بحث

التعرّض إلى وسائل الاتصال الجماهيري قبل انتشار الانترنت


يصعب على الشاب اليوم،  و هو يتصفح مواقع الويب و يتحصل مجانا على أخبار الجرائد أو يشاهد على شاشة الكمبيوتر برامج تلفزية أو يستمع الى اذاعات دولية من غير جهاز راديو و موجات قصيرة، أن يتصوّر نوعية العلاقة بين الجمهور ووسائل الاعلام الى حدود بضعة سنوات مضت. 

تتناول الوثيقة التالية مفهوم التعرض الى الاتصال قبل انترنت و هي فترة متواصلة لأن شرائح عريضة في تونس و في العالم مازالت تتعامل مع وسائل الاعلام  في ظروف لا تختلف كثيرا عن بيئة الثمانينات من القرن الماضي.

الكتابة الصحفية موجهة الى قارئ و على طالب الاعلام أن يدرك مقوّمات خصائص جمهور وسائل الاعلام. اننا لا نكتب بنفس الطريقة عندما نعلم أن مجموع التونسيين الذين درسوا بالجامعة  يقارب 650 الف مواطن فقط من مجموع 10 ملايين نسمة، حسب تعداد 2004 و ان الشريحة الغالبة من المجتمع تتوزع بين الأمية و المستوى الابتدائي ( حوالي خمسة ملايين ).

تتدخل عدة محددات موضوعية لاقصاء شرائح واسعة من الناس تمنعهم من التعامل مع وسائل الاعلام. فمن الطبيعي أن المواطن الذي يسكن بيتا من غير كهرباء لا يمتلك عادة جهاز تلفزيون أو هو يحتاج الى جهاز يشتغل بالبطاريات، كذلك من يسكن منطقة نائية لا توزع فيها الجرائد أو من لا يملك القدرة على تخصيص المال الكافي لشراء جريدة او مجلة بصفة منتظمة. و لا يمكن لقرابة مليوني تونسي قراءة الجرائد بسسب الأمية التي تشمل 22.9 في المائة من السكان حسب تعداد 2004.



التعرّض إلى وسائل الاتصال الجماهيري قبل انتشار الانترنت

وثيقة من إعداد:
د.المهدي الجندوبي

تبثّ وسائل الاتصال الجماهيري في اتجاه شرائح واسعة من الناس، ولكن يبقى دائما السؤال التالي مطروحا بإلحاح : هل وقع فعلا تقبّل الرّسالة أم لا؟ هل فتح الجهاز في الوقت المحدّد للاستماع لنشرة الأنباء؟ هل قرأت الافتتاحية؟
فلا يكفي أن توجد وسائل اتصال جماهيرية داخل مجتمع ما من جهة وأفراد او مجموعات تنتمي إلى نفس المجتمع من جهة أخرى لنقول أن هؤلاء الأفراد هم بالضرورة جمهور تلك وسائل الإتصال. فوسائل الإتصال في تونس ليس لها جمهورا متكوّنا  من أكثر من 10 ملايين نسمة. فحتى أن تركنا جانبا الأطفال الرضّع والأفراد الذين لا يملكون جهاز تلفزيون أو جهاز راديو، فلا يمكن أن نقول أن البقية هم بالضرورة جمهور الإذاعة أو التلفزويون أو جمهور برنامج محدّد. كذلك إذا تركنا جانبا كل الأّميين وكل من هم دون سن 15 سنة، فلا يمكن أن نقول أن البقية، أي الذين يجيدون القراءة والكتابة والذين يتجاوزون سن الخامسة عشر، هم بالضرورة جمهور الصحافة المكتوبة.

ان عدم التطابق بين أفراد المجتمع الكلّي وجمهور وسائل الإتصال، له عدّة أسباب درسها خبراء الإتصال في نطاق مفهوم التعرّض للإتّصال. ان قابلية التعرّض للإتصال، أي إمكانية حصول لقاء فعلي عن طريق القراءة أو المشاهدة أو الإستماع بين فرد ما أو مجموعة وبين وسائل الإتصال، تحدّدها مجموعة من العناصر الموضوعية الخارجية عن إرادة الفرد وهي تتسبّب في توجيه سلوك الفرد والمجموعة في مجال التعامل مع وسائل الإتصال.

ويمكّن تشخيص عناصر الإقصاء هذه، أي ضبط قائمة الأسباب التي يمكن أن تمنع فردا أو مجموعة من التعرّض للإتصال، من الإقتراب من الجمهور الممكن وهو متكوّن من كل فرد تتوفّر له كلّ أسباب التعرّض للإتصال. وهذا لا يعني أن كل فرد يستجيب إلى هذه الصفة سيتعرّض فعلا للإتصال. لذلك يفرّق الخبراء بين الجمهور الممكن والجمهور الفعلي الذي يعرّف بأنه يتكوّن من كل فرد قرأ فعلا الجريدة أو شاهد فعلا برنامجا تلفزيا أو إستمع فعلا إلى محطّة إذاعية.

ويمكن أن نشخّص هذه المستويات الثلاث، المجتمع الكلّي، الجمهور الممكن والجمهور الفعلي على شكل هرم يجسّد الإتجاه التنازلي من المجتمع الكلّي (أي كل أفراد المجتمع) إلى الجمهور الممكن ثم الجمهور الفعلي.

نتعرّض في هذه الوثيقة إلى بعض محدّدات التعرّض للإتصال وهي المستوى التعليمي، وعدم توفّر أجهزة الإلتقاط وقصور شبكة التوزيع، والسن وميزانية الوقت.

المستوى التعليمي  :
تتميّز المجتمعات بإنتشار غير متكافئ للتعليم وتشكو بعض الأقطار من وجود نسب مرتفعة من الأميّة قد تصل الى 80 في المائة فأكثر من السكّان ( و هي نسبة كانت متواجدة في تونس في الخمسينات من القرن الماضي حيث كانت الأمية سنة 1956  نسبة 84.7 في المائة). وإذا كانت الأمية لا تعتبر عائقا بالنسبة للإذاعة والتلفزيون فإنها عقبة أساسية أمام إنتشار الصحافة المكتوبة. و ان تقلصت نسبة الأمية في تونس بصفة ملحوظة فانها لا تزال تشمل22.9 في المائة حسب آخر  تعداد للسكان سنة 2004 تمثل شريحة متكوّنة من مليون 902 ألف مواطن.

وحتى إذا تم الاقتصارعلى غير الأميين فإننا نلاحظ أن المستوى التعليمي هو أيضا غير متكافئ إذ يغلب في تونس حسب تعداد 2004 ،عدد الأشخاص ذوي المستوى الإبتدائي  الذين يمثلون 37 في المائة أي أكثر من 3 ملايين مواطن والثانوي الذين يمثلون 32 في المائة أي أكثر بقليل من مليونين و نصف. أما نسبة من لهم مستوى تعليم عالي فتبقى محدودة إذ هي لا تشمل سوى 7.9 من مجموع السكان، أي حوالي 650 ألف مواطن.

إن مجرّد رفع الجهل عن الأفراد والمجموعات عن طريق إنتشار التعليم لا يؤدّي بصفة آلية إلى تحويلهم إلى قرّاء جرائد، إذ يلاحظ عادة ان المستويات الدنيا من التعليم لا تهيء الفرد إلى ممارسة القراءة حتى وان كان الفرد قادر عليها. فممارسة القراءة وخاصّة الإنتظام في القراءة هو سلوك ثقافي نتاج تداخل العديد من العناصر الإجتماعية والمدرسية والإقتصادية والذاتية.  

على أنه يجب أن نلاحظ أن عدم القدرة على القراءة يمكن ان لا تكون حاجزا للإطلاع على الجريدة، اذا توفّر شرط القراءة الجماعية في المقاهي والنوادي والتي تتمثّل في أن يقرأ جهرا شخص الجريدة ويستمع إليه جلساؤه وهي ظاهرة لا تعرفها المجتمعات النامية التي تنتشر فيها الأمية في فترة تتميّز بالتوتّر الاجتماعي والسياسي أو فترة إنتظار وأهتمام مرتفع بالشؤون العامة.

عدم توفّر أجهزة الإلتقاط وقصور التوزيع  :
من البديهي أن نعتبر أن أفراد الذين يقطنون مناطق جغرافية لا يغطّيها الإرسال الإذاعي أو التلفزيوني، لا ينتمون إلى حلقة الجمهور الممكن. وإذا كانت في تونس نسبة المناطق التي لا يصلها البث التلفزيوني محدودة فإن هذه النسبة يمكن أن ترفع في أقطار أخرى، ولا يجب بالتالي إهمال المعطيات حول الإرسال عندما نتحدّث عن الجمهور الممكن. كذلك إذا أردنا تحديد جمهور الإذاعة التونسية في أوساط المهاجرين فعلينا أن نتثبّت من نوعية تغطية البث الإذاعي لمناطق تواجد المهاجرين.( غير انتشار الفضائيات ثم الانترنت ظروف التلقي بالنسبة الى هذه الشريحة من المواطنين المغتربين)

ويمثّل كذلك انتشار الكهرباء عنصرا كثيرا ما يحدّد انتشار إمتلاك جهاز التلفزيون، حتى وأن أمكن استعمال الجهاز بكهرباء البطاريات وهي ظاهرة لا يجب إغفالها بالنسبة لبعض المناطق الرّيفية التي لم يشملها الكهرباء بعد.

كذلك في مجال الصحافة المكتوبة يجب أن نولي إهتماما خاصا إلى مسالك توزيع الجرائد والمجلات أي إمكانية توفير الجرائد على مقربة من القارئ. إذا كان من السّهل إيصال الجرائد الى سكّان المدن الكبرى والتوسّطة، فإن العديد من القرى والناطق السكانية النائية لا تصلها الجرائد الاّ بعد تأخير في الوقت (كأن تصل الجرائد اليومية بعد منتصف النهار أو في الغد)، أو لا تصلها تماما.

وعادة تكون شبكة توزيع الجرائد شديدة الإرتباط بشبكة الطرقات وأوقات سفريات القطار والطائرات وغيرها من وسائل النقل التي ترتبط بدورها بمستوى النموّ الاقتصادي لقطر أو لجهة.  

ويمكن أن نلاحظ أن المناطق النائية ليست وحدها تشكو من عدم توزيع الجرائد، بل فحتى داخل المدن الكبرى فان توزيع الجرائد داخل بعض الأحياء قد يشكو من النقص الذي يتسبب في تقليص رقعة الجمهور الممكن.

ولا يجب أن نهمل في هذا المجال نوعية الخدمات التي يمكن ان يقدّمها البريد في مجال توزيع المطبوعات وقد تفتقد بعض البلدان الى جهاز بريدي عملي، مما لا يشجّع على اعتماد الإشتراكات كطريقة لتوزيع الجرائد والمجلاّت.

ومثلما تحدّثنا عن نسبة امتلاك جهاز راديو أو تلفزيون كشرط من شروط الإنتماء الى دائرة الجمهور الممكن بالنسبة للإذاعة والتلفزيون، يمكن أن نذكر بالنسبة للجرائد القدرة على تخصيص مقدار معيّن من المال لشراء الجريدة يوميا أو أسبوعيا. ويدخل هذا العنصر فيما يسمّى بالعادات الإستهلاكية لأفراد المجتمع. وتمكّن بعض التحقيقات الإحصائية من تحديد استهلاك الأفراد ونسبة الأموال المرصودة للأكل واللّباس والتنقّل والمداوات والسّكن والترفيه وأوقات الفراغ (ومن بينها شراء الجرائد، والذهاب الى السنما، الخ...).

ويلاحظ عادة أن أصحاب الدّخل المحدود يخصّصون نسبة محدودة تكاد لا تذكر من مداخيل لأوقات الفراغ وبالتالي لشراء الجرائد. على أنه لا يجب أن ننسى أن عدم شراء جريدة لا يعني حتما عدم قراءة الجرائد اذ يمكن أن تتداول النسخة الواحدة بين عدّة أشخاص (اعضاء الأسرة، الإعارة في موطن العمل، المكتبات العمومية، الخ...

اننا لا نبتعد عن الحقيقة عندما نقول ان عدم القدرة على شراء الجرائد يمكن ان تتسبب في تقليص رقعة انتشار الجمهور ونلاحظ في تونس ان عددا مرتفعا من الناس يهتمون بقراءة الجرائد عندما تتاح  لهم الفرصة مجانا أو بسعر مخفّض. وما انتشار ظاهرة القراءة بالكراء من عند الباعة، التي قاومتها الجرائد بعدّة وسائل الاّ شاهدا على ذلك.

السن عنصر اقصاء  :
ان سهولة فتح زر جهاز التلفزيون والجلوس أمام الشاشة للمشاهدة أو تصفّح الجريدة، يمكن أن تعطي صفة البداهة لعملية التعرّض للإتصال. وحتى أن أسلمنا أن التعرّض للإتصال أصبح في بعض جوانبه سلوكا بديهيا وطبيعيا، فلا يجب أن نغفل انه في الواقع، على بداهته الظاهرية، وليد تنشئة اجتماعية.  

ما هو سنّ بداية التعرّض للإتصال؟ متى يعترف المجتمع للطفل بحق وبامكانية التعرّض للإتصال؟ ما هو السن الذي لا يمكن أن يكون فيه الطفل داخل دائرة جمهور وسائل الإتصال الجماهيرية؟

يمكن أن نقول بصفة مجملة أن إنتشار التلفزيون اقتحم فئات عمرية ما كانت وسائل الإتصال الجماهيرية الأخرى (إذاعة، تلفزيون، وجرائد) قادرة على الوصول اليها. أما الصحافة المكتوبة وخاصة الجرائد اليومية والمجلاّت الإخبارية، فقد بقي انتشارها محدودا في الفئات العمرية المتدنية (قبل سن الخامسة عشر). على انه يجب ان نذكر ان بعض الأقطار طوّرت الصحافة المختصّة الموجّهة لمختلف أصناف الأطفال لبتداءا من الثالثة الى مرحلة الشباب مرورا بفترة ما قبل المراهقة والمراهقة.

ويمكن إن تلعب صحافة الأطفال دورا أساسيا في نشر عادة القراءة وتنشئة الطفل باكتسابه سلوكيات ثقافية يمكن ان تجعل منه في مرحلة لاحقة (الشباب والكهول) قارئ أو مستمعا أو مشاهدا قارا.

وأدرجت في بعض البلدان من بينها تونس أبواب حول وسائل الإعلام البرامج المدرسية. وبادرت بعض المعاهد الثانوية ببعث نشريات داخلية يحرّرها فريق من التلاميذ. ويمكن لتلاميذ التعليم الثانوي في الولايات المتحدة الأمريكية متابعة دروس في الصحافة إضافة الى دروس التاريخ والجغرافيا والرياضيات. وتدخل كل هذه الإجتهادات الى ترشيد تعامل الإطفال مع وسائل الإتصال.

وتتداخل مع السن محدّدات أخرى ذات صبغة اقتصادية أو اجتماعية قد تساعد أو تعرقل التعرّض المبكّر للإتصال الجماهيري عند الأطفال. فقد لا تتوفّر لشاب ينتمي الى أسرة موزعة القدرة على تخصيص قدر من المال لشراء مجلّته المفضّلة أو قد لا يتوفّر له جهاز راديو اضافي يمكّنه من الإستماع بصفة مستقلّة عن بقية الأسرة.  وعلى العكس من ذلك يمكن أن تتوفّر لشاب آخر فرصة المطالعة المبكّرة للجرائد لا لشئء الاّ لأن أحد أفراد الأسرة من الكهول يقرأ بانتظام الجرائد.

وكذلك يمكن أن تلعب بعض التقاليد المدرسية دورا سلبيا في تطوّر عادة قراءة الجرائد، اذ كثيرا ما تمنع مطالعة الجرائد الإخبارية في مبيتات المعاهد الثانوية.

ميزانية الوقت  :
تبث الإذاعات برامجها كامل اليوم وتنشر الجريدة الواحدة عشرات المقالات وآلاف الكلمات التي تتطلّب مطالعتها وقتا طويلا. ولا يستطيع الفرد تخصيص كامل يومه لمشاهدة التلفزيون أو لقراءة جريدة المفضّلة. فالمطالعة والإستماع والمشاهدة نشاطات ذات صبغة ثقافية تمثّل جزء من مجمل النشاطات الثقافية التي تمثّل هي بدورها جزءا لمجمل النشاطات التي يقوم بها الفرد يوميا. ويحاول الخبراء في نطاق ما يسمى بدراسة ميزانية الوقت، تحديد قائمة النشاطات التي يقوم بها يوميا الإنسان وتحديد النسب التي يحتلّها كل نشاط.
وتصنّف عادة نشاطات الفرد إلى الأصناف التالية (انظر فرنسيس بال، 1980، ص 22)

1-  نشاطات مهنية (عمل رئيسي، عمل إضافي، تنقّل للوصول الى موقع العمل...).
2- نشاطات أسرية (إعداد الطعام، تعهّد البيت، رعاية الأطفال، إقتناء الحاجيات اليومية...).
3- حاجات فزيولوجية (نوم، فطور...).
4- أوقات الفراغ (تكوين، مشاركة في الحياة العامة، إذاعة، تلفزيون، مطالعة، علاقات اجتماعية، مناقشة، تجوّل، رياضة، عروض، راحة، نشاطات أخرى...).
ويمكن أن تعدّل هذه القائمة حسب المجموعة التي نريد دراستها وحسب خصوصيات كلّ مجتمع، كأن نخصص للعبادات ولكل النشاطات ذات الصبغة الدينية صنفا خاصا بالنسبة للمجتمعات التي يحتلّ فيها النشاط الدّيني موقفا متميّزا في نشاطات الفرد.

وتهتمّ المؤسسات الإعلامية وخاصّة الإذاعة والتلفزيون بصنف وقت الفراغ وهو الصّنف الرّئيسي الذي تبوّب فيه عادة النشاطات الثقافية ومن بينها كل ما يتعلّق بالتعرّض للإتصال مثل الوقت الجملي الذي يخصّصه الفرد يوميا وأسبوعيا للإستماع للإذاعة ومشاهدة التلفزيون وقراءة الجرائد وغيرها من المطبوعات.

ويتغيّر وقت الفراغ في حجمه الزمني وفي نوعية النشاطات حسب :
1-  الفئات الاجتماعية والمهنية (وقت فراغ صاحب دكّان يختلف عن وقت فراغ عامل فلاحي أو طالب أ و عاطل عن العمل.
2-  الفئات العمرية (اختلاف اوقات فراغ الأطفال والشبان والكهول والشيوخ).
3-  الجنس (تحدد التنشئة الاجتماعية اروارا اجتماعية مختلفة لأناث والذكور كذلك داخل صنف الأناث تختلف أوقات فراغ المرأة العاملة عن المرأة بالبيت…).
4-  أيام الأسبوع (يزداد حجم أوقات الفراغ أثناء يوم العطلة الأسبوعية وقد يشمل هذا التغيير كامل نهاية الأسبوع).
5- الفصول والمواسم (تختلف وتيرة العمل بالنسبة الفلاحين حسب فصول السنة وحسب نوعية الفلاحة (تختلف وتيرة من يتخصص في تربية الماشية أو الدواجن، عن وتيرة عمل زراع الحبوب وكذلك تختلف وتيرة من يوزع الحبوب عن وتيرة عمل أصحاب غابات الزيتون أو واحات التمور).

وكذلك يمكن للمواسم الدّينية الهامة أن تغيّر وتيرة الحياة اليومية للأفراد والمجموعات وتتغيّر أوقات الفراغ وبالتالي الأوقات التي يمكن أن تخصص للإتصال. ويمكن أن يكون شهر رمضان مع ما ينتج عنه من تغيّر في أوقات العمل (ادخال الحصّة الواحدة)  وفي نظام التغذية والنوم (إطالة فترة السهرة)، أحسن مثال على ذلك.

المصدر:
المهدي الجندوبي، دراسة الجمهور، مذكّرة درس الاتصال، معهد الصحافة و علوم الآخبار، غير منشورة 1990.