رياض طه، الإعلام والمعركة، دار النهار للنشر، بيروت،1973، 99ص.
كتب الرئيس اللبناني شارل حلو في مقدمة الكتاب:
«يطيب لي أن أقدم لمحبي النقيب الأستاذ رياض طه والمعجبين بحصافته، وخلوص نيته، وبما وهب للصحافة من قدرة وخبرة، هذه الدراسات الأربع وقد جمعها تحت عنوان "الاعلام والمعركة"، وهو عنوان إحداها. وأغلب الظن ان ايثار النقيب طه لهذا العنوان بالذات يعود إلى أن كلا من سائر الدراسات تتصل من قريب أو من بعيد "بالإعلام" في جميع مظاهره "وبالمعركة" من كل جوانبها و أبعادها، وبالدور المقيض للإعلام في المعركة، وبما تطلبه "المعركة" من "الإعلام".
إن ما أعجبت به في دراسة النقيب طه الممتعة هو مزجه الحاذق بين العمق في التفكير والمرونة في الأداء، مزجا يضفي على شرحه للأمور وضوحا ونفاذا وقوة بلاغ. ثم ان سعة اطلاعه على قضايا العرب من جهة وعلى حال الصحافة وخطورة الإعلام من جهة ثانية، تجعل من دراساته معينا نرده كلما أعوزتنا وسائل مواجهة العدو بالعمل والإعلام».
(…)
جاء في الصفحة 47 من الكتاب:
«...لنتفق أولا على لفظة الصحافة "مبنى" و "معنى". ان معجم الوسيط، الصادر عن مجمع اللغة العربية في القهرة، قد حسم الخلاف حول هذه اللفظة بقوله: « الشائع الآن استخدام كلمة "الصحافة" للدلالة على معنيين: معنى مقابل لكلمة"جورناليسم" أي المهنة الصحفية،ومعنى مقابل لكلمة "بريس" اي "مجموع الصحف". وقد فرّق المعجم بين هذين المعنيين، فدل على الأول بلفظ "الصحافة" (بكسر الصاد) كالصناعة ودلّ على الثاني بلفظ الصحافة (بفتح الصاد).
وما هي الصحافة؟
لعلّ أجمل تعريف لها ما قاله ريفارول:
Voir et savoir, faire voir et faire savoir
[ان ترى وتعلم و ان تتيح لغيرك أن يرى ويعلم]». (...)
جاء في الصفحة 67 من الكتاب:
«والجدير بالذكر أن الصحافة المحرومة كانت -في كل أزمة- تنسى أزمتها الخاصة، وتنبري فورا لوضع ذاتها في خدمة البلاد.
لقد قيل عن صحافتنا، منذ سنوات، أنها مطفئة الحرائق، وأشادت الحكومة الكرامية [نسبة إلى رئيس الحكومة رشيد كرامي] المستقيلة، في بيانها الوزاري، بدور الصحافة منوهة بخدماتها الجليلة وإخلاصها.
(…) لقد كنا دائما نسمع عبارات المديح والثناء وكلمات الإشادة برسالة الصحافة وفضلها ودورها الخطير. ولكننا كنا دائما نرى-في الوقت نفسه- ترددا في تحقيق المطالب الحيوية المشروعة لا يمكن إلا أن ينسب غلى الجهل أو سوء النية.
ومن المؤسف ان ثمة ذهنية، في لبنان والبلاد العربية، ما تزال تنظر إلى الصحافة والإعلام نظرتها إلى الكماليات أو الأشياء التي يمكن الإستغناء عنها.
وان أي دولة ومؤسسة تعمد، عند الرغبة في التوفير، إلى إلغاء أو خفض اشتراكات الصحف وإعلاناتها، فكأن إلغاء الإعلام هو اقتصاد في النفقات وليس اقتصادا في الفهم وقصورا عن مجاراة روح العصر ومنطق التقدم. »(...)
