية وتركيا، اكبر من صراعهما ضد نظام الرئيس الاسد، بينما الحال ليس كذلك بين الدول الداعمة للنظام السوري وجماعاتها المقاتلة على الارض مثل كتائب حزب الله او ابو الفضل العباسي او الحرس الثوري الايراني، حيث تبدو صفا واحدا وفق رؤية واضحة.
* على الصعيد الدولي يتقدم المحور الروسي الايراني السوري ويحقق انجازات دبلوماسية متسارعة الى جانب المكاسب الميدانية العسكرية، تنعكس في الحوار الايراني الامريكي المتسارع وقرب التوصل الى اتفاق حول البرنامج النووي الايراني يخفف الحصار الحصار ويؤسس لتقاسم النفوذ على حساب العرب طبعا، وحجيج معظم حلفاء امريكا في المنطقة الى موسكو، وزيارة وزيري الدفاع والخارجية الروسي الى مصر تمهيدا لتوقيع صفقات اسلحة روسية لتسليح الجيش المصري الا احد المؤشرات، في المقابل يتراجع الدور الامريكي ويضمحل في الوقت الراهن على الاقل، وتسود الفوضى والارتباك حلفاء امريكا العرب.
العنصر الثالث في المقال:
استنتاجات الكاتب
انقلبت المعادلة و وضع سوريا و حلفائها أصبح أفضل من وضع خصومها
تدخل قوات حزب الله وكتائب ابو الفضل العباس المدربة بشكل جيد الى جانب الجيش النظامي السوري لعب دورا كبيرا في قلب المعادلات الميدانية، وبات يحظى بدعم غربي غير مباشر تحت ذريعة ان هذا التدخل جاء لمكافحة الجماعات “التكفيرية” على حد وصف السيد نصر الله في خطابيه الاخيرين، اي انه تم استغلال عداء امريكا والغرب للجماعات الجهادية وتوظيفه لمصلحة المعسكر الايراني السوري.
لا بد ان الدول العربية الداعمة للمعارضة السورية المسلحة تعض اصابعها ندما وهي ترى طموحاتها في اطاحة النظام السوري، المعززة بآلة اعلامية جبارة، ورصد مليارات الدولارات تتراجع بقوة، وترى في الوقت نفسه خصومها بزعامة ايران يتجهون للسيطرة على المنطقة، ويهددون بالانتقام سرا وعلنا.
حلفاء المعارضة المسلحة راهنوا على امريكا والغرب لاطاحة النظام السوري، وتقزيم طموحات ايران النووية، فتعرضوا لخذلان ما بعده خذلان، واكتشفوا ان امريكا تدافع عن مصالح مثلما قال السيد نصر الله، ومصلحة امريكا ليست مع هؤلاء الذين يريدونها ان تدمر اعداءهم حتى يناموا مطمئنين، فقد اخذت كل شيء منهم، اخذت اموالهم عبر صفقات اسلحة، واخذت نفطهم رخيصا مما قادها الى الخروج من ازماتها الاقتصادية والاقتراب من الاكتفاء الذاتي في ميادين الطاقة، وها هي تقذف بهم الى عالم المجهول ولا نقول اكثر من ذلك.
النظام السوري راهن على روسيا وايران وحزب الله والحلفاء الشيعة في العراق فصمد امام العاصفة، وتجاوز الازمة تقريبا بفضل اموال ايران وسلاحها ومقاتليها، وهنا يكمن الفارق بين الجعجعة الاعلامية والعمل الميداني على الأرض، ومن يضحك اخيرا يضحك كثيرا.

خاتمة تلخيصية: الثقة و الانتصار من جهة و الهزيمة من جهة أخرى
وبعد كل هذا من حق السيد نصر الله ان يخرج علنا وسط انصاره ويحتفل معهم بعاشوراء واثقا مبتسما، مؤكدا بقاء قواته في سورية دون استحياء او تبرير، فهو يقف في خندق المنتصرين، او غير المهزومين على الاقل، ولا عزاء للآخرين الذين راهنوا على امريكا واساطيلها ولم يجنوا غير الحسرة وخيبة الامل حتى الآن على الاقل